مشاهدة النسخة كاملة : حواديت رمضان اليوميه
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_21311195424.gif
..........................
.............
...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له،
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمداً عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة و كشف الغمه فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه عن أمته ،
صلى الله وسلم عليه و على كل رسله و أنبيائه أجمعين .
أحبائى
يقول الله تعالى:
{شهر رمضان الذي أنزل فِيهِ القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون}. البقرة 185 .
ولقد روي عن سلمان الفارسي أنه قال:
"خطبنا رسول الله ءاخر يوم من شعبان فقال:
" يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر،
شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعًا
وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر المواساة،
من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شىء .
قالوا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم".
فقال عليه الصلاة والسلام: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن
وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة" .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استهل شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال:
"اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وتلاوة القرءان
اللهم سلمنا لرمضان وسلمه منا حتى ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا".
ثم يقبل على الناس بوجهه فيقول:
"يا أيها الناس إذا استهل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وأبواب الرحمة وأبواب الجنان وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين وكان لله عز وجل عند كل فطر عتقاء من النار ونادى منادٍ في كل ليلة: اللهم أعط كل ممسك تلفا وأعط كل منفق خلفا" .
................................................
أحبائى و نحن على مقربة من ايام الخير و الرحمات و المغفرة و العتق
شهر الخيرات، شهر العطف، شهر الانتصار على النفس ، شهر الانتصار على نوازع الشيطان
أدعو نفسى و أدعوكم لهذه الصفحات
التى نلتمس فيها القرب من الله خلال ايام هذا الشهر الفضيل
من خلال إطلاله يوميه
حول سيرة أحد صحابة رسول الله
صلى الله عليه و سلم
رضوان الله عليهم جميعاً
نقرأ عنهم
نتعلم منهم
نتأسى بهم
نتدارس سيرتهم
نستقى منها
نرتشف منها
نرتوى منها
فكل واحدٍ منهم مدرسة قائمة بذاتها
فهم الرجال حقا
سنتعرض لبعض صحابته صلى الله عليه و سلم
هناك أعلام الصحابه
كلنا يعرفهم و يحفظ سيرتهم
و لكن هناك من الصحابه الاجلاء
من قد لا يعرفهم الكثير منا
و بمشيئة الله تعالى سنعيش
سوياً أيام
مع رجال حول الرسول
نلقى عليهم إطلاله
من خلال
(( حواديت رمضانيه يوميه ))
كم نحتاجها
و كم نحن إليها
اللهم بلغنا رمضان
و أتمم خلاله مسعانا
و أصلح خلاله عيوبنا
و اغفر ذنوبنا و استر عيوبنا
و اكتبنا فيه من العتقاء من النار
برحمتك و جودك و فضلك و كرمك يا رب العالمين
اللهم لا تحرمنا أجر تجمعنا اليومى خلال هذه الصفحات
................
شهر رمضان
ايام ننتظرها من عامٍ لعام
فلنسعى سوياً أن نغتنهما فرصه
لنعوووود الى الله و نتقرب الى الله
و نقدم اليه قرابين الندم و الاعتذار
صيام و صلوات و دعوات و ابتهالات و تهجد
و تلاوة قرأن و تدارس علوم ديننا و تاريخ صحابة الحبيب
..................
و برضه مفيش مانع فوركس على هامش
هذه الحواديت
التى أتمناها أن تكون وجبه يوميه دسمه ممتعه شيقه
توكلنا على الله
و دعواتكم
على نبدأ مع أول أيام رمضان بإذن الله تعالى
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_01311195424.gif
delpiero
20-07-2011, 10:59 PM
بارك الله فيك يا استاذنا و جزاك الله خيراً
سنكون متابعين ان شاء الله
و كل عام و انت بخير
Herr.Omar
20-07-2011, 11:12 PM
بارك الله فيك يا استاذنا الجليل وربنا يعينا علي الصيام والقيام وجميع الامور يارب العالمين وربنا يتقبل مقدما ويبلغنا رمضان مستنيكم في القائد ابراهيم والشيخ حاتم للي يعرفه ان شاء الله ربنا يتقبل
shobra
20-07-2011, 11:13 PM
بارك الله فيك اخى
موضوع اكثر من رائع
جزاك الله عنا كل خير
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/737_11311192794.png
أحمد الرويني
20-07-2011, 11:20 PM
بارك الله فيك يا أستاذ سامي و جزاك الله عنا كل خير
اللهم بلغنا شهر رمضان و خير ما في هذا الشهر و بلغنا ليلة القدر و خير ما فيها و نسألك يا رب بأن لا تجعل لنا في هذا الشهر ذنبا إلا غفرتة و لا مريضا إلا شفيتة و لا حاجتة من حوائج الدنيا إلا قضيتها لنا يا رب
اللهم إجعلنا في هذا الشهر من عتقاائك من النار و أغفر لنا و لاهلنا و لمن سبقونا بالإيمان يارب العالمين
أحبائي أعضاء أف أكس أريبا كل عام و أنتم بخير جميعا و صوما مقبولا و إفطار شهيا و أرباح دائمة
:)
معاذ عودات
20-07-2011, 11:21 PM
بارك الله فيك يا استاذ سامي ..
موضوع جميل جدا
أحمد الرويني
20-07-2011, 11:21 PM
فعلا تستحق أخلي لايك يا أستاذنا علي الموضوع الجامد دة
+1 لايك
abdellatif
20-07-2011, 11:37 PM
متابع معك ان شاء الله العم سامي..وجعل الله هدا العمل في ميزان حسناتك يارب..
بالتوفيق ان شاء الله
AHMED FOUAD
21-07-2011, 12:11 AM
جزاك الله خيرا يا باشا
+1
بارك الله فيك يا استاذنا و جزاك الله خيراً
سنكون متابعين ان شاء الله
و كل عام و انت بخير
ربنا يعيننا و يتم لنا ما نريد على خير و اشكر تواصلكم الكريم
بارك الله فيك يا استاذنا الجليل وربنا يعينا علي الصيام والقيام وجميع الامور يارب العالمين وربنا يتقبل مقدما ويبلغنا رمضان مستنيكم في القائد ابراهيم والشيخ حاتم للي يعرفه ان شاء الله ربنا يتقبل
الله يكرمك و يكون لنا شرف الصلاه خلف الشيخ حاتم و قد استمتعت بسماعه من قبل
بارك الله فيك اخى
موضوع اكثر من رائع
جزاك الله عنا كل خير
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/737_11311192794.png
اللهم بلغنا و اياك رمضان على خير
بارك الله فيك يا أستاذ سامي و جزاك الله عنا كل خير
اللهم بلغنا شهر رمضان و خير ما في هذا الشهر و بلغنا ليلة القدر و خير ما فيها و نسألك يا رب بأن لا تجعل لنا في هذا الشهر ذنبا إلا غفرتة و لا مريضا إلا شفيتة و لا حاجتة من حوائج الدنيا إلا قضيتها لنا يا رب
اللهم إجعلنا في هذا الشهر من عتقاائك من النار و أغفر لنا و لاهلنا و لمن سبقونا بالإيمان يارب العالمين
أحبائي أعضاء أف أكس أريبا كل عام و أنتم بخير جميعا و صوما مقبولا و إفطار شهيا و أرباح دائمة
:)
اللهم أمين أمين يا رب العالمين
اشكر مروركم العطر
بارك الله فيك يا استاذ سامي ..
موضوع جميل جدا
أن شاء يا حبيبنا ستكون صفحاته نوراً لنا و ضياء
فعلا تستحق أخلي لايك يا أستاذنا علي الموضوع الجامد دة
+1 لايك
الله يكرمك يا ريسنا و يبارك لنا فيكم و نتقابل على صفحات الموضوع فى رمضان بعون الله
متابع معك ان شاء الله العم سامي..وجعل الله هدا العمل في ميزان حسناتك يارب..
