تحويلات الأموال: بدائل رخيصة للبنوك تكتسب مزيد من الزخم
يواجه الموقف المهيمن للبنوك وشركات تحويل الأموال الكبرى مثل ويسترن يونيون وموني جرام تهديداً من قبل الشركات الناشئة ووسطاء التحويل الأصغر حجماً. وبرغم احتفاظ الكيانات الكبرى بمزايا تنافسية هائلة مقارنة بمنافسيها الصغار، إلا أن التطور التقني بات يلعب في صالح الطرف الأضعف. حيث بدأ ينتشر استخدام حلول جديدة لتحويل الأموال قد تسهم في تجزئة هذه الصناعة من خلال إتاحة بدائل غير مكلفة للعملاء.
اللاعبون الرئيسيون في صناعة تحويل الأموال
يواجه المفهوم التقليدي لصناعة تحويل الأموال منافسة شرسة من قطاعات التكنولوجيا المالية ومتعهدي تحويلات الأموال وتقنية blockchain. وبرغم أن الأخيرة لا تزال خدمة غير ناضجة بالقدر الكافي إلا أنها تبدو واعدة، وإن ظلت آفاق تطورها غير مؤكدة. تمتلك تقنية blockchain القدرة على إحداث ثورة في عالم التحويلات المالية وبالتالي قد تهدد مراكز البنوك الكبرى بما تتيحه من إجراء تحويلات مالية بصورة أسرع ورسوم أقل. وتتمثل عيوبها الأبرز في الوقت الراهن في قلة عدد مستخدميها فضلاً عن عدم انتشار الفهم للتكنولوجيا التي تقف ورائها.
من ناحية أخرى، تبدو الخدمات المقدمة من شركات التكنولوجيا المالية سهلة الاستخدام، وكما يوحي اسمها، فإنها تسعى لاستخدام أحدث التقنيات بهدف خفض التكاليف. تجتذب مشروعات التكنولوجيا المالية زبائنها مباشرة من خلال حلول تهيئة محركات البحث (SEO) ومواقع التواصل الاجتماعي (SMO) وهي أدوات غير مكلفة وتسمح لها بتقديم خدمات بأسعار معقولة. وبالتالي يمثل هذا القطاع التهديد الأكبر للاعبين الكبار والبنوك الكبرى، والتي وإن ظلت مهيمنة على السوق إلا أن قبضتها بدأت تتراخى على نحو ملحوظ.
تأتي موني جرام وويسترن يونيون في المرتبة الثانية بعد البنوك الكبرى من حيث حصتها في قطاع التحويلات المالية حيث تسيطر على نسبة كبيرة من إجمالي المعاملات. وكانت هذه الكيانات تحتكر السوق منذ وقت ليس ببعيد، وهو ما مكنها من تقاضي عمولات مرتفعة بسبب عدم وجود بدائل حقيقية أمام المستخدمين. ولكن في ظل التهديدات الجدية التي تمثلها شركات التكنولوجيا المالية، بدأت هذه الكيانات في وضع ثقلها وراء تطوير تقنيات جديدة لمساعدتها على تعزيز تقدمها.
أهم أسواق التحويلات المالية على مستوى العالم
يجري تحويل بلايين الدولارات يومياً في جميع أنحاء العالم وتقع بلدان مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وألمانيا على رأس قائمة البلدان التي تخرج منها التحويلات المالية. فيما تمثل كلاً من الصين والفلبين والمكسيك ونيجيريا الوجهة الرئيسية لمعظم تلك التحويلات، وذلك من إجمالي 600 مليار دولار جرى تحويلها على مستوى العالم في 2014. وتمثل التحويلات من الولايات المتحدة إلى المكسيك أبرز هذه الممرات، وتشاركها أيضاً التحويلات الصادرة من دولة الإمارات إلى الهند.
من هم أبرز مقدمي خدمات التحويلات المالية؟
تتولى البنوك ومتعهدي التحويلات المالية الجزء الأكبر من أنشطة تحويل الأموال على مستوى العالم. وبفضل حجمها الكبير والثقة التي تتمتع بها، لا تزال أداة مفضلة لدى العديد من أولئك الذين يرسلون أموالهم إلى ذويهم في الوطن، وذلك برغم أن هذه النوعية من خدمات تحويل الأموال تكون باهظة التكلفة.
ويمثل مشغلي تحويلات الأموال وفق مفهوم الند للند (Peer-to-peer) المنافس الرئيسي لتلك الكيانات الكبرى حيث تحذف دور الوسيط من المعادلة. وتستخدم هذه الأطراف التقنية كجسر يسمح للأفراد من جميع أنحاء العالم بإرسال واستقبال الأموال مباشرة دون تدخل من البنوك. تعمل شركات الوساطة بطريقة مشابهة، إلا أن الفرق بينهم وبين متعهدي الند للند هو أنها يجري استخدامها من قبل الخبراء والشركات الكبرى. حيث تقوم بتحويل مبالغ كبرى ولهذا يمثل عامل التكلفة هاجس رئيسي بالنسبة لهم.
أخر الاتجاهات العالمية في مجال تحويل الأموال
يكتسب متعهدي التحويلات المالية أهمية متزايدة بين العمال والمهاجرين ممن يقومون بإعالة أسرهم في الوطن. تفضل هذه النوعية استخدام الحلول الالكترونية التي تقدمها هذه الشركات على تلك المقدمة من ويسترن يونيون وموني جرام. وهو ما يعزى إلى السرعة والموثوقية وانخفاض التكاليف المرتبطة بتحويلات الأموال عبر وسائط الند للند.
الشركات المتخصصة في مجال المدفوعات الدولية تعزز هي الأخرى موقعها وتلعب دوراً منافساً أمام البنوك بما تتيحه من تقنيات جديدة. وتتفوق هذه النوعية بشكل كبير في فن استخدام تقنيات تهيئة المواقع لمحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي لاجتذاب العملاء والتي لا تكلفهم سوى مبالغ قليلة مقارنة بما تنفقه البنوك الكبرى.