أوروبا تسعى لإطلاق عملية عسكرية ضد الهجرة في المتوسط
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الاتحاد سيتخذ قرارا حول بدء التحضير لعملية عسكرية في البحر المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وقالت موغريني عند وصولها إلى اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية والدفاع في بروكسل الاثنين 18 مايو/أيار: "يجب علينا اتخاذ قرار اليوم حول إطلاق العملية".
وأضافت: "سنجري لقاء مكثفا جدا مع وزراء الخارجية والدفاع. ويجب علينا اتخاذ قرارات تسمح بتحويل دقائق الصمت بين هذه الجدران (حول المهاجرين المقتولين) الى أفعال محددة".
وأكدت أن المسألة الأهم اليوم هي اتخاذ قرار سياسي حول العملية في البحر المتوسط لمحاربة المجموعات الإجرامية التي تمارس تهريب البشر لكي نبدأ التحضيرات العملية في الأسابيع المقبلة.
ولفتت المسؤولة الأوروبية الى أن الاتفاق حول إطلاق هذه العملية "سيسمح كذلك ببدء العمل للحصول على تفويض الأمم المتحدة"، منوهة إلى أن زيارتها إلى نيويورك "بينت أنه لا توجد معارضة ملموسة لاتخاذ القرار (في محاربة الهجرة) بين أعضاء مجلس الأمن".
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قد أعلن في وقت سابق أن موسكو لا تدعم اقتراح الاتحاد الأوروبي إجراء عملية ضد سفن مهربي البشر في المتوسط، مؤكدا استعداد الجانب الروسي للبحث عن سبل لتسوية القضية في مجلس الأمن.
وأكد تشوركين أنه التقى موغيريني، وقال لها: "إننا مستعدون للعمل، لكننا لا نؤيد اتخاذ خطوات راديكالية على غرار تدمير سفن مهربي البشر"، وتابع أنه لفت انتباه المسؤولة الأوروبية إلى الجوانب القانونية لمثل هذه العملية، ومنها آلية مساءلة المتورطين في إرسال سفن التهريب وأفراد طواقمها، ومصير ركاب السفن بعد تدميرها.
من جانبه صرح مصدر دبلوماسي أوروبي الاثنين بأن المشاركين في بعثة الاتحاد الأوروبي العسكرية-البحرية في البحر المتوسط لمراقبة الحدود الأوروبية البحرية الجنوبية سيقومون كذلك بإنقاذ المهاجرين.
وأكد قائلا: "بالطبع في حال اكتشاف سفينة غارقة بالمهاجرين سيكون البحارة ملتزمين بتقديم المساعدة".
وأوضح أن "مسألة تدمير السفن التي يستخدمها المهربون لنقل المهاجرين غير مطروح الآن، فهذا الإجراء صعب من حيث تفاصيله القانونية الكثيرة المتعلقة بمالك كل سفينة وسيادة العلم الذي ترفعه. وسينص على الأغلب تفويض البعثة (العسكرية-البحرية) على اعتقال السفينة المشبوهة، وسيستطيع المشاركون في العملية الحصول على الصلاحيات الوطنية لذلك على أساس قرار ذي صلة من مجلس الأمن يتم بحث مشروعه الآن".
وكان المصدر قد أفاد في وقت سابق بأن بدء عملية الأسطول البحري الأوروبي في البحر المتوسط "من الممكن ترقبها في النصف الأول من الصيف بعد تأكيد التفويض".
وأشار الى أن "هدف البعثة هو مراقبة الحدود البحرية الجنوبية للاتحاد الأوروبي وتأمين التحكم بموجات الهجرة عبر البحر المتوسط"، من خلال مجموعة فرقاطات مع مروحيات وطائرات مراقبة.
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق الدول الأوروبية على التخلي عن التعامل العسكري مع أزمة المهاجرين غير الشرعيين في مياه البحر المتوسط، مؤكدا في 26 أبريل/نيسان أنه "لا يوجد حل عسكري للكارثة في المتوسط".
هذا وتشهد الدول الأوروبية الجنوبية مشاكل كبيرة بسبب تدفق المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين، وخصوصا إيطاليا التي يصلها يوميا بالمتوسط عبر البحر 500 مهاجر، بينما شهد الاتحاد الأوروبي عام 2014 تدفق 170 ألفا. وفي هذا الوقت يصل عدد القتلى خلال محاولات الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط إلى الآلاف، حيث قتل هذا العام وحده أكثر من ألف و500 مهاجر ولاجئ.
وتعتبر ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين إلى أوروبا.