بالتوفيق ان شاء الله
استاذنا الرائع الخلوق يكفينا متابعتك لنزداد همه و نسأل الله المدد و العون
جزاك الله خيرا يا باشا
+1
الله يبارك لنا فى حضرتك و نسألكم الدعاء
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_21311195424.gif
Herr.Omar
21-07-2011, 10:47 PM
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_21311195424.gif
كل سنة وحضرتك بالف صحه وسلامه دعواتك معانه
كل سنة وحضرتك بالف صحه وسلامه دعواتك معانه
و حضرتك بكل الخيرات
اعانك الله و ايانا على طاعته
midoabdo
21-07-2011, 11:08 PM
بارك الله فيك استاذ سامى
اللهم بلغنا رمضان وارحمنا واجعله لنا لا علينا
اللهم امين
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_21311195424.gif
جزاك الله كل خير استاذ سامى
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
من المتابعين بإذن الله
م.أحمد مقدادي
22-07-2011, 11:46 AM
بارك الله فيك استاذ سامي
اللهم بلغنا رمضان
م.محمد عبد القوى
22-07-2011, 12:22 PM
كل سنه وحضرتك طيب يامستر
ورمضان كريم
Fx boy
22-07-2011, 12:27 PM
دايما كدة استاذ سامى
فكرة خارج الصندوق غير تقليدية :)
رمضان كريم
mohamed1
24-07-2011, 03:47 PM
الهم بلغنا رمضان
خالدمصطفى
24-07-2011, 04:02 PM
مشاء الله برنا يبراك فيك
+لايك
مشاء الله برنا يبراك فيك
+لايك
و يبارك فى حضرتك
بارك الله فيك استاذ سامى
اللهم بلغنا رمضان وارحمنا واجعله لنا لا علينا
اللهم امين
اللهم امين و ربنا يبارك لك يا رب و يبارك فيك
جزاك الله كل خير استاذ سامى
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
من المتابعين بإذن الله
تقبلنا الله جميعا فى مستقر رحمته
بارك الله فيك استاذ سامي
اللهم بلغنا رمضان
الله يكرمك يا باشمهندس و تحياتى للعائله الكريمه
كل سنه وحضرتك طيب يامستر
ورمضان كريم
و حضرتك و الاسره بخير يا خيرة المهندسين
دايما كدة استاذ سامى
فكرة خارج الصندوق غير تقليدية :)
رمضان كريم
دعواتك يتمها الله على خير
الهم بلغنا رمضان
اللهم أمين يا رب و يعيننا على الطاعه
احبائى
........
أربعة و عشرون ساعة تقريباً و نبدأ معاً رحلتنا اليوميه فى معية الاحباب
نستنشق الريحان من سيرتهم العطرة
نستلهم منهم الزاد قبل الرحيل
نستقى منهم الخلق و الاخلاص
الفضل و الكرم
الجود و العطاء
الصبر و الشكر
الايثار
نتعلم منهم ما يعيننا على دنيانا و ينفعنا فى أخرانا
فمن أحبوا الحبيب محمدا و أحبهم الحبيب
انهم للحب أهل
فإن لم نحبهم فمن نحب
فهم الرجال حقا
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
و نحن إذ نذكرهم
فنحن لا نذكر اهل جاه و سلطان
و لا اهل كبرياء و رياء
إنما هم اعلى و أجل
فهم أهل الوفاء و الحب
لله و لرسوله و للاسلام
و صدق الشاعر إذ أنشد فقال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
معــزه الــريــاء إكبــار ومنقصه ***** وعــــزه الحــــب إســـعاد و إقبــال
يمــوت ذوى الرياء لاذكر ولاخبر ***** إن الســـراب بــبـطن البـيـد ختـال
لكـن أهل الحـــب أحياءٌ وإن قبروا ***** علـى مقابرهم نــــورٌ و إجــــــلال
يستنشق الكل كالريحان سيرتهم ***** فالطــيـب شـــاف ونتن الريح قتال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم أهل الرياء كوهم السراب بالصحراء و من ثم فلا ذكرٌ لهم و لا أثر
انما رجال حول الحبيب المصطفى حملوا الامانه و رفعوا الراية و أخلصوا له صلى الله عليه و سلم
فهم أحياءٌ فى ضمائر الامه تستنشق من طيبهم الاجيال تلو الاجيال
اللهم اجعلنا ممن يتدبر سيرتهم و يترجمها الى ما ينفعه فى واقعه
.............................................
http://fx-arabia.com/vb/uploaded/9_11312057815.gif
ابو عافية
31-07-2011, 12:26 AM
موضوع جميل ومعاك كل يوم يا استاذ سامى
ابو عافية
31-07-2011, 12:26 AM
اللهم بلغنا رمضان
midoabdo
31-07-2011, 12:33 AM
كل عام وانت بخير
وحلو يا حلو
Herr.Omar
31-07-2011, 01:06 AM
تسلم يا استاذ سامي
ابو عافية
31-07-2011, 04:00 AM
رمضان كريم
اللهم بلغنا رمضان
Herr.Omar
31-07-2011, 04:17 AM
كل عام وحضراتكم بالف خير
:)
فلنبدأ أولى رحلاتنا فى أول أيام الخير و الفضل و الكرم
و كما قلت أن هناك أعلام الصحابه
سيدنا أبى بكر و عمر و على و عثمان و غيرهم
كلنا يحفظ سيرتهم
و لكن هناك رجال أخرون
نجوماً لامعات فى سماء الامه على مر تاريخها الممتد
و لنبدأ اليوم
مع
سيدنا / خبيب بن عدى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحترت كثيراً بمن أبدأ و كلهم على ذات القدر من العطاء و الفداء و الايمان و الخشوع فلم أستطع من أن أضع يدى على سُبل موضوعيه للمفاضلة و الانتقاء بين تلك الكوكبه الرائعه فتركت العنان لقلبى ليختار بمن يبدأ
فأختار
( خبيب بن عدى )
فكم أحبه و كم أرغم عينى على أن تدمع و هى تقرأ سيرته
............
أستاذ الفداء
بليع الارض
ذلك الصحابى الانصارى الجليل
من قبيلة الاوس
أنشد فيه
حسان بن ثابت
قائلاً عنه
صقراً توسّط في الأنصار منصبه
تردد خبيب على الحبيب المصطفى بعد هجرته الى يثرب إلى أن أمن بالله و رسوله
و إنضم لركب الاسلام و المسلمين
بل ليصبح فيما بعد رمزاً و مثالاً يحتذى به و يفتخر به
فى الحب لله و رسوله
فى الخشيه و الخضوع و التسليم لرب العالمين
فى شفافية الروح و عذوبة الروح
فى التضحية بالروح و الفداء بالنفس
و ما أغلاها من تضحيه لا يقدر عليها إلا صادق مخلص
...........
كان لخبيب بن عدى شرف المشاركة فى غزوة بدر و أبلى فيها بلاءٍ حسنا
تميز بالجرأة و الاقدام فلا خوف و لا وجل
و صرع الكثير من جيش الاعداء و كان منهم الحارث بن عمرو بن نوفل
صرعه خبيب بسيفه و هو يٌعلى بضرباته راية الاسلام
و عاد الجيش المظفر من بدر
ليبدأوا رحلة بناء الدوله الاسلاميه
و كان خبيب بن عدى بعدها يحيا حياة الناسك المتعبد
العابد الطائع
المحب المتضرع لمولاه
المشتاق للقاء مولاه
و هل للمحب من شوقٍ أطيب إلى قلبه من لقاء من هام بحبه
.............
