الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أولاً .. ابارك لك أن جعلت لنفسك هدفاً تسعى إلى الوصول إليه .. فالكثير من الناس لا توجد لديه أهداف واضحة ومحددة يسعى إليها .. وإنما يسير كيفما سار الناس .. وربما كان لديه أحلام وتمنيات وليس أهداف..
أما الكلام عن طريقة الوصول إلى هدفك فإنه سيطول .. وهناك كتب خاصة في تحديد الأهداف والوصول إليها .. ولكني أنصحك بالتالي :
1. قسم هدفك الكبير إلى أهداف صغيرة متتابعة ، بحيث يكون كل هدف درجة للهدف الذي بعده ، فالأهداف الكبيرة جداً والبعيدة جداً تصيبنا بالحيرة والتردد ..
2. الهدف الجاد هو الهدف الذي نرسم له خطوات عملية لتنفيذه .. فما قيمة اقتناعنا وحماسنا لشئ دون أن نعرف كيفية الوصول إليه .. تأمل جيداً في نفسك هل تعرف بالضبط كيف ستصل إلى أهدافك أم لا..
3. الفشل ليس نهاية الدنيا كما يقولون .. والحياة ليست بأيدينا نقلبها كيفما شئنا ، فمن الطبيعي جداً أن نمر بصعوبات وعوائق ، وأن لا يتحقق لنا بعض مما خططنا له .. فهل يعني هذا اليأس والفتور والتوقف .. بالطبع لا .. بل إن متعة الحياة هي بالإصرار والتحدي .. فالحصول على الشئ بعد طول مشقة يجعلنا أكثر استمتاعاً وفرحاً به ..
4. اقرأ في قصص المكافحين والناجحين فستجد شيئاً عجيباً .. يكاد أن يكون صفة مشتركة فيما بينهم ، وهو أنهم لا يتمتعون بقدر عالي جداً من الذكاء والعبقرية ، أو من الثقافة والدراسة والشهادات ، وإنما يجمعهم جميعاً أنهم يملكون قدراً عالياً جداً من الهمة والصبر .. إنهاصفة النحل والنمل .. فبهما يضرب المثل في النشاط والهمة .. وبهما يضرب المثل في النجاح .. وبهما سميت سورتان كريمتان من سور القرآن العظيم.
5. قد تحتاج أن تراجع أهدافك لتتأكد أنها تتناسب مع قدراتك وإمكانياتك ، ولا بأس أن تكون أهدافنا أكبر مما نملك من قدرات ، ولكن ينبغي أن لا تكون مثالية وبعيدة جداً عن قدراتنا وإمكانياتنا، فالهدف العالي يبعث على الهمة والتحدي .. ولكن الهدف المثالي والبعيد جداً قد يصيب صاحبه بالعجز والإحباط.
أنصحك بقرآءة بعض الكتب النافعة في مثل هذه الموضوعات ومنها كتاب الخطوات الذكية وكتاب العادات السبع .. كماأنصحك بقرآءة قصص الناجين ومذكراتهم الشخصية ..
6. مهما كنا أقوياء وأذكياء فإننا سنبقى بأمس الحاجة إلى القوي المدبر سبحانه وتعالى ، وعندما يشعر الواحد منا باستغنائه عن الله أو يتصرف وفق ذلك فإنه في الحقيقة يكون قد خسر كل شئ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأكثرهم عقلاً وهمة .. ومع ذلك كان من دعائه عليه الصلاة والسلام (يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث .. أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) فاستعن بالله دائماً .. واسأله التوفيق والسداد ، فمن اتكل على نفسه خسر .. ومن اتكل على الله أعانه الله .. يقول ابن القيم ( أجمع العارفون أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك وتدبيرك ويخلي بينك وبينها )؛
وقريباً منه قال الشاعر :
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
وفقك الله للوصول إلى أهدافك .. ورزقنا الله وإياك من الأهداف ما يقربنا إلى الوصول إلى الهدف الأخير لنا جميعاً ، وهو تحقيق رضا الله والدخول في رضوانه وجنته ..