للتداول جانب آخر مظلم. قد تكون على دراية به بالفعل. وجميع المستثمرين معرضين لمساوئ التداول, وينبغي عليك أنت أيضا التعامل مع تلك المساوئ, أو ستقوم هي بالتعامل معك.
عقولنا نحن البشر مثل الإسفنج, لذا فهي قادرة على استيعاب كل شيء نضعه فيها. وعلى الرغم من أن هذا أمر جيد في معظم الوقت, إلا إنه قد يعوق نجاحك كمستثمر. فينبغي عليك استبعاد كافة المتغيرات الغير ضرورية من التداول الخاص بك, وذلك لأنك إذا تركت "الأسفنجة" الخاصة بك لتمتص وتمتلئ على آخرها, فسوف تصبح متشبعة للغاية ولن تكون قادرا على فعل أي شيء معها.
على وجه التحديد, ينبغي عليك تعلم أن ليس كل شيء تصادفه بمجال التداول يستحق التفكير, أو حتى مجرد النظر إليه. من خلال النقاط التالية ستناقش معا بعض مساوئ التداول والتي ينبغي عليك تجنبها مهما كان الثمن.
الأخبار والميديا المالية "مواد سامة"
إذا كنت تشاهد الأخبار المالية أو تقرأ مطبوعات الميديا المالية سواء أونلاين أو أوفلاين, إذا كانت تلك الأخبار والمعلومات سلبية, فستصبح أنت أيضا سلبي بشأن الأوراق المالية التي تستثمر فيها, وستصبح سلبيا بشأن أزواج العملات أو السلع التي تقوم بتداولها. والعكس صحيح, فإذا كانت تلك الأخبار والمعلومات إيجابية, فستكون إيجابي بشأن التداول الخاص بك وقرارات الاستثمار.
حتى المستثمرين المحترفين بمجال الفوركس وتداول العملات لا يزالون يتأثرون بالمعلومات التي يتعرضوا لها. وتكمن المشكلة الأساسية وراء معلومات الميديا ووسائل الإعلام في أنها تنتج عادة من قبل أناس ليسوا مستثمرين ولا متداولين فوركس, فهي محتوى صحفي, وتم إنشائها من أجل "صناعة الأخبار"... وعادة ما تكون بعيدة عن الدقة وتصدر بعد وقوع الحدث. وهذا هو السبب الرئيسي وراء انتشار مقولة "خذ الإشاعة واترك الخبر" في مجال الفوركس.
هذا ويمكنك التداول حقا من دون القلق بشأن الأحداث والأخبار الاقتصادية أو محاولة القيام بما يسمى "تداول الأخبار". هذا وكلما قضيت المزيد من الوقت في محاولة معرفة كيفية تأثير الأخبار الاقتصادية على الأسواق, كلما خسرت المزيد من المال وذلك من خلال الإفراط في التداول وما يتبعه من ارتكاب الأخطاء. في الواقع, فإن كافة الأخبار والمتغيرات التي تحرك السوق, تنعكس على الرسوم البيانية لحركة السعر, لذلك, فلا يوجد جدوى من التفكير الزائد بشأن الأخبار. إنها ببساطة مجرد إلهاء ومضيعة للوقت والطاقة وفي نهاية المطاف, فهي مضيعة للمال الخاص بك أيضا.
مراقبة الشاشات يخلق إدمان التداول
حتى لو كنت تقول لنفسك أنك لست هذا المستثمر الذي يقوم بالتداول ليل نهار, فلو كنت تقوم بتمضية 1 دقيقة أو خمس دقائق على مدار اليوم في مشاهدة الرسوم البيانية للأطر الزمنية القصيرة, وكنت تشاهد 20 نوعا مختلفا من الرسوم البيانية على شاشة الكمبيوتر الخاص بك, فأنت ستصبح بنهاية المطاف هذا النوع من المستثمرين الذين يقومون بالتداول ليل نهار. فأنت لا تستطيع أن تصبح مستثمر محترف إذا كنت لا تزال تشاهد مئات الأسواق كل يوم, حتى وإن كان هذا من باب الإضطلاع والترفيه. فهذا السلوك سيؤدي بك إلى إدمان التداول الغير منظم.