و كما بجيوشنا من سرايا إستطلاع
كان لابد لدولة الاسلام الواعده من أن تبعث بسرايا إستطلاع حتى تحاط علماً بوضع اعداءها من قريش
و ماذا هم صانعون و ماذا يعدون
فإختار الحبيب المصطفى عشرة من خيرة رجاله و اختار منهم عاصم بن ثابت أميراً عليهم
و كان منهم
حبيبنا و سيدنا
خبيب بن عدى
و تحرك الوفد الاستطلاعى للقيام بمهتهم الشاقه
و لما وصل رجال الاسلام بالقرب من مكه و عسفان نما خبرهم الى اهل الشرك
الى أعداءهم فأمروا مائه من خيرة الرماه المهره
فخرج المائه ليواجههوا العشره
فراحوا يبحثون عنهم و يتعقبوا أثارهم حتى رأى أحدهم
نوى بلح
و عرف انه من بلح يثرب فأيقنوا انهم بالقرب من المكان
حتلى رأوهم من على بعد
و هنا أمر عاصم بن ثابت أمير العشرة رجاله بأن يصعدوا الى قمة جبل
و لكن حصار المائة اشتد عليهم و بدأت سهامهم تتساقط على الرجال من كل صوبٍ و جانب
ثم دعى رجال الشرك
رجال الايمان أن يسلموا أنفسهم مع عهدٍ منهم ألا ينالهم سوء أو أذى
فنظر رجال النبى الى عاصم
فقال لهم بلسان الصدق و قلب
الثبات
أما أنا، فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك..
اللهم أخبر عنا نبيك"..
..................................
الله ...الله
كلم مولاه .. نادى رب العزة
طالباً منه ان يخبر محمدا بما هم فيه
و أشتدت نبال الاعداء و قست سهامهم
حتى نالت من عاصم و معه ستة من خيرة رجال الحبيب رضوان الله عليهم جميعاً
و انتقلوا شهداء الى ربهم ليحيوا حياة الشهداء عند ربهم يرزقون
و هنا رأى الثلاثه الباقون و منهم خبيب بن عدى أن يسلموا أنفسهم
و ما إن نزل سيدنا خبيب و سيدنا زيد
حتى أوثقوهما بشده
و هنا أيقن ثالثهم أنهما وقعا ضحية غدر من إناس لا عهد لهم
فقرر أن يكمل حتى يلحق بمن سبقوه الى الشهاده
و كتبها الله له و هو يواجه وحيداً هذا العدد الهائل من الرماه
فى دروس للشجاعة و الاقدام و الفداء
......................
و سار رجال الشرك بخبيب و زيد الى قريش ليبيعوهما هناك
و لما علم أولاد الحارث بن عمرو بن نوفل أن خبيب واحداً منهما
و انه هو الذى صرع أباهم فى بدر
وجدوها فرصه للتشفى و الانتقام فإشتروا خبيب ليبدأ خبيب معنا
دروسه التى ستظل باقيه ما دامت على الارض حياه
..........................
و أشتروه
ليحبسوه مكبلاً فى أغلالٍ من الحديد
يعانى و يعذب
فلا طعام و لا شراب
** و من عجبٍ ان احد فتيات بنى الحارث دخلت عليه و خرجت الى اهلها و هى فزعه
لقد رأيت أمراً عجبا !!!
ماذا رأيتى ؟؟
رأيته و هو يأكل قطفاً من عنب و هو مكبل فى أغلاله
و ما بمكة من عنب فى هذا التوقيت
و ما هو بالعجيب
انها إرادة مولاه
و قدرة الخالق
و الذى يعطى من لا يحبه
فكيف بمن هو متيمٌ بحبه
فكيف يكون عطاء الجواد لمن جاد بنفسه من اجله
فها هو رزق الله يأتى لخبيب فى محبسه و هو لا حول له و لا قوة
اللــــــــــــــــــــــــه
لما العجب
ألم يفعل الله ذلك مع السيدة مريم
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا..
قال يا مريم أنّى لك هذا
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب
.........
فهو رزق الله يؤتيه عباده الصالحين و هم فى أحلك الظروف و أشد الحالات
...............................
** و مما روى عنه رضوان الله عليه فى فترة حبسه أنه طلب موساً ليستحد به
( يزيل عنه شعر عانته حتى يلقى مولاه على الفطرة )
و فى يده الموس فإذا بطفل من أطفال بنو الحارث يهرب من امه و يدخل على خبيب
و يجلس على قدميه
و خبيب يلاعبه بود و يلاطفه بتحنان
و تنهض أمه
أين الولد
تنظر فإذا به جالس على قدم خبيب
و الموس بيد خبيب
فخافت على ابنها
فهدأها خبيب قائلاً
أتخشين أن أقتله .... ما كان أن أفعل ذلك ... لا تخافى
فقالت : ما رأيت أسيراً مثلك من قبل
يا سلاااام يا حبيبى يا خبيب
كان ممكن ان يساوم بالولد فى تلك اللحظات الفارقه
و لكنه خلق الورع النقى التقى
يا حبيبى يا خبيب
....................................
و بدأ رجالات الكفر مرحلة من تحطيم أعصابه بنقل خبر مقتل زيد إليه
و انه الوحيد الباقى من العشرة
و أن مصيره أت
إلا إذا كفر بالله ربا و بمحمد نبياً و رسولا
و لكن نور الايمان الساطع فى قلبه حال بينه و بين اعلان الكفر
و ما زاده الامر الا إيماناً و تثبيتا
و لما باءت محاولاتهم معه بالفشل
أجمعوا أمرهم على قتله و حملوه الى مكان يسمى التنعيم
حيث تم تجهيز صليب
ليتم صلبه عليه و يتناوب غلاظ القلوب رميه بالسهام
و ما إن وصلوا إلى هناك
و رأى ما أُعد له طلب منهم أن يصلى ركعتين لله فوافقوا لعلها مهله يفكر فيها
و يعلن الكفر بالله و بمحمد
و فرغ خبيب حبيب قلوبنا من صلاته و التى غمرتها حلاوة إيمانه و إن لم يطل فيها و قال لهم
بلسان الايمان و الثبات و اليقين و الحب و الثقه
والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛ لازْددت صلاة.
ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم:
(اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)،
ثم أنشد يقول:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــا
عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِ
.................................................. ....
يا اللــــــــــــــــــــــــــه
و حملوا جسده الطاهر ليصلبوه على الصليب المعد لذلك
و أحكموا وثاقه
و عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا، قد يمّم وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا:
" اللهم انا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا"..
واستجاب الله دعاءه..
فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه في محنة..
وتراءى له جثمان أحدهم معلقا..
انها لغة الارواح
انه اتصال القلوب
و بدأت سهامهم و سيوفهم تنطلق من غمد الشر الى جسده الطاهر
و هو لا يبدى ألما و لا يبدو منه إلا بشرا
و يسأله أحدهم
أتحب محمداً مكانك و انت سليم معافى بين أهلك
فيأتيهم رد أحد أعظم أحباب الحبيب
والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.
مما أصابهم بالعجب و الضيق فى ذات الوقت
درس جديد فى المحبه للرسول يعلمه إيانا سيدنا خبيب بن عدى
و يستمر الامر إلى أن تنتقل روحه الطاهره الى بارئها
و وجهه مستقبلاً القبله
و كلما حاولوا توجيه وجهه للناحيه الاخرى فإذا به يعود صوب القبله
سبحانك يا اللــــــــــه
كل هذا يجرى و الطيور الجارحه تحوم حول المكان تنتظر دورها لتنقض عليه تنال من جسده الطاهر
و ما إن فرغ رجال الكفر منه و ما زال وجهه متوجهاً صوب القبله
عادوا أدراجهم تاركين جسده مصلوباً تنهشه الطيور
و لكن الطيور
و كأنها أدركت انها امام عبد طاهر طائع لمولاه محباً لرسول
فطارت بعيداً دون أن تلمسه
يا اللــــــــــــــــــــــــه
....................
و بعد ان علم الحبيب المصطفى بخبر خبيب بن عدى
أرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثم حمله الزبير على فرسه،
وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به،
فلما لحقهما المشركون
قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض.
و كأنما هذه البقعه الطاهره من الارض أبت أن ينال المشركين من جسده
بعد كل ما فعلوه به
..................................
