التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب بين سحب الدولار و دفع أزمة الديون السيادية
استقرت تداولات سعر الذهب في نطاق ضيق نسبياً خلال جلسة يوم أمس و هذا اليوم، فقد ارتفع سعر الذهب يوم أمس مستغلاً بعض الانخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية و اندفاع طلب ملاذ الآمن للذهب بسبب أزمة الديون السيادية إلى جانب حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد الدولي، لكن هذا اليوم نرى بأن الدولار الأمريكي عاد ليرتفع سعر صرفه مقابل سلّة العملات الأجنبية مجدداً، و بذلك انخفض سعر الذهب اليوم بتأثير من ثقل الدولار الأمريكي و انخفاض قوى المضاربة التي تدخل الذهب شراءاً.
خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 1.09% و أغلق سعر الذهب عند مستوى 1834.20 دولار للأونصة، كذلك ارتفع سعر الفضة خلال جلسة أمس بمقدار 2.08% ليغلق الجلسة عند مستوى 41.13 دولار. بالنسبة للبلاتين، فقد استطاع أيضاً الاستفادة من الانخفاض الذي حصل في سعر صرف الدولار الأمريكي أمس، و ارتفع بمقدار 0.44% و أغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1811.00 دولار للأونصة.
تسود الأسواق المالية حالة من التشاؤم، و انعكست هذه الحالة على مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم التي انخفضت و منها انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.14% و كذلك تداول مؤشر هانج سينج الآن بانخفاض يزيد عن 1.03%. توقّف الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة هذا اليوم بعد عودة ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، و هذا حصل رغم موجة التشاؤم التي سادت الأسواق المالية، مما يوحي بأن المعادن الثمينة استسلمت أخيراً لضغوط الدولار الامريكي بعد أن كانت المضاربة و طلبات الملاذ الآمن تحد من تأثير سعر صرف الدولار عليها.
في هذه اللحظات، نرى سعر الذهب اليوم يتداول حول مستوى 1829.20 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.27%، فيما انخفض سعر الفضة بمقدار 0.66% ليتداول الآن عند مستوى 40.86 ، و أخيراً و ليس آخراً، نرى سعر البلاتين و قد فقد 0.28% من سعر إغلاق جلسة نيويورك أمس ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1806.00 دولار للاونصة الواحدة.
إن الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة الآن مرتبط في ارتفاع سعر صرف الدولار، إذ أن الطلب كملاذ آمن و الطلب على المعادن الثمينة كتحوّط أو كبديل من أدوات الخزانة الأوروبية، قد يكون سبباً لدفع أسعار المعادن للارتفاع، لكن طالما بقي سعر صرف الدولار الأمريكي في ارتفاع، قد نرى الضغوط السلبية على المعادن الثمينة مستمرة، و هذا يهدد في حصول موجات جني أرباح واضحة في حال انتشر بعض التفاؤل في الأسواق المالية.