تذبذب حاد، لكن الدولار يثبت سطوته
نشهد منذ ساعات تذبذب حاد في أسواق العملات الأجنبية، مع محاولات للعملات أن تعوّض خسائر اليوم مقابل الدولار لكن عاد الدولار الأمريكي و ارتفع بسرعة و بذلك فشلت محاولة العملات في ذلك. خلال هذا التذبذب الكبير، نستطيع أن نرى بان الدولار الأمريكي و قد فرض سيطرته وسط طلبه كعملة تسييل الأصول المرتفعة العائد و الاستثمارات فيها.
اليورو مقابل الدولار
حاول اليورو هذا اليوم أن يرتفع مقابل الدولار الأمريكي كما فعل يوم أمس، لكن هذه المحاولة فشلت و عاد سعر صرف اليورو للانخفاض مجدداً ليتداول بإجمالي اتجاه هابط هذا اليوم. تداول سعر صرف اليورو مقابل الدولار هذا اليوم بين الأدنى 1.3556 و الأعلى 1.3709 دولار لليورو الواحد، فيما نستطيع أن نرى بأن الميل الصاعد للدولار هو المسيطر في هذه اللحظات.
المؤثرات في سعر صرف اليورو
لم تكن على أجندتنا الاقتصادية اليوم بيانات هامة من الاتحاد الأوروبي، لكن في المقابل نرى الأسواق المالية قلقة جداً من احتمال إفلاس اليونان، و هذا ما يبقي الضعف على اليورو. حتى مع أن الصين قد تستثمر في السندات الإيطالية مما قد يمنع احتمال وقوع إيطاليا في مصير اليونان، إلا أن إفلاس اليونان وحدها كفيل في دفع الاتحاد الأوروبي إلى ركود عميق يتأثر منه الاقتصاد الدولي ككل.
بحسب التحليل الفني، إن ثبات سعر صرف اليورو بشكل عام ما دون 1.3910 يبقي على الميل الهابط، فيما الثبات تحت مستوى 1.3665 يعطي الدولار الأمريكي احتمالاً بأن يشهد مزيداً من الارتفاع القوي مقابل اليورو.
البيانات الاقتصادية البريطاني
أظهرت بيانات الميزان التجاري لشهر تموز في المملكة المتحدّة إلى ارتفاع في العجز إلى مستوى 88922 مليون جنيه إسترليني، و هذا الارتفاع في العجز نابع من ضعف الطلب في الاقتصاد الدولي. كذلك، نستطيع أن نرى ارتفاعاً في مستوى التضخم البريطاني ليصل إلى 4.5% مما يظهر بأن اقتصاد المملكة المتحدّة الآن في وضع حرج جمع بين الضعف في النمو و ارتفاع التضخم. حتى بيانات أسعار مبيعات التجزئة الإيجابية، لم تكن كافية لتقلق القلق على الاقتصاد البريطاني، فقد أظهرت البيانات ارتفاع الأسعار خلال السنة المنتهية في نهاية آب الماضي بمقدار 5.2% و هذا ما أظهر الضغوط التضخمية التصاعدية على المملكة.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
بداية، دعمت بيانات التضخم الجنيه الإسترليني، لكن هذا الدعم لم يكن كافياً حتى يبقى الجنيه على ارتفاع مقابل الدولار. فقد انخفض هذا اليوم متأثراً في تشاؤم المتداولين تجاه وضع الاقتصاد البريطاني إلى جانب الخوف من أزمة الديون الأوروبية و التي تسبب اتجاهاً نحو الأصول المنخفضة العائد مما يضع الدولار في طليعة العملات التي شهدت اليوم طلباً.
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني ليلامس الأدنى عند سعر 1.5760 دولار للجنيه الواحد، هذا و قد اكتفى الجنيه الإسترليني في الأعلى له مقابل الدولار الأمريكي عند 1.5868 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
إن التحليل الفني يظهر سلبية واضحة على حركة الزوج، فقد يكون التداول ما دون مستوى 1.5780 سبباً لاندفاع واضح هابط في سعر صرف الجنيه الإسترليني، و احتمال كسر المستوى المشار له يبقى وارداً بما أن الزوج مستقر تحت المتوسطات المتحركة 20 و 50 و تحت المقاومة 1.5880 – 1.5935 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
ارتفاع الين أمام الدولار
إن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني يشير حقاً إلى التشاؤم الذي يسود في الأسواق المالية، و القلق تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية و التباطؤ في الاقتصاد الدولي. رغم الميل الإيجابي الذي شهدته مؤشرات الأسهم الآسيوية اليوم، إلا أننا نرى الآن توتّراً في الأسواق المالية الأوروبية و ميلاً هابطاً في عديد من المؤشرات منها انخفاض مؤشر فوتسي البريطاني و كاك الفرنسي.
في النتيجة، ارتفع سعر صرف الين الياباني وسط طلبه مقابل العملات المرتفعة العائد أو في سبيل طلب الين كعملة تصفية متاجرة في الأصول المرتفعة العائد باعتبار الين الياباني عملة ذات عائد منخفض.
انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من الأعلى عند مستوى 77.25 و حقق الأدنى له عند سعر 76.89 ين للدولار الأمريكي الواحد. لكن التحليل الفني له رأي مختلف، فيرى التحليل الفني بأن مستوى 76.75 يمثّل فاصلاً هاماً أمام اتجاه الزوج، و الثبات فوقه قد يعيد العزم الإيجابي للدولار الأمريكي لاحقاً.