يوم دموي للأسواق العالمية وأسواق الأسهم العالمية تدخل مرحلة الهبوط
شهدت الأسواق المالية العالمية يوما دمويا يوم أمس الخميس، حيث انخفضت الأسواق الأوروبية و الأمريكية بشدة، في حين أن الأسواق الآسيوية تبعت خطى الأسواق الأخرى اليوم الجمعة حيث انتشر الذعر في الأسواق العالمية، مما أدى إلى موجة بيع ضخمة اجتاحت الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل السلع والأسهم العملات، مع تجنب المستثمرين الأصول الخطرة و استهدافهم للأصول ذات العوائد المتدنية، مما دفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ ثمانية أشهر تقريبا.
ظهور علامات على تباطؤ النمو العالمي، بالإضافة إلى أزمة الديون الأوروبية لا تزال تؤثر سلبا على مستويات الثقة في جميع الأسواق العالمية، إلا أن حالة من الذعر بدأت بعد أن قدم البنك الفدرالي توقعات قاتمة للنمو، حيث أشار البنك الفيدرالي الى ارتفاع مخاطر تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مما زاد التكهنات بأن أكبر اقتصاد في العالم على شفير العودة للركود مجددا.
وفي الوقت نفسه، أشارت بيانات صادرة من الصين وأوروبا إلى أن الأنشطة الاقتصادية تشهد تباطؤا في الاقتصادات الكبرى في جميع أنحاء العالم، والتي عمقت المخاوف بين المستثمرين بأن الاقتصاد العالمي يتجه نحو الركود، وذلك أثار موجة عمليات بيع ضخمة أرسلت مؤشر داو جونز الصناعي لينخفض بمقدار 400 نقطة تقريبا بحلول نهاية جلسة يوم الخميس.
انخفضت مؤشرات الأسهم بشكل حاد أمس ويبدو أن عمليات البيع لا تزال مستمرة اليوم، حيث إنخفض كل من مؤشر داو جونز و مؤشر ستاندرد اند بورز 500، و مؤشر الناسداك المجمع بأكثر من ثلاثة في المئة بحلول نهاية جلسة يوم الخميس، في حين وسعت المؤشرات الأوروبية خسائرها الحادة اليوم، كما دخلت عدة مؤشرات في الاسواق المتقدمة ما يعرف بسوق هابط (Bear Market) بعد انخفاضها بنسبة تزيد على 20 ? من مستويات القمة، حيث أنه و من أصل 24 سوق أسهم في الدول المتقدمة، فإن خمسة أسواق فقط لم تتحول إلى أسواق هابطة، ألا و هي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وسنغافورة و نيوزيلندا.
المستثمرون يأملون أن مجموعة العشرين سوف تكون قادرة على اعادة الثقة في الأسواق، ومع ذلك، فان مجموعة العشرين لم تعلن عن تدابير محددة لدعم الاقتصاد العالمي، على الرغم من تعهدها للتصدي للمخاطر التي تهدد نمو الاقتصاد العالمي و أزمة الديون الأوروبية.
الرهانات تتزايد الآن أن الاقتصادات الرئيسية في جميع أنحاء العالم تواجه ركودا جديدا، والذي يمكن أن يشكل تهديدا للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، حيث أن أغلب البنوك المركزية لا تمتلك الكثير من المساحة لتسهيل السياسات النقدية، لأن معدلات الفائدة منخفضة بالفعل، وذلك من المرجح أن يدفع البنوك المركزية الى محاولة البحث عن طرق جديدة من خلال اتخاذ تدابير غير تقليدية.