أعلنت شركة اف اكس سي ام اليوم إنها ستحصل على حسابات عملاء التجزئة لدى الباري يو اس وذلك وفق الإخطار الذي أصدرته بالأمس. الشركة جرى اختيارها من قبل الباري بعد أن قررت الأخيرة الخروج من سوق تجزئة الفوركس في الولايات المتحدة.
وكانت الباري الولايات المتحدة قد كشفت النقاب عن إيقاف أعمالها في سوق تجزئة الفوركس بحلول يوم الجمعة الأخير من هذا الشهر في 27 سبتمبر أيلول القادم, حيث ستتولى FXCM الحصول على حسابات العملاء منذ ذلك التاريخ.
وكان مدير وحدة الباري في الولايات المتحدة قد تحدث الى فوركس ماجنتيس في وقت سابق بالأمس وذكر فيه مزيد من التفاصيل حول قرار الشركة بسحب أعمالها من السوق الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك, أرسلت الشركة بريد الكتروني إلى كافة عملائها تضمن مزيدا من التفاصيل حول قرارها بالخروج من السوق فضلا عن إجابات للأسئلة التي من المتوقع أن يطرحها العملاء حول مصير حساباتهم لدى الشركة.
الباري أجابت على ابرز الأسئلة المتوقعة من العملاء الحاليين في بريدها الالكتروني على النحو التالي.
"ما الذي سيحدث للصفقات المفتوحة؟ لن تقوم الباري بتحويل الصفقات المفتوحة إلى FXCM, حيث سيتم تسييلها جميعا بالإضافة إلى إلغاء كافة الأوامر المعلقة بنهاية يوم العمل في الساعة 5:00 مساءا بتوقيت الساحل الشرقي يوم الجمعة 27 سبتمبر أيلول 2013. تنصح الباري بان يقوم العميل بالتصرف مع كافة صفقاته قبل هذا التاريخ. وبرغم ذلك, فان FXCM تعتزم إعادة تأسيس المراكز المالية التي جرى تسييلها من قبل الباري. يرجي ملاحظة أن إعادة تأسيس الصفقات سيكون مقتصرا على المراكز المالية التي جرى تسييلها من قبل الباري, وبالتالي لن تتضمن المراكز التي جري اغلاقها يدويا من قبل العملاء, خلال الفترة بين هذا الإخطار و27 سبتمبر أيلول 2013. بالإضافة إلى ذلك, لن تكون FXCM قادرة سوى على إعادة تأسيس المراكز المالية إلى جرى إتاحتها من قبل الباري و FXCM."
الجدير بالذكر أن سوق الفوركس في الولايات المتحدة شهد انكماشا ممنهجا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة منذ تطبيق القواعد التنظيمية الجديدة والتي أثرت على مستويات الرافعة المالية وأنواع الأوامر التي يمكن للوسطاء إتاحتها فضلا عن معدلات كفاية رأس المال التي يتوجب الاحتفاظ بها. التغيرات التنظيمية الأخيرة أثرت بشكل بالغ على صناعة الوساطة المالية في قطاع الفوركس بالولايات المتحدة بعد أن كانت مزدهرة وموطنا لكبار مزودي خدمات الوساطة في العالم. الباري بقرارها الأخير تقتفي خطوات العديد من كبار شركات الوساطة التي قررت في وقت سابق الخروج من السوق الأمريكي وشملت القائمة FX Solutions, ايزي فوركس, فوركس كلوب و GFT.
وبرغم أن المشرعين كانوا يستهدفون من تطبيق القواعد والقوانين الجديدة حماية مصالح العملاء والمتداولين إلا أن النتائج على ما يبدو سارت في الاتجاه المعاكس. الانكماش الحاصل والمتواصل في عدد الوسطاء التي يمكن للمتداولين الاختيار من بينهم سيعني بصورة أو بأخرى ضعف أو غياب المنافسة, فضلا عن ضعف الحافز لدى الوسطاء في توفير حلول تداول جديدة أو مبتكرة. الشركات الخاضعة للتنظيم في الولايات المتحدة هي وحدها المسموح لها باجتذاب العملاء الأمريكيين ومن ثم فان هؤلاء هم من سيقع عليهم الضرر الأكبر.
متطلبات كفاية رأس المال بالنسبة لوسطاء الفوركس في الولايات المتحدة تعتبر مرتفعة للغاية خصوصا عند مقارنتها بنظيرتها في البلدان الأخرى. على سبيل المثال فان هيئة التنظيم في بريطانيا تلزم الشركات بالاحتفاظ بـ 730,000 يورو كحد أدنى لمتطلبات رأس المال, بينما في سنغافورة يتعين على الشركات الاحتفاظ بمليون دولار سنغافوري.
في الولايات لمتحدة فان سلطات التنظيم فرضت على وسطاء الفوركس الاحتفاظ بمبلغ 20 مليون دولار كحد أدنى لرأس المال وهو ما كان سببا رئيسيا في إقدام العديد من الشركات على مغادرة السوق الأمريكي.
برغم الأضرار السلبية التي سببتها القواعد التنظيمية الجديدة إلا أن بعض سلطات التنظيم في بلدان أخرى بدأت هي الأخرى تحظوا حذوا NFA, حيث شهدنا إصدار هيئة التنظيم التركية STK لتعميم أوضحت فه إنها تعتزم زيادة متطلبات رأس لمال لوسطاء الفوركس.
أخيرا, فان الشروط المالية للصفقة بين FXCM و الباري يو اس لم يجرى الكشف عنها.