سلامٌ من قلوبنا اليك
يا حبيب قلوبنا يا خبيب
سلام الله عليك و رحمته و بركاته
و أنت الان حىٌ عند مولاك
سلام اله عليك و رحمته و بركاته
و أنت الان حىٌ فى الضمائر
...................
و حرىٌ بنا القول
ان الله استجاب لدعوته
فقد احصى من قتلوه عددا و ماتوا جميعهم شر ميته
انه خبيب بى عدى
الذى أنسنا به اليوم
و تجمعنا معه اليوم
نتعلم منه و نستلهم
و الى لقاء جديد و حدوته جديده
فى ثانى ايام رمضان ان شاء الله
أتمه الله علينا و عليكم بكل الخير
المسلم أمره لله
01-08-2011, 05:23 PM
بارك الله فيك حبيبنا سامي
جزاك ربي كل الخير
موضوع جميل و رائع من شخص أروع
موضوع جميل ومعاك كل يوم يا استاذ سامى
اللهم بلغنا رمضان
كل عام وانت بخير
وحلو يا حلو
تسلم يا استاذ سامي
رمضان كريم
اللهم بلغنا رمضان
كل عام وحضراتكم بالف خير
:)
بارك الله فيك حبيبنا سامي
جزاك ربي كل الخير
موضوع جميل و رائع من شخص أروع
مشاركتكم هى الاروع
و أتمنى أن تكونوا قد مررتم على أول حدوته رمضانيه
سيدنا / خبيب بن عدى (http://fx-arabia.com/vb/showthread.php?t=10879&page=3)
و الى لقاء باكر مع حدوته جديده
مع حدوتنا الثانيه فى ثانى ايام الخير و الفضل
و اليوم نقف إجلالاً و إكباراً
لصحابى جليل
نصطف أمامه فى أدبٍ و وقار و خضوع
و لما لا
و هو أحد العشرة المبشرين بالجنه
يا اللـــــــــــه
ضيفنا اليوم من أهل الجنه
يا بشراه
و يا رجاءنا
وا فرحتاه
و يا أملنا
لنلتزم و نحن نتذكر سيرته
فأين نحن منه
فقد عرف مصيره فما بالنا نحن ؟؟!!!
يا رب
................
لقد كان رضى الله عنه أغنى الاغنياء
من فرط غناه قيل عنه ( كأنه كلما رفع حجرا وجد تحته ذهباً و فضه )
قوافله التجاريه كانت يشار اليها بالبنان
مئات الابل و النوق و الخيول تحمل ما لذ و طاب من المأكل و المشرب و الملبس لأهل المدينه
قادمة من الشام و من مصر
حينما كانت قوافله
كانت تصطف المدينه تشاهد و تفرح و تهلل و تنتظر الخير
على يده
إنه
(( عبد الرحمن بن عوف ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا المسلم العملاق
الورع الفاعل
التقى الحيوى
فقد مزج بين الورع و التقوى و الجد و الاجتهاد فى بوتقه رائعه
فكان من العشرة المبشرين بالجنه
و قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب و هو يودع دنياه مستقبلاً ربه
قال عن سيدنا عبد الرحمن بن عوف مع خمسه أخرون اختارهم عمر لحمل راية الخلافة من بعده
(( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ))
إحد من أسلموا فى الساعات الاولى للدعوة الاسلاميه
و من يومها و هو يقدم للاسلام و المسلمين أعظم صور المسلم
هاجر للحبشه مرتين وفقاً لتعليمات الحبيب المصطفى و هاجر للمدينه
*** و لنتعلم منه أولى الدروس
حينما أخىَ رسول الله بين المهاجرين و النصار
و كان نصيب عبد الرحمن بن عوف
أن أخىَ رسول الله بينه و بين
أغنى أغنياء المدينه
و الذى عرض على سيدنا عبد الرحمن
نصف ماله و إحدى زوجتيه
فما كان منه إلا أن شكره قائلاً
بارك الله فى مالك و فى زوجتيك
دلنى على السوق
.....
اللــــــــــــه
فضل ان يعمل و يكسب و يتاجر
من عرق جبينه و من مجهوده
فبارك الله له
............
كما شارك فى غزوة بدر و أحد و غيرها من غزوات الرسول
حتى قيل عنه انه دوماً فى حالة من ثلاث
إما ناسك متعبد
أو محارب غازى
أو متاجر يرعى تجارته
كان رضوان الله عليه تاجراً ناجحاً مما جعل الثراء يتدفق اليه من رزق الله مع تقوى لا تفتر و خشيه لا مثيل لها
حدث عنه و لاحرج
ذات مرة سمعت السيده عائشه صخب و كأن المدينه ترتج و تهتز
فسألت : ما الامر
فقالوا لها
انها قافلة عبد الرحمن بن عوف مكونه من 700 راحله محمله بالبضائع
فتذكرت قول الحبيب محمدا
((رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فأقرض الله يطلق لك قدميك"..))
......................
و هذا من كثرة ماله و غناه و طول حسابه
و وصل قول السيده عائشه اليه فتوجه اليها و قال لها
( لقد ذكرتينى بحديث لم أنساه ... أما أنى أشهدك أن القافله بأحمالها و اقتابها فى سبيل الله ..
و تم توزيعها فى مهرجان بر لم تر الدنيا له مثيلاً من قبل )
...
أكرمك الله يا ابن عوف
و كان سيدنا عبد الرحمن فى تجارته غير محتكراً و لا محباً للمال بقدر ما كان يرى همته فى التجارة وسيله حياه له و للمسلمين
و عزاً للإسلام
و لجيوش الاسلام تجهيزاً و إعدادا
و إذا كانت الارباح فى التجاره فى زمننا هذا تتمثل فى صافى الربح
الناتج فى حساب الارباح و الخسائر
إلا ان حساب الربح عند عبد الرحمن بن عوف كان يتمثل بصدق و يظهر جلياً فى مقدار
ما ينفقه لوجه الله تعالى
فقد كان يقرض الله ليطلق قدمه عند دخوله الى الجنه لينطلق اليها هرولا
من شدة خشيته أن يدخلها حبوا
يا حبيبى دا أنت داخلها
يا سيدنا لقد بشرت بها .. انتهى الامر
لا
كيف لى أن ادخلها حبوا !!!
اللـــــــــــــــــــه
.................
كانوا يقولون ان كل اهل المدينه شركاء لإبن عوف
فثلثهم يقرضهم سيدنا عبد الرحمن
و الثلث الثانى يسد عنهم دينهم
و الثلث الاخير يعطيهم و يصلهم
يا سلااااام يا عبد الرحمن
أين نحن الان من هذا السلوك
.................
أغنياء اليوم دائماً ما يبحثون عن سلطه تدعم غناهم
و هو الامر الذى طالما قامت من أجله الثورات
الزواج بين رأس المال و السلطه
فتجد الغنى يبحث عن برلمان او منصب وزارى
و لكن عبد الرحمن بن عوف حينما عرضوا عليه رغبة عمر بن الخطاب عند قرب وفاته
فى أن يخلفه فى إمامة الامه الاسلاميه
حيث اختاره من ضمن ستة رجال للإختيار منهم
فرفض قائلاً
والله, لأن تؤخذ مدية, فتوضع في حلقي, ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر أحب إلي من ذلك"
و رفض الامر و طلب من الخمسة أن يختاروا من بينهم واحدا
فقال سيدنا على
سمعت رسول الله يقول يصفك يا عبد الرحمن
بأنك أمين في أهل السماء, وأمين في أهل الأرض
فإختر أنت واحد
فاختار عثمان بن عفان
و وافق الكل عليه
....................................
