منذ بداية العام الجاري 2020 تلقت مختلف الهيئات الحكومية الأسترالية 1517 بلاغ حول عمليات النصب والاحتيال متعلقة بالاستثمار أو الاحتيال الاستثماري، حسب آخر الإحصائيات الرسمية.
وأفادت هذه البلاغات عن تعرض الأستراليون لخسائر مالية بلغت 13784.024 دولارًا استرالي بسبب عمليات الاحتيال الاستثمارية في الربع الأول من عام 2020، وفقًا لأحدث البيانات من موقع scamwatch ، الهيئة التي تديرها لجنة المنافسة والمستهلكين الأسترالية (ACCC).
الملاحظ من الرسم البياني لعدد البلاغات الشهري هو المنحى التصاعدي مع مرور الوقت، فقد شهد شهر مارس آذار أكبر عدد من البلاغات، وكذلك أكبر حجم خسائر التي بلغت أكثر من 6,6 مليون دولار أسترالي، مقابل حوالي 2,3 و4,8 في شهري يناير وفبراير على التوالي.
أغلب عمليات الاحتيال تمت عبر الإنترنت بنسبة تزيد عن 60% من البلاغات، في المرتبة الثانية تأتي المحاولات الاحتيالية عبر الهاتف ولكنها الأكثر نجاحا على ما يبدو.
فرغم أن نسبة عدد العمليات الاحتيالية عبر الهاتف لا تزيد 28% إلا نسبة الخسائر تبلغ أكثر من 58% أو حوالي 8,1 مليون دولار أسترالي.
يبدو أن التواصل المباشر يعطي المحتال فرصة أكبر لبناء المزيد الثقة وبالتالي نهب أكبر قدر ممكن من المال من الضحايا، ويمكن أن نلحظ هذا من عمليات الاحتيال التي تمت بالتواصل المباشر وجها لوجه.
فرغم أن عدد هذه العمليات لا يزيد عن 59 فإن حجم خسائر الضحايا يقارب المليون دولار أو حوالي 16 ألف دولار لكل عملية. بالمقارنة فإن عدد العمليات عبر البريد الإلكتروني بلغ 390، مع خسائر بلغت حدود 647 ألف، أي بمعدل 1658 دولار لكل عملية.
معنى هذا نسبة نجاح عملية الاحتيال في حال التواصل المباشر أكثر بعشر مرات باستعمال البريد الالكتروني.
طبعا عمليات الاحتيال وجها لوجه تحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للمحتالين، لذلك نرى أن عددها قليل رغم مردوديتها الكبيرة.
فحتى المحتالين الذين يبحثون عن المال السهل لديهم استراتيجية لإدارة المخاطر، أرجوا الانتباه إلى هذه النقطة.
الملاحظة الثانية في البيانات المنشورة، هي أن كبار السن فوق 65 سنة هي الفئة العمرية أكثر تضررا، حيث خسرت حوالي 6.2 مليون دولار بنسبة 45% من مجموع الخسائر الكلي، رغم أنها تعرضت ل 10% من عمليات الاحتيال.
في عام في 2019 كانت الفئة العمرية بين 24- 35 سنة هي الأكثر تضررا من عمليات الاحتيال الاستثماري.
شكلت عمليات الاحتيال الاستثمارية أكبر الخسائر في جميع أنواع عمليات الاحتيال التي تستهدف الأستراليين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020. وتأتي بعدها عمليات احتيال المواعدة واقامة العلاقات عبر الانترنت.
للتذكير في عام 2019 بلغت خسائر الاستراليين للمحتالين في مجال الاستثمار 61,6 مليون دولار، ارتفاعا من 38,8 مليون دولار أسترالي في عام 2018.
للأسف في عالمنا العربي لا توجد إحصائيات رسمية حول عمليات الاحتيال، وهي حتما بعشرات الملايين سنويا، وهذه الأرقام انما هي تذكير بالمخاطر المحدقة خاصة بالمبتدئين في عالم الاستثمار.
ونحن هنا نتكلم عن أستراليا التي يوجد بها واحد من اقوى أنظمة المراقبة وحماية المستهلك في العالم، فما بالك بالمناطق الأخرى.
العالم مليء بالمحتالين والنصّابين من أفراد وشركات، والحذر دائما واجب فلا تصدق كل ما تقرأ ولا تستمع لكل غريب يتصل بك عبر الهاتف أو منصات التواصل الاجتماعي.