FX-Arabia

جديد المواضيع











الملاحظات

استراحة اف اكس ارابيا استرح هنا و انسى عناء السوق و التداول


من يقتل الوحش القابع في داخلنا ؟

استراحة اف اكس ارابيا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-09-2012, 03:56 PM   المشاركة رقم: 1
الكاتب
bonnos
عضو ذهبى

البيانات
تاريخ التسجيل: Jun 2010
رقم العضوية: 635
الدولة: ام الدنيا
العمر: 33
المشاركات: 3,706
بمعدل : 0.71 يوميا

الإتصالات
الحالة:
bonnos غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : استراحة اف اكس ارابيا
افتراضي من يقتل الوحش القابع في داخلنا ؟

في أحيائنا الشعبية الطينية، لم يكن هناك بلدية تقوم بالنظافة، أو شبكة مياه صالحة للشرب والغسيل، أو كهرباء تضيء الطرقات، ولم نعرف أدوات التسخين والتبريد، وحفظ الأكل، أو مخازن للمعلبات، ولم نعرف "السيراميك" ولا الاسفلت، وفي كل شهر نشاهد سيارة البريد التي هي عبارة عن محركات يعلوها صندوق خشبي..

بيوتنا كان يقوم بعمارتها مواطنو الحي، النساء تجلب الماء، والرجال يوفرون الطين وخشب الأثل، وبتعاونية مثالية الكل يساهم بتجريد العسبان وتحضيراللبن، وبجوار المسجد الذي لا يتخلف عن الصلا فيه أي بالغ، نسمع الحكايات في "الدكك" الصغيرة، والنكات البريئة، والأغاني لابن لعبون، والعوني، وشعراء مجهولين.

وفي الأعياد والزواجات كانت هناك عرضات، وسامري ودفوف يتراقص عليها الجميع، وحتى النساء تتعالى أصواتهن بالأهازيج، وحتى الرعاة الذين يأخذون الوديعة من إناث الماعز والنعاج، يغيبون سنوات طويلة، ثم يعودون بأعداد مضاعفة دون رقيب أو حسيب أو ضمير ناقص وحتى الزيجات، وعقود البيع، والديون تتم بشاهدين ودون توثيق مكتوب، ومصدق من محكمة أو قاضٍ.

عالم مثالي بسيط لم يقهره الفقر عن تداول النكتة، والطرب والألعاب الشعبية، وبعد فتح المدارس شهدنا الأناشيد والمسرح، والمناظرات التي نحفظها عن ظهر قلب من كتاب جواهر الأدب مثل السؤال.. ما سنّك؟ فيرد الطالب الآخر.. سني عظم؟ بيئة أنشأتنا على الاحترام والأمانة ورقة المشاعر، وكان المعلم الوطني أو العربي مثالاً للفضيلة والتضحية، ولم نعرف بتلك الطفولة والشباب من يجعل الإنسان حطباً لجهنم لمجرد خطأ صغير.

أو يقدمنا هدايا للموت المفخخ، والولاء والبراء بتفسيرات مختلفة، وحتى كليات اللغة العربية والشريعة، والمساجد المفتوحة ليل نهار لم نسمع من يذهب بنا للخلية، والحلقة ثم الجماعة السرية التي بدلاً من جعل السيارة أداة حضارية في بناء المصنع وخدمة الأسرة، تتحول إلى فخاخ مدمرة لكل وسائل الإعمار والحياة..

من بعث هذا الوحش الراقد في أعماق شبابنا، ولماذا أصبح المعهد والمدرسة والكليات بمختلف اختصاصاتها ودور العبادة، وحتى الاستراحات والشقق مصانع لإعداد الإرهابيين، وهم سلالة من عاشوا مثلهم العليا في بيئتهم الطبيعية البسيطة؟

هل الرقي بالتعليم وامتلاك السكن المميز، والدخل المعقول وفتح مجالات السباق على الاختصاصات العليا والبعوث إلى الخارج، وإنشاء المدن الحديثة التي تتبارى مع مدن العالم المتقدم، نشأت لتقدم لنا جيلاً معطوب التفكير والسلوك، وحتى عربياً وإسلامياً، كيف تجاور في مصر (تادرس) القبطي مع محمود المسلم، وفي دمشق وبيروت "ميشيل" مع زياد، وحسين الشيعي، مع عمر السني، ثم كل ذلك ينقطع ونموت واقفين؟!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عرض البوم صور bonnos  
رد مع اقتباس


  #1  
قديم 18-09-2012, 03:56 PM
bonnos bonnos غير متواجد حالياً
عضو ذهبى
افتراضي من يقتل الوحش القابع في داخلنا ؟

في أحيائنا الشعبية الطينية، لم يكن هناك بلدية تقوم بالنظافة، أو شبكة مياه صالحة للشرب والغسيل، أو كهرباء تضيء الطرقات، ولم نعرف أدوات التسخين والتبريد، وحفظ الأكل، أو مخازن للمعلبات، ولم نعرف "السيراميك" ولا الاسفلت، وفي كل شهر نشاهد سيارة البريد التي هي عبارة عن محركات يعلوها صندوق خشبي..

