بدأت الجلسة الأوروبية عزيزي القارئ بتشاؤم واضح ليكمل السوق الأوروبي يومه الثاني من الانخفاض، إذ انخفض اليورو إلى ما دون مستوى 1.32 دولار، هذا مع العلم أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو صدر اليوم مظهراً استقراراً في الانكماش الاقتصادي دون تعديل للربع الرابع من العام الماضي وذلك في القراءة التمهيدية وبتوافق مع التوقعات.
واضعين بعين الاعتبار أن القلق ما زال يحوم في الأسواق، حيث ارتأى البنك المركزي الاسترالي صباح اليوم تثبيت أسعار الفائدة لتعزيز مستويات النمو في خضم الضعف الاقتصادي العالمي الجاري، ناهيك عن تحذيرات معهد التمويل الدولي الذي صدر اليوم بالنسبة لليونان ومسألة التخلّف عن المديونية.
حيث أشار المعهد بأنه في حال لم يتوصّل حاملو السندات إلى اتفاق نهائي فإن البنك المركزي الأوروبي سيعاني من أضرار كبيرة لأنه يعتبر حامل لجزء من هذه السندات اليونانية وذلك بقيمة 177 مليار يورو، واضعين بعين الاعتبار أن العيون تتجه أيضاً نحو الدول الأوروبية الأخرى التي قد تقع في دائرة الإفلاس التي اقتربت منها اليونان.
أما بالنسبة لأجندة البيانات الرئيسية الصادرة عن الاقتصاد الأوروبي فقد صدرت كما أشرنا أعلاه القراءة التمهيدية للناتج المحلي الثاني وذلك بما يخص الربع الرابع، فقد أظهر التقرير انكماش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 0.3% دون أي تعديل عن القراءة الأوليّة وبتطابق مع التوقعات، ولكن مقارنة بما سجله الاقتصاد من نمو خلال الربع الثالث فإن ذلك يعتبر أداءاً سيئاً للاقتصاد، فقد سجل اقتصاد منطقة اليورو نمواً خلال الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 0.1%.
وبالنظر إلى تفاصيل التقرير الصادر نجد بأن الاستهلاك الشخصي انخفض خلال الربع الرابع من العام الماضي بنسبة 0.4% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.3% وبأسوأ من التوقعات عند 0.2% كانخفاض، بينما شهدت الاستثمارات الرأسمالية هبوطاً بنسبة 0.7% مقارنة بالانخفاض السابق الذي بلغ 0.3% كانحفاض وبأسوأ أيضاً من التوقعات عند -0.4%.
وبما يخص الإنفاق الحكومي فقد انخفض بنسبة 0.2% بتوافق مع القراءة السابقة ولكن بأسوأ من القراءة الصفرية المتوقعة خلال الربع الرابع من العام المنقضي، مع العلم أن الصادرات انخفضت بنسبة 0.4% مقابل الارتفاع السابق الذي بلغ 1.4%، في حين هبطت الواردات بنسبة 1.2% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.7%.
وبخصوص الناتج المحلي الأوروبي الذي يشمل الدول السبعة والعشرين فقد سجّل انكماشاً بنسبة 0.3% أيضاً دون تعديل عن القراءة الأوليّة ولكن بأسوأ من نمو الاقتصاد للربع الثالث من العام الماضي الذي بلغ حينها نسبة 0.3% كنمو، مع انخفاض الصادرات الأوروبية بنسبة 0.1% مقابل ارتفاع بنسبة 1.3%.
ويجب أن نشير هنا بأن مستويات الثقة في الأسواق باتت هشّة ومنهكة إثر الصدمات التي تتوالى واحدة تلو الأخرى، الأمر الذي يجعل التداولات حذرة في هذه الأوقات، وبالتالي فإن الهبوط في الأسواق خلال الفترة الماضية كان حاداً، في حين أن الارتفاع يكون محدوداً.
ومع توالي هذه الأحداث وسّع اليورو من خسائره أمام الدولار الأمريكي ليتداول حالياً عند مستويات 1.3140 دولار مقارنة بمستويات الافتتاح عند 1.3216 دولار، أما بالنظر إلى سوق الأسهم الأوروبي فقد انخفض مؤشر STXE 600 الأوروبي في تمام الساعة 09:49 بتوقيت غرينيتش بنسبة 1.23% ليصل إلى 262.30 نقطة، مع العلم أن أكثر القطاعات هبوطاً في المؤشر كان قطاع الصناعة ليليه القطاع المصرفي.