مصر ترفض شحنة قمح رومانية ملوثة بالأرجوت
رفض مفتشون حكوميون مصريون شحنة حجمها 63 ألف طن من القمح في ميناء المنشأ الروماني بعد فحوص تتعلق بفطر الإرجوت وهي أول مرة ترفض فيها مصر شحنة في المنشأ منذ انتهجت سياسة عدم السماح بوجود أي نسبة من فطر الإرجوت في القمح المستورد.
وعادت مصر -أكبر بلد مستورد للقمح في العالم- الأسبوع الماضي إلى تبني سياستها المتشددة التي تقضي بضرورة خلو القمح تماما من الإرجوت رغم أن هذه السياسة جعلت من الصعب استيراد القمح في وقت سابق من العام.
وقال تجار إن الإجراء الجديد الذي اتخذ في ميناء كونستانتا الروماني سيزيد من تقليص القوة الشرائية للهيئة العامة للسلع التموينية المشتري الحكومي للقمح في مصر.
وكانت الشحنة الرومانية لصالح الهيئة. وتم رفض شحنات سابقة جرى فحصها في مصر واشتراها القطاع الخاص كلها ماعدا شحنة واحدة فرنسية باعتها شركة بونجي لهيئة السلع التموينية وتم رفضها في ديسمبر كانون الأول.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من أي مسؤول في الهيئة العامة للسلع التموينية.
والإرجوت فطر شائع في الحبوب قد يسبب الإصابة بهلاوس إذا كان موجودا بنسبة كبيرة لكن المستويات المتدنية منه تعد غير ضارة وتسمح المعايير الدولية الأكثر شيوعا بوجود نسبة لا تزيد على 0.05 بالمئة منه في القمح المستورد.
وتسبب قرار مصر رفض أي نسبة من الإرجوت في القمح المستورد في عرقلة المناقصات الحكومية وزيادة أسعاره فضلا عن السجال الذي ثار بين الوزارات المعنية وداخلها وتبنيها سياسات مختلفة.
وكانت هيئة السلع التموينية سمحت في السابق بقبول الشحنات التي لا تزيد فيها نسبة الإرجوت عن 0.05 في المئة لكنها غيرت سياستها إلى عدم السماح بأي نسبة من الفطر قبل مناقصة طرحتها في 31 أغسطس آب واضطرت بعد ذلك لإلغائها بعد مقاطعة شبه تامة من الموردين.
أصدرت وزارة الصحة المصرية أيضا قرارا يوم الاثنين بحظر القمح المستورد الذي يحتوي على أي نسبة من الإرجوت لتتوحد سياسة الوزارات الثلاث المعنية - وهي التموين والصحة والزراعة - لأول مرة بما يضيق المجال أمام هيئة السلع التموينية لتخفيف القواعد إذا اقتضى الأمر.
وأبدى بعض التجار قلقا كبيرا من رفض الشحنة في رومانيا.
وقال تاجر من القاهرة "هذه كارثة. إنهم يثيرون مشكلات للجميع في الوقت الحاضر في موانئ المنشأ. هناك مشكلة تتعلق بقمح روسي في نوفوروسيسك ومشكلة مع شحنة رومانية أخرى أيضا."
ولم يرد متحدث باسم وزارة الزراعة المصرية فورا على طلبات بالتعليق.
وقال تاجر ألماني "ستكون هذه كارثة للتجار الذين باعوا على أساس أنهم سيوردون القمح بمستويات الإرجوت المسموح بها.. يوجد قلق كبير في السوق."
وأضاف "التجار الذين يسعون للتوريد بموجب عقد يسمح بوجود نسبة مقبولة من الإرجوت يواجهون رفض شحناتهم وخسائر مالية كبيرة. أشك إن كانت مصر ستستطيع استيراد القمح بكميات كبيرة في ظل حالة الارتباك الحالية."