بيوتنا كان يقوم بعمارتها مواطنو الحي، النساء تجلب الماء، والرجال يوفرون الطين وخشب الأثل، وبتعاونية مثالية الكل يساهم بتجريد العسبان وتحضيراللبن، وبجوار المسجد الذي لا يتخلف عن الصلا فيه أي بالغ، نسمع الحكايات في "الدكك" الصغيرة، والنكات البريئة، والأغاني لابن لعبون، والعوني، وشعراء مجهولين.

وفي الأعياد والزواجات كانت هناك عرضات، وسامري ودفوف يتراقص عليها الجميع، وحتى النساء تتعالى أصواتهن بالأهازيج، وحتى الرعاة الذين يأخذون الوديعة من إناث الماعز والنعاج، يغيبون سنوات طويلة، ثم يعودون بأعداد مضاعفة دون رقيب أو حسيب أو ضمير ناقص وحتى الزيجات، وعقود البيع، والديون تتم بشاهدين ودون توثيق مكتوب، ومصدق من محكمة أو قاضٍ.

عالم مثالي بسيط لم يقهره الفقر عن تداول النكتة، والطرب والألعاب الشعبية، وبعد فتح المدارس شهدنا الأناشيد والمسرح، والمناظرات التي نحفظها عن ظهر قلب من كتاب جواهر الأدب مثل السؤال.. ما سنّك؟ فيرد الطالب الآخر.. سني عظم؟ بيئة أنشأتنا على الاحترام والأمانة ورقة المشاعر، وكان المعلم الوطني أو العربي مثالاً للفضيلة والتضحية، ولم نعرف بتلك الطفولة والشباب من يجعل الإنسان حطباً لجهنم لمجرد خطأ صغير.

أو يقدمنا هدايا للموت المفخخ، والولاء والبراء بتفسيرات مختلفة، وحتى كليات اللغة العربية والشريعة، والمساجد المفتوحة ليل نهار لم نسمع من يذهب بنا للخلية، والحلقة ثم الجماعة السرية التي بدلاً من جعل السيارة أداة حضارية في بناء المصنع وخدمة الأسرة، تتحول إلى فخاخ مدمرة لكل وسائل الإعمار والحياة..

من بعث هذا الوحش الراقد في أعماق شبابنا، ولماذا أصبح المعهد والمدرسة والكليات بمختلف اختصاصاتها ودور العبادة، وحتى الاستراحات والشقق مصانع لإعداد الإرهابيين، وهم سلالة من عاشوا مثلهم العليا في بيئتهم الطبيعية البسيطة؟

هل الرقي بالتعليم وامتلاك السكن المميز، والدخل المعقول وفتح مجالات السباق على الاختصاصات العليا والبعوث إلى الخارج، وإنشاء المدن الحديثة التي تتبارى مع مدن العالم المتقدم، نشأت لتقدم لنا جيلاً معطوب التفكير والسلوك، وحتى عربياً وإسلامياً، كيف تجاور في مصر (تادرس) القبطي مع محمود المسلم، وفي دمشق وبيروت "ميشيل" مع زياد، وحسين الشيعي، مع عمر السني، ثم كل ذلك ينقطع ونموت واقفين؟!




رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوحش, القابع, داخلنا, يقتل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 10:16 AM



جميع الحقوق محفوظة الى اف اكس ارابيا www.fx-arabia.com

تحذير المخاطرة

التجارة بالعملات الأجنبية تتضمن علي قدر كبير من المخاطر ومن الممكن ألا تكون مناسبة لجميع المضاربين, إستعمال الرافعة المالية في التجاره يزيد من إحتمالات الخطورة و التعرض للخساره, عليك التأكد من قدرتك العلمية و الشخصية على التداول.

تنبيه هام

موقع اف اكس ارابيا هو موقع تعليمي خالص يهدف الي توعية المستثمر العربي مبادئ الاستثمار و التداول الناجح ولا يتحصل علي اي اموال مقابل ذلك ولا يقوم بادارة محافظ مالية وان ادارة الموقع غير مسؤولة عن اي استغلال من قبل اي شخص لاسمها وتحذر من ذلك.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني للدعم الفنى : support@fx-arabia.com
جميع الحقوق محفوظة اف اكس ارابيا – احدى مواقع Inwestopedia Sp. Z O.O. للاستشارات و التدريب – جمهورية بولندا الإتحادية.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024 , Designed by Fx-Arabia Team