فإذا كنت تجلس لساعات أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك محاولا معرفة ما سيتم على الرسم البياني لـ 5 دقائق, آملا في الفوز بـ 10 نقاط من هنا و20 نقطة من هناك. فسرعان ما ستجد نفسك في مكتب الطبيب تسأله الحصول على أدوية للحد من القلق والتوتر. فيمكنك حرفيا أن تقود نفسك إلى الجنون إذا ما جلست لمشاهدة رسوم بيانية ذات أطر زمنية قصيرة طوال اليوم.
الاستسلام للطمع
أرى ذلك طوال الوقت. حيث أتلقى رسائل بريد إلكتروني من المستثمرين يشرحون لي كيف أنهم ابلوا بلاء حسن لبضعة أشهر وبعد ذاك خسروا كل ما ربحوه. فتجدهم قد خسروا كل ما حققوه على مدى الأشهر القليلة الماضية في صفقة أو صفقتين تداول فقط. ولقد حدث هذا معهم لأنهم قدموا على أخطر مساوئ التداول, ألا وهو الطمع.
يمكن للتداول أن يظهر بوضوح الجانب الجشع فينا. فمعظم المستثمرين يعتقدون أنهم إذا نجحوا في تحقيق مبلغ معين من الأرباح, فهم قادرين بعد ذلك على إدارة المخاطر بالشكل السليم إلى الأبد. وهذا غير صحيح, فبمجرد أن تضع نفسك في عقلية زيادة المخاطرة, فانت بذلك تدفع بنفسك داخل دوامة خطيرة للغاية من التداول العاطفي المدفوع بالطمع.
كافة مساوئ التداول التي تمت مناقشتها بهذا المقال من الضروري جدا تجنبها أثناء التداول, ولكن إذا كان عليك أن تختار واحدة فقط لتجنبها, فينبغي أن تكون الطمع. فعندما تكون طماعا لن تستطيع أن تكسب المال بثبات داخل سوق الفوركس. قد تحقق بعض الأرباح لفترة من الوقت, ولكن سرعان ما سيعود الطمع ليلدغك من جديد ويؤدي إلى خسارتك و خروجك من حساب التداول الخاص بك.
اتباع عدة استراتيجيات للتداول لن ينجح
يتعرض الناس للعديد من استراتيجيات التداول, الأفكار والفلسفات الخاصة بالتداول من خلال الإنترنت ومختلف الكتب, النداوت والدورات إلخ.... وبالنسبة للمبتدئين فلا يوجد وسيلة تمكنهم من الثقة بهذه المعلومات ومدى صحتها.
المشكلة الرئيسية التي تواجه الناس هي أنهم يأخذون تلك الأفكار ويؤمنوا بها للغاية في محاولة منهم لتعلم التداول بأقصى سرعة ممكنة, وإن كان من عدة مصادر متنوعة. ونصيحة مني, اياك والجمع بين أساليب واستراتيجيات التداول المتعددة. فإذا كنت تستخدم أحد الاستراتيجيات الناجحة والتي تعمل لصالحك جيدا, فلماذا تبحث عن شيء آخر؟.
فإذا كنت تريد أن تتعرف معي بهذا الموقع على استراتيجية ناجحة للتداول, فعليك ان تترك كل ما تعلمته سابقا خلف الباب, ومن ثم تبدأ صفحة جديدة للنظر إلى التداول بمنظور جديد' غير ملطخ بأفكار وآراء سابقة قد تشوش أفكارك وتربكك.
عدم الثقة بنفسك
أحد المساوئ الأخرى والتي قد تتعرض لها أثناء التداول, هي عدم الثقة بنفسك. عليك أن تثق فيما تعرفه وتثق بقدرات التداول الخاصة بك. أما إذا كنت تتأثر سريعا بآراء الناس الأخرين, فإنك لن تستمر طويلا في سوق الفوركس.
فالتداول داخل سوق الفوركس عبارة عن رحلة شخصية, يجب أن تقودها بنفسك من أجل تطوير إحساسك بالسوق. فإذا سمحت لآراء الأخرين التأثير عليك, فإن هذا يعني أنك تقطع الصلة التي يجب أن تكون بينك وبين السوق. هذا ولكل شخص رأي في السوق, ولكن المهم هو أن تثق بنفسك وتعتمد على قدرات التداول الخاصة بك وليس لشخص آخر.
وفي النهاية, أود أن أؤكد أن مساوئ التداول هذه قد تقودك إلى خسارة أموالك وخروجك من السوق إذا لم تتجنبها سريعا وتنجح في التعامل معها ولا تتركها تسيطر عليك.