يشكل خطاب "جانيت يلين"، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، أحد الأحداث الهامة التي تنتظرها الأسواق بشغف نظراً لتأثيرها القوي على الأسواق وتحركات سوق المال. لذلك تترقب الأسواق خطاب "يلين" مساء اليوم لما قد يحمله من جديد للأسواق. الجدير بالذكر أن البيان الأخير للاحتياطي الفيدرالي كان مخيباً لآمال الأسواق حيث لم يشير بشكل واضح إلى توجهات اللجنة خلال الفترة المقبلة، وعلى الرغم من تخلي اللجنة عن سياسة التحلي بالصبر فيما يخص رفع معدلات الفائدة إلا أنها أيضاً لم تبدي أي استعداد لرفعها قريباً. كما تفاعلت الأسواق مع البيان بنحو سلبي، فقد شهد الدولار تراجعاً قوياً من أعلى مستوياته على مدار سنوات عديدة في أعقاب البيان. لذلك تترقب الأسواق خطاب "يلين" مساء اليوم كمحاولة لتقييم وضع الاقتصاد الأمريكي و مصير الدولار خلال الفترة القادمة. هذا، وتنتظر الأسواق أن تتطرق "يلين" في خطابها إلى ثلاث نقاط هامة وهي:
توجهات السياسة النقدية حول معدلات الفائدة.
رؤيتها لمخاطر الركود.
رؤيتها لقوة الدولار وهل هي بالفعل إيجابية أم سلبية.
من المتوقع أن يكون لحديث "يلين" تأثيراً قوياُ على تحركات الدولار سواء كان بالسلب أو الإيجاب، خاصة وإن ذلك الحديث يأتي بعد أسبوعاً من التقلبات شهدته الأسواق في أعقاب البيان الأخير. فقد تراجع مؤشر الدولار وصولاً إلى 96.29، كما تراجع الدولار الأمريكي أمام جميع منافسيه ومن أهمهم اليورو، والذي قد سجل أعلى مستوياته أمام الدولار وصولاً إلى 1.1051. على صعيد أخر، شهدت أسعار كلاً من النفط والذهب تعافياً قوياً من أدنى مستوياتها. ويظهر من تداولات الدولار خلال اليوم بأن الأسواق تتوقع أن يتسم الخطاب بمزيداً من الإيجابية حيال الأوضاع الحالية. فيما يلي أهم السيناريوهات المتوقعة لتحركات الدولار في أعقاب خطاب "يلين" اليوم:
قوة الدولار:
ذلك يعني أن الأسواق قد استقبلت الخطاب بإيجابية إن أظهرت "يلين" استعداد اللجنة لرفع معدلات الفائدة خلال الربع الثالث من العام الحالي. الأمر الذي من شأنه أن يدعم قوة الدولار خلال الفترة القادمة. ومن المتوقع أن تكون قوة الدولار ملحوظة أمام كلاً من اليورو، الجنيه الاسترليني وحتى قد ينعكس بالسلب على أسعار السلع، في حين أنه قوته قد تكون محدودة أمام الين الياباني نظراً للأوضاع الاقتصادية باليابان. الجدير بالذكر أن العديد من التوقعات قد أشارت إلى أن قوة الدولار لم تكتمل بعد وأن ما شهده الدولار من ضعف على مدار الأيام القليلة الماضية ما هو إلا أمراً مؤقتاً.
ضعف الدولار:
من المعتقد أن "يلين" مهتمة جداً بقوة الدولار، لذلك من المتوقع أن تضع ضعف الدولار ضمن اعتباراتها خلال خطاب اليوم ولا تتسبب في مزيداً من تراجعه. لكن في حال اتسم الخطاب بالسلبية أيضاً فقد نرى هبوطاً درامياً للدولار أمام منافسيه من العملات الأخرى. فقد نرى اليورو أعلى المستوى 1.10، ويخترق الاسترليني المستوى 1.50. وقد نرى أيضاً ارتفاع الذهب بنحو قوي. هذا، وإن تراجع مؤشر الدولار أدنى المستوى 95.71 (المتوسط المتحرك اليومي لإغلاق 50 يوم) قد يدفع به لمزيداً من التراجع وصولاً إلى 94.13. الأمر الذي قد يشير إلى نهاية قوة الدولار.