اللــــــــــــــــــــــــه
كان من زهده رغم غناه انه كان اذا ما وضعوا امامه طعاماً كثيرا يبكى
و يخشى ان يكون الله قد عجل له بالحسنات فى الدنيا
و يتذكر مصعب ابن عمير و يقول انه كان افضل منى و حين مات كفنوه فى بردته اذا غطت رأسه
انكشفت قدماه و اذا غطت قدماه انكشفت رأسه و استشهد حمزة و هو افضل منى و لم يجدوا لكفنه إلا برده
و يبكى سيدنا عبد الرحمن و يكمل
( أما و قد بسط الله لنا من الدنيا ما بسط .. أخشى ان يكون قد عجل لنا بالحسنات )
..................
يااااااااااه على الرجال
و نعم الرجال
و مرة اخرى بكى و امامه الطعام و تذكر ان رسول الله مات و ما شبع هو و اهل بيته من خبز الشعير
............
فما زاده ماله صلفاً و لا زاده غناه كبراً
بالعكس
زاداه زهداً و ورعاً و خشوعاً و خضوعاً لرب العزة
و لم يحول ماله بينه و بين الغزو مع الرسول ففى غزوة أحد أصيب بعشرين جرح
تسببت فى عرج قدمه و اصابة ثنايا فمه فأثرت على حديثه و كلامه
يا اللــــــــــــه
و تمر سنوات الغنى الزاهد
حتى تلوح فى الافق بشريات اللقا
برب العالمين
و باللحاق بالرسول و من سبقه من الاطهار
و تعرض عليه السيده عائشه
ان يدفن فى بيتها بجوار
الحبيب محمد
و ابو بكر
و عمر
إلا أن تواضعه أبى ان يكون فى مثل هذا الجوار
ثم انه كان قد واعد عثمان بن مظعون
أيهما مات يدفن بجوار صاحبه
اللـــــــــــــه
وبينما كانت روحه تتهيأ لرحلتها الجديدة كانت عيناه تفيضان من الدمع ولسانه يتمتم ويقول:
" إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال"..
و لكن الله القى عليه بسكينته فانتقلت روحه الى خالقها و هو باش مبتسم
و كأنه سمع قول الحبيب المطصفى
(( عبدالرحمن بن عوف في الجنة ))
و كأنه يستمع الى قوله تعالى
(( ّالّذيِنَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
سلام عليك يا سيدنا
سلام عليك يا حبيبنا
سلام عليك يا امين اهل الارض
سلام عليك يا امين اهل السماء
و أقرئ حبيبك محمداً منا السلام
.................................................. .......
و الى لقاء جديد
و حدوته جديده
و صحابى جليل
من فاتته حدوته
سيدنا
خبيب بن عدى بالامس
فليعود و يقرأها
لينهل من هذا المعين الطيب المبارك
ثم يعرج على
حدوتنا الثانيه
مع سيدنا / عبد الرحمن بن عوف
و الى لقاءات كلها طيب و أنس و بشر
مع احباب الحبيب
فى لقاء جديد متجدد مع لقاء جديد
مع نجم جديد من نجوم لامعه ما زال نورها يضئ
سماء البشريه كلها
.......
ضيفنا الليله و الذى نأنس به معنا
بل نرجوه أن يقبلنا نحن ضيوفاً عليه
أحد أجل شهداء الاسلام
نذر حياته ليموت شهيداً و دعى مولاه أن يموت شهيداً
و لأن رسولنا الكريم قال عنه
انه مستجاب الدعوة
لبى الله دعوته و كتب له ما أراد بعد رحلة طويلة فى الفداء و الاقدام
لرفع راية الاسلام
كلنا يعرف سيدنا / أنس بن مالك
خادم الحبيب المصطفى و الذى دعى له الرسول بزيادة المال و الولد و البركه و الجنه
و بالفعل عاش تسع و تسعون عاماً و رزق بالاولاد و الاحفاد و الخير من خلال بستانٍ كثير العطاء
كلنا يعرف أنس بن مالك
و لكن من منا يعرف أخيه
و نحن ضيوف عليه الليله
و الذى عاش و شعاره
(( الله ... الجنه ))
إنه
عاشق الموت فى سبيل الله
( سيدنا / البراء بن مالك )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أحد اعظم مقاتلى الاسلام الاشاوس الذين ما عاشوا إلا ليحملوا راية الاسلام
و يدافعوا عنها
ما ترك من غزوه و لا معركة إلا و شارك فيها
يصارع جحافل الكفر و الشرك بسيفه الماحق
و لا يرى أمامه إلا النصر أو الشهاده
بل دوماً يتوق للشهاده
حتى أنه حينما مرض ذات مرة
و زاره صحابة رسول الله
فقال لهم
لعلكم ترهبون أن أموت على فراشى
لا والله, لن يحرمني ربي الشهادة
إنه اليقين و الثقة بالله
و أن الله لن يخيب مسعاه و يا له من مسعى
و سبحان الله
بلغ من إقدامه و جرأته أن عمر بن الخطاب كان حريص على ان يشارك فى غزواته
و لكن لا يجعله أميراً على الجيش حيث أن فى ذلك مخاطرة فهو لا يهاب الموت
و كانت موقعة اليمامه
قمه فى جهاد البراء بما أبلى فيها و بما صرع من جحافل الشر و الرده اتباع مسيلمه الكذاب
و أصيب فيها بضربة من أحد رجال الاعداء فوقع بسببها أرضاً
و هتف خالد فى جيش الاسلام
اللــــــــــه أكـــبر
فإستمرت رحى المعركه
و طلب خالد من البراء أن يهتف فى الناس و كان عالى و حسن الصوت و الخطابة و المنطق
فقال البراء بصوتٍ عال
يا أهل المدينة..
لا مدينة لكم اليوم..
انما هو الله والجنة"..
..............
يااااااااااااه يا براء
فلا مدينه اليوم و لا اهل و لا مال
انما هو النصر او الشهاده
انما هو الله و الجنه
و كان لكلماته أروع الاثر فى بث الحميه فى نفوس الجيش المسلم
إلى أن دخل مسيلمه و جيشه إحدى الحدائق و احتموا بها و اغلقوا ابوابها من الداخل
و لأن البراء يبحث عن الشهاده
إعتلى ربوة و طلب من رفاقه أن يلقوه فى الحديقه ليفتح بابها
و ليستشهد كما عاش يأمل و يطلب
و لم ينتظر أن يلقوه بل ألقى نفسه من فوق الربوة العاليه و فتح الباب و دخل جيش الاسلام ليسحق جيش مسيلمه
و لكن لم يأذن الله للبراء بالشهاده
فعاد و به اكثر من ثمانين إصابه فى جسده
و تمر السنون
***الى أن يذهب لملاقاة الفرس فى العراق
حيث قام الفرس بحيلة جديده ألا و هى عمل كلاليب فى اخرها كرات من نار يقذفونها فيتعلق بها
من تمسكه و يسحبونه
و إذا ببطلنا لهذه الليله يرى من ؟؟؟
يرى أخيه أنس بن مالك و هو معلق بإحدى هذه الكلاليب
و تسحبه الى اعلى و هو يحاول تخليص نفسه و لا يستطيع من كرات النار المتوهج بها
فيجرى اليه البراء و يمسك به و يمسك بكرات النار و يحاول فك سلسلة الكلاليب التى تمسك
بتلابيب أخيه الى أن وفقه الله و أنقذ أخاه
و سقطا معاً دون ان يتم سحبهما لأعلى حصن الفرس
و يجرى رفاقهم اليهم
و إذا بهم يجدوا البراء
بدون كفيه
النار احرقت يديه الشريفتين الطاهرتين
يا اللـــــــــه
و لم يتبقى غير عظامهما محروقتان
ما هذا الفداء
...................
و استمرت رحلة البراء الى أن كانت
معركة الاهواز حيث أمر بن الخطاب
سعد بن ابى وقاص ليرسل بجيش من الكوفه الى الاهواز
و ابو موسى الاشعرى ليرسل جيش من البصرة الى الاهواز
على ان يكون به البراء بن مالك
و التقى الجيشان بالفرس
و بدأ القتال بالمبارزة و التى صرع فيها البراء مائه من الفرس
اللـه اللـه
و بدأ القتال
فطلب المسلمين من البراء ان يدعوا الله بالنصر
فقد قال عنه الرسول
انه لو أقسم على الله لأبره
و قام البراء بالدعاء
اللهم امنحنا أكنافهم
اللهم اهزمهم
اللهم انصرنا عليهم
و ألحقنى اليوم بنبيك
.................
يا اللـــــــه
دعى للمسلمين بالنصر
و لم ينسى الدعوة الخاصه لنفسه
بأن يحقق الله له ما عاش يتمناه
الشهاده
و نظر الى أخيه انس و كأنما يودعه
فحتماً سيستجيب الله دعاءه
و لما لا و قد أخبر الرسول بذلك
.........
يا سلااااام
....................
*** و قد كان فى هذه المعركة التى أراد الله فيها للبراء أن ينال حظه من الشهاده
و من لقيا حبيبه و قرة عينه محمدا
.........
ونودوا
أن تلكم الجنة, أورثتموها بما كنتم تعملون
سلام عليك يا براء
من قلوبٍ إلتفت حولك اليوم
و هى خاشعه خاضعه
تطلب منك أن توصل سلامها
لحبيب قلوبنا محمدا
صلى الله عليه و سلبم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كم انت عظيم استاذ سامى و انت تذكرنا بعظماء المسلمين
جزاك الله كل خير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كم انت عظيم استاذ سامى و انت تذكرنا بعظماء المسلمين
جزاك الله كل خير
العفو يا فندم
بل كم انا ضئيل و انا اقرأ سيرة هؤلاء الرجاء
كم اشعر بالخجل من ذاتى و انا اتناول تلك السيره
و أتساءل : اين نحن من هؤلاء ؟؟
و لكنها سيره لابد ان نتدارسها لعلنا نخرج منها
بسلوك او خصال نتعلمها من هؤلاء الرجال
تعيننا فى دنيانا و اخرانا
..........................
بعد قليل مع حدوته جديده ان شاء الله
فى لقاءٍ رمضانى جديد
و معينٌ جديد نرتوى من طيب سيرته
لقاءنا الليله مع عبدٍ مسلم وجل زاهد
مع الراهب الجليل
مع رجل من خيرة صحابة الحبيب المحبوب صلوات الله و سلامه عليه
بكاه الرسول حين موته
فتساقطت حبات اللؤلؤ من عينى رسول الله
على وجنتيه و منهما على وجه ضيفنا الليله
لقاءنا الليله مع : من قال عنه الحبيب محمد يوم وفاة ابنته رقيه
( إلحقى اليوم بسلفنا الخير )
......
أتتذكرون ما قلناه عن عبد الرحمن بن عوف حينما عرضت عليه
السيده عائشه أن تدفنه فى بيتها بجوار
الحبيب محمد و ابى بكر و عمر
فمنعه سببان
الاول : تواضعه فكيف له بهذا الجوار
أما السبب الاخر : كما قلنا
انه تواعد مع ضيفنا الليله
أيهما مات فليدفن بجوار الاخر
فقد عاشا معاً
و أسلماً معاً
و كأنما هى صحبة فى الحياه و صحبة فى الممات
و صحبة فى الجنه ان شاء الله
الليله مع
(( سيدنا / عثمان بن مظعون ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من أوائل من انضم لركب قافلة الاسلام فترتيبه الرابع عشر فيمن دخلوا الاسلام
حينما توجه مع عبد الرحمن بن عوف و ابو عبيده بن الجراح و عبيده بن الحارث و ابو سلمه
الى رسول الله و اسلموا على يديه فى ساعةٍ واحده
** وهب نفسه للاسلام و كان زاهداً متبتلا شديد الحياء
حتى انه كان يستحى ان يرى عورة زوجته
فخفف عنه الرسول
و قال عنه
( ان عثمان بن مظعون لحيى ستير )
اللــــــــــــــه
............
** بلغ من شدة تبتله انه اراد ان ينأى عن متاع الدنيا و عن زوجته
فنهاه الرسول عن ذلك قائلاً له
( إن لأهلك عليك حق )
................
يا سلاااام
كان رضوان الله عليه شديد الورع و الخشيه و الزهد فى مباهج الدنيا
حتى انه كان يقول لو أذن لنا الرسول لإختصينا
و كأنما لا يبحث عن رغبه فى نساء و لا عن ما يبحث عنه من دونه من الرجال
و كان الرسول طالما يقول له
"يا عثمان! إن الله لم يبعثني بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
صلوات الله عليك و سلامه يا محمد
و رضوان الله عليك يا عثمان
................
كان سيدنا عثمان ممن أمرهم الرسول بالهجرة الى الحبشه
و بعد فترة من الهجره و ما زال قلبهم معلق بالوطن و الاهل فى مكه
جاءهم خبر ان مكة اسلمت لله و اتبعت الرسول
ففرحوا و كان قرارهم العوده الى الوطن العزيز الغالى و الى صحبة الرسول و صحابته الاطهار
و عادوا و الحنين و الشوق يحتويان خلجاتهم
و لكن كانت المفاجأه
ما وصلهم من خبر كان خديعة لإستدراجهم و النيل منهم
................
ليبدأ من عاد رحلة من التنكيل و التعذيب
و العرب حينها رغم غلظتهم كان كبارهم اصحاب كلمه
فإذا ما دخلت فى جوار او حمى أحدهم
لا يستطيع أحداً أن يمسك بسوء
و دخل عثمان بن مظعون فى جوار ( حماية ) الوليد بن المغيره
و كان فى حمايته يتحرك كيفما شاء دونما خوف
و لكنه رأى ما يحدث لأصحابه من بلاء فإستحى أن يكون هو فى الجوار منعماً أمناً
و أصحابه يلاقون ما يلاقون
فرد جوار المغيره
و أعلنها انه فى جوار الله
و لا يرجو حماية من مشرك
لا لأنه أهانه او قصر فى حمايته
و لا لأن أحداً من قوم الوليد أذاه
و لكن لأنه يريد ان يكون فى جوار و حماية رب العزة
يا اللـــــــــــــه
و قد قيل
ألا كل شئ خلا الله باطل
و كل نعيمٍ لا محاله زائل
فأكمل عثمان بن مظعون
إلا نعيم الجنه
.....
يا اللـــــــــــــــــه
.......................................
و بعد أن رد عثمان جوار الوليد
لكمه أحدهم فى عينه فأصابها
فقال الوليد بن المغيره
( عد الى جوارى فقد كانت عينك فى غنى عن ذلك يا ابن اخى )
و رد عثمان بلسان الواثق و قلب المؤمن
( بل إن عينى الصحيحه لفقيرة الى ما أصاب اختها فى الله
و إنى لفى جوار من هو أعز منك و أقدر )
و عاد لبيته ينشد و يقول
إن تك عيني في رضا الله نالها
يد ملحد في الدين ليس بمهتدي
فقد عوّض الرحمن منها ثوابه
ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد
..................
يا اللــــــــــــــــــــــــــــه
انه شموخ المؤمن المتوكل على مولاه
.......................
و لاقى عثمان من قريش ما لاقى من صنوف الاذى
إلى أن كانت الهجرة الى المدينه
حيث بدأ فى رحلة بناء الدولة الاسلاميه
مع الحبيب محمد بالعمل و الجهاد و العباده
.............
و كان عثمان يزيد على العمل و الجهاد و العباده
الزهد
فلا يلبس الا خشن الثياب
بل انه دخل المسجد ذات مرة على الرسول و صحبه فى ثوبٍ مرقع من فقره
فرق له قلب الرسول الحنون و دمعت من اجله عيون الصحابه
حال بينه و بين نعيم الحياه كثرة تبتله
و طول قيامه بالليل و كثرة بكاءه
...............
رضوان الله عليك يا سيدنا عثمان بن مظعون
و حانت لحظات الوداع الاليمه
فكان اول من لقى ربه من المهاجرين بعد الهجرة
بل أول من شق طريقه الى الجنه
فما يحول بين هؤلاء الرجال و الجنه الا هذه الدنيا
فإذا ما فارقوها
فهم الى الجنه
يا اللــــــــــــــــــــــــــه
.............
و حينما حضرته الوفاه كان بجواره من ؟؟
سيد ولد أدم و لا فخر
كان بجواره
الحبيب محمد
يربت على صدره و يدعوا له و يبكيه بحرقه المحب
فتتساقط من عينى الحبيب محمد دموع من اللؤلؤ على وجنتيه الشريفتين
و على وجه بن مظعون الباش المسرور
و كله نور و جلال و إشراق
و كان لعثمان ولد اسمه السائب
و لذا كان رسول الله فى لحظات وفاة عثمان و هو يبكى
( رحمك الله يا أبا السائب . خرجت من الدنيا و ما أصبت منها و لا أصابت منك )
يااااااااااه
.....................
و ظل الحبيب المصطفى يتذكره بكل خير بعد وفاته
حتى انه يوم وفاة ابنته رقيه كان يقول
( إلحقى اليوم بسلفنا الخير .. عثمان بن مظعون )
........................
سلام الله عليك يا سيدنا
و تاج رؤسنا
عثمان بن مظعون
سلامً عليك
و أبلغ الحبيب محمداً منا السلام
........................
و الى لقاء جديد باكر ان شاء الله
و
حدوته جديده من حواديت رمضان
مع نجم ساطع جديد فى سماء البشريه
من أحباب الحبيب
سلام الله عليكم جميعاً و رحماتٍ منه لا تنتهى و بركاتٍ لا تزول
اليوم مع ضيف جليل
يشرفنا أن نكون بصحبته فى اللحظات القادمه
لنتعلم منه
و لو تعلم منه حكامنا السابقين
لما كانوا اليوم خلف قضبان القضاء
ضيفنا اليوم
حينما ولاه سيدنا عمر بن الخطاب والياً على إحدى المدائن
و توجه إليها
و وقف أهلها ينتظرون واليهم الجديد
و من على بعد شاهدوا رجلاً يمتطى حماره
فلا موكبٍ و لا خيلاء
و حينما قرب وجدوا بيده خبزاً و ملح و هو يتناوله
و حين قرب اكثر و صار بينهم فإذا به الوالى الجديد
ياللـــــــــــــه
انه يعدل رئيس جمهورية الان و يأتى اليهم بهذه الهيئه المتواضعه
لله و عباده
يا سلاااام
مش كده و بس
لأ .... لقد قال لهم حين رأى أمارات العجب على وجوههم
( إياكم و مواضع الفتن ... إياكم و مواضع الفتن )
فقالوا : ما هى
فقال لهم :
إنها أبواب الامراء
يأتى أحدكم على الامير او الوالى فيصدقه بالكذب و يمدحه بما ليس فيه
..................
ضيفنا الليله
(( سيدنا / الحذيفه بن اليمان ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا له من بداية تلك التى دخل بها على أهل المدينه التى ولى أمرها
فهو لا يحب نفاقاً و لا رياءَ و لا تملقا
حاد فى قوله
عدو النفاق صديق الوضوح
رضوان الله عليه
و أراد أن يرسم لهم خريطة الطريق فى كيفيه تعاملهم معه كوالى
و فى كيفية تعامله معهم
أين حكام اليوم من هذا
؟؟؟؟!!!
..........
كان رضوان الله عليه مذ أسلم هو و أبيه و أخيه
مسلماً ورعاً صادقاً شجاعاً
لا يعرف النفاق اليه سبيلا
شديد الفراسه و الذكاء و الفطنه و القدرة على قراءة من أمامه و معرفة حقيقتهم
و لذا كثيراً ما كان يوكل اليه
اختيار الرجال و اختبارهم
فقد كان ذو بصرً و بصيره
رضى الله عنه
.............
كان يقول عن نفسه
إن الناس كانوا كثيرى سؤال رسول الله عن الخير
انما انا كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى و طرق النجاة منه
و فى ذلك حديث شهير يحدثنا عنه سيدنا الحذيفه بن اليمان
بنفسه
قلت: يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: نعم..
قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟
قال: نعم, وفيه دخن..
قلت: وما دخنه..؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون يغير هديي, وتعرف منهم وتنكر..
قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟
قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم, من أجابهم اليها قذفوه فيها..
قلت: يا رسول الله, فما تأمرني ان أدركني ذلك..؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم..
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام..؟؟
قال: تعتزل تلك الفرق كلها, ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"..!!
...............................
أرأيتم قوله:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"..؟؟
.....................................
و من حدة لسانه و شدته انه كان يخشى على اهله من ذلك و أسر بهذا الى سيدنا رسول الله
فأمره الرسول بكثرة الاستفغار
** قال رضوان الله عليه عن الخلافة و الحكم
ان الله تعالى بعث محدا صلى الله عليه وسلم, فدعا الانس من الضلالة الى الهدى, ومن الكفر الى الإيمان, فاستجاب له من استجاب, فأحيا بالحق من كان ميتا...
ومات بالباطل من كان حيا..
ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على مناهجها..
ثم يكون ملكا عضوضا..!!
فمن الانس من ينكر بقلبه, ويده ولسانه.. أولئك استجابوا للحق..
ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه, كافا يده, فهذا ترك شعبة من الحق..
ومنهم من ينكر بقلبه, كافا يده ولسانه, فهذا ترك شعبتين من الحق..
ومنهم من لا ينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه, فذلك ميّت الأحياء"...!
...........
** و كان رضوان الله عليه يرى القلوب اربعة انواع :
قلب أغلف, فذلك قلب الكافر..
وقلب مصفح, فذلك قلب المنافق..
وقلب أجرد, فيه سراج يزهر, فذلك قلب المؤمن..
وقلب فيه نفاق وايمان, فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب.. ومثل النفاق كقرحة يمدّها قيح ودم:
فأيهما غلب, غلب"...
............
******
فى سيرته العطرة موقفاً لا يمكن المرور عليه دون الوقوف إجلالاً و إكبارا لشخصه العظيم
فى غزوة أحد
كان يقاتل هو و أبيه ضمن صفوف جيش الاسلام
و إذ بخطأ وقع فيه أحد المسلمين يرى حذيفه والده يقتل بأيدى احد المسلمين
رأى حذيفه سيوف الاسلام تناوش أباه فصرخ فيهم
أبى .. أبى
إنه أبى ... إنه أبى
و لكن إرادة الله كانت أسرع و سقط أباه شهيداً
و حزن المسلمين وقتها حزناً شديدا حينما عرفوا الامر
و نظر اليهم الحذيفه نظرة لم يطل فيها فهو إشفاقاً عليهم و إحساساً منه بما هم فيه
و انطلق يقاتل بجسارة و يحسهم على القتال
و بعد انتهاء المعركه
كان لابد من حكم القصاص
اللــــــــــــــه
أمر رسول الله قاتله بدفع دية الى حذيفه
و اذا بحذيفه يتصدق بها بالكامل للمسلمين فيزداد حب رسول الله له
و من ثم فواجب ان يزداد حبنا نحن ايضاً له
انه سيدنا حذيفه بن اليمان
..........................
من سيرته العطرة
** ما حدث فى غزوة الخندق ان حفر المسلمسن خندقاً حول المدينه
و اشتد حصار جيوش الكفر لهم و طال الامر لمدة تزيد على الشهر
و اراد الرسول ان يستطلع أمر الاعداء فإختار حذيفه ليعبر الخندق و يخترق صفوف الاعداء
فى مهمه استطلاعيه شاقه و فى غاية الصعوبه
و إذ تسلل و وصل بين صفوف الاعداء و وقف بينهم
و اذا بصوت ابو سفيان قائد جيش قريش
خشي أبوسفيان قائد قؤيش, أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين, فقام يحذر جيشه, وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع:
" يا معشر قريش, لينظر كل منكم جليسه, وليأخذ بيده, وليعرف اسمه".
يقول حذيفة"
" فسارعت الى يد الرجل الذي بجواري, وقلت له من أنت..؟ قال: فلان بن فلان؟"...
وهكذا أمّن وجوده بين الجيش في سلام..
انه الذكاء و الفطنه و سرعة البديهه
بدأ بسؤال من بجواره قبل ان يسأله
انها سرعة البديهه
اللـــــــــه
الى أن ضاق الامر بسفيان و رفاقه من البرد و شدة الريح و عزموا ترك المكان و الرحيل
فإنطلق حذيفه بن اليمان الى رسول الله ببشرى انصراف جيوش الاعداء
فى اعظم مهمه استطلاعيه فى أقصى الظروف
...............
** تجلت شجاعته فى معركة نهاوند العظمى حيث التقت جيوش المسلمين مع الفرس فى أشد المعارك ضراوة و عنف
و اختار سيدنا عمر بن الخطاب
النعمان بن مقرن أميراً للجيوش
فإذا استشهد فليحمل الرايه حذبفه بن اليمان
و هو ما قد حدث بالمعركه
استشهد النعمان و التقط حذيفه الراية قبل ان تسقط و حث رجاله على القتال و لم يعلن موت النعمان
حتى لا يؤثر على الجنود
و صار يدندن وسط جيوش الفرس بشجاعته
الله اكبر ... الله اكبر
صدق وعده
الله اكبر ... الله اكبر
نصر جنده
.................
الى ان كتب الله لجيش الاسلام النصر المؤزر
.................................................. ......
و تمر رحلة عمره المباركه
*** الى ان يصل عمر الاسلام الى العام السادس و الثلاثون من الهجره
و يمرض حذيفه و ينتظر لقاء مولاه
و كله شوق للقا
و يدخل عليه اصحابه
فيسألهم : هل أحضرتم الكفن
فقالوا له : نعم
فطلب رؤيته
فوجده و كأنه حله جديده فارهه
فقال لهم :
" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..
فاني لن أترك في القبر الا قليلا, حتى أبدّل خيرا منهما... أو شرّ منهما"..!!
وتمتم بكلمات, ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:
" مرحبا بالموت..
حبيب جاء على شوق..
لا أفلح من ندم"..
و صعدت الروح الطاهره الى بارئها
.................................................. ............
فسلام ٌ عليك يا معلم الحكام
سلامٌ عليك يا حبيب رسول الله
إقرئ محمداً منا السلام
صلوات الله و سلامه عليه
و رضوانه عنك
ألحقنا الله بكم
............................
و الى لقاء جديد مع يوم رمضانى جديد
و حدوته جديده مع صحابى جليل
جديد
فى يومٍ رمضانى جديد
و ضيفٍ غالى جديد
من أولئك الرجال الذين تتعلم منهم البشرية جمعاء
و يتأسى بهم
كل من حمل بين جنبيه قلبا و حوى رأسه عقلا
ضيفنا اليوم
قالوا عنه : شبيه الملائكه
و أزيد عنه انه : أيوب الصحابه
.................................................. .........
ضيفنا الليله
(( سيدنا / عمران بن حصين ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الصحابى الجليل الذى ما إن التقت يده مبايعةً ليد رسول الله إلا و كأنه عاهد نفسه ألا ترتكب تلك اليد سوءً قط
يا اللـــــــــــه
فكان نموذجاً للصدق و الورع و الزهد و العبادة
مثالاً للتقوى و الطاعه لله و رسوله
و رغم هذا كان يبكى و يقول
( يا لتنى كنت رماداً تذروه الرياح )
يا اللـــــــــه
كان رضوان الله عليه مداوماً على العباده و رغم هذا لا ينقطع عنه الخوف من الله
...................
و كان أن سأل بعض الصحابه الرسول
( أننا حينما نكون عندك ترق قلوبنا و نزهد دنيانا فإذا خرجنا من عندك و لقينا اهلنا و ولدنا تبدل منا الحال )
فقال الله صلى الله عليه و سلم
( و الذى نفسى بيده لو تدومون على ما أنتم عليه عندى لصافحتم الملائكة عياناً ... و لكن ساعه و ساعه )
أى ان حالنا فى الدنيا متقلب فساعة كالملائكه و ساعة بصفات البشر
و ما إن سمع عمران بن حصين كلمات رسول الله و وقعت على مسامعه و تخللت فؤاده و استقرت فى قلبه
قرر ان تكون حياته كلها ساعه
من النجوى و التبتل و الملائكيه
اللـــــــــــــــــــــــــــــه
صار يستغرق فى العباده و كأنه ملك من الملائكه
...................
حينما أرسله عمر بن الخطاب ليفقه أهل البصرة و يعلمهم
صار أهلها يقدمون عليه و يحبون حديثه و الجلوس عنده و الاستماع اليه و التبرك به
حتى أن الحسن البصرى و إبن سيرين قالوا عنه حينها
( ما قدم البصرة من صحابة رسول الله من أحد يفضل عمران بن حصين )
يا سلاااااااااااااااام
الحق يفرض نفسه
و السلوك يفرض نفسه
.....................
عاصر احداث الفتنه الكبرى
و الخلاف بين على و معاويه
و رأى وقتها انها فتنه و تجنبها تماماً و التزم الحيده بل
و راح يحض الناس على عدم المشاركه فى تلك الحرب بين مسلمين
فهو يعز عليه ان يحارب مسلما
و طلب من الناس ان يلزموا المساجد
فإن دخلوا عليهم المساجد
فليلزم الناس بيوتهم
فإن دخلوا عليهم بيوتهم قاصدين البيت او المال فهنا تكون محاربتهم
...............................
هذا الانسان الملائكى
أراد مولاه ان يرفعه اليه فى ارقى الدرجات
فإبتلاه بمرضٍ عضال ما له دواء
عانى منه سيدنا عمران بن حصين
ثلاثون عاما
لاحول و لا قوة الا بالله
يا اللـــــــــــــــــــــــه
ثلاثون عام من ألم المرض و معاناته
فما ضجر و لا اشتكى و لا تأفف
بل كان صابراً شاكرا حامدا
اللــــــــــــــــــــــــــــه
و كأنه ايوب الصحابه
كلنا يعلم سيدنا ايوب عليه السلام
و مرضه الطووويل و صبره عليه
و هاهو بيننا من يتأسى بسيدنا أيوب
انه سيدنا عمران بن حصين
و طوال مرضه ما انقطع عن عبادته
قائماً جالسا راقدا
و كان هو الذى يهون على يراه و يتألم
و كان يقول
( أحب الاشياء الى نفسى أحبها الى الله )
و أوصى أهله حينما يدركه الموت
و بعد أن يعودوا من دفنه أن يذبحوا و ينحروا و أن يطعموا الناس
سبحانك يا رب
و كأن يوم موت عمران بن حصين يوم عيد و زفاف و فرح
و هو فعلاً هكذا فقد زفت روحه الملائكيه الى جنةٍ عرضها السموات و الارض
و إنا لنحسبه من أولئك المتقين الذين أُعدت الجنه من أجلهم
.....................
سلام الله عليك
يا سيدنا عمران بن حصين
و بلغ حبيبك محمدا منا السلام
عليه السلام
و رضوان الله عليك
.........................................
و الى لقاء جديد فى يومٍ جديد
و حدوته رمضانيه جديده
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
حالت شبكة الانترنت و التى تجمعنا خلال
هذا الشهر الكريم بصحابة الحبيب المصطفى صلوات الله و سلامه عليه
حالت أن نلتقى بالامس فقد كان الانترنت سيئاً
للغايه معى بالامس
و بمشيئة الله سنعوض الامس بالحديث اليوم
عن اثنان من صحابة الحبيب
و سنبدأ سوياً الان عن أولاهما
إنه ضيفٍ عزيزٍ غالى
أعطر شباب مكة
كوكب