يبقى التركيز على أوروبا في ظل غياب البيانات الاقتصادية الاميركية، في حين أن أرباح الشركات الأمريكية تواصل ابهار المستثمرين
تخلو الأجندة الاقتصادية اليوم من أي بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا يزال الاهتمام العالمي منصبا على أوروبا، و تتصاعد حدة التكهنات حول ما إذا كان زعماء الاتحاد الاوروبي سيكونون قادرين على الوصول إلى اجراءات لحل أزمة ديون منطقة اليورو الاسبوع المقبل في قمة الاتحاد الأوروبي. وفي هذه الأثناء، واصلت الشركات الأمريكية الاعلان عن أرباحها للربع الثالث من عام 2011، و صدر من كندا أيضا مؤشر أسعار المستهلكين شهر أيلول.
استمر التوتر في الأسواق وسط تقارير متضاربة من أوروبا، حيث أن المستثمرين قلقون من عدم تمكن زعماء الاتحاد الاوروبي من الاعلان عن اجراءات قوية لتخفيف أزمة الديون في الاتحاد الأوروبي، كما ظهرت تقارير يوم الخميس بأن هناك انقسام بين فرنسا وألمانيا حول آليات زيادة قوة صندوق الاستقرار المالي الأوروبي.
تأمل الأسواق أن يتمكن زعماء الاتحاد الاوروبي من تقديم بعض الراحة و الاستقرار للمستثمرين، حيث أن الظروف المحيطة الأسواق المالية العالمية امتازت بالاضطراب الشديد في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع مستوى عدم اليقين المحيط بأزمة الديون الأوروبية، والأسواق تنتظر حلا مقنعا من شأنه أن يساعد على حل أزمة الديون، على الرغم من أنه لا يمكن ايجاد حل نهائي لأزمة الديون في الوقت الحالي، لأن ايجاد حل نهائي سوف يستغرق وقتا طويلا من قبل مسؤولي الاتحاد الاوروبي قبل أن يتمكنو من الوصول الى المعدلة الصحيحة التي تضمن استقرار الاقتصاد الأوروبي و الأسواق المالية أيضا.
هذا و واصلت الشركات الأمريكية بالاعلان عن أرباح قوية حتى الآن، حيث ان معظم الشركات الأميركية تمكنت من اعلان أرباح تفوق التوقعات، خصوصا الشركات الكبرى وإن كان هناك بعض الاستثناءات القليلة، ولكن عموما، فان موسم الأرباح أثبت قوته، وإذا ما استمر ذلك، فمن الممكن أن يوفر ذلك للأسواق بعضا من الأمل وسط التشاؤم الكبير الذي يأتي من أوروبا.
صدر اليوم من كندا مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أيلول، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 0.2% مقارنة بالارتفاع السابق بنسبة 0.3% و مطابقا لتوقعات المحللين، أما على المستوى السنوي فقد ارتفع المؤشر بنسبة 3.2% بأعلى من القراءة السابقة و المتوقعة بنسبة 3.1%. أما مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري فقد ارتفع بنسبة 0.5% مقارنة بالقراءة المتوقعة بنسبة 0.2% و القراءة السابقة بنسبة 0.4%، أما على المستوى السنوي فقد ارتفع المؤشر بنسبة 2.2% بأعلى من التوقعات بنسبة 2.0 و القراءة السابقة أيضا بنسبة 1.9%.
على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة والبنزين وأسعار المواد الغذائية في أيلول بنسبة 1.2% و 0.3% و 0.5%، فقد ارتفعت أسعار الملابس والأحذية والنقل والتعليم والترفيه، مما دفع أسعار المستهلكين للارتفاع، وتبعا لذلك، ينبغي لنا أن نتوقع أن يستقر مؤشر أسعار المستهلك خلال الفترة المقبلة، خصوصا إذا ما ستقرت أسعار الطاقة ضمن مستوياتها الحالية.
إذا استمر مؤشر أسعار المستهلكين بالارتفاع خلال الفترة المقبلة، فينبغي لنا أن نتوقع أن يقوم المستثمرون بالتقليل من توقعاتهم حول خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الكندي، حيث كان بعض المحللين يتوقعون ان يضطر البنك المركزي الكندي إلى تخفيض أسعار الفائدة على الأقل مرة واحدة قبل نهاية هذا العام، و لكن ارتفاع في معدلات التضخم قد يقلل من هذه التوقعات حول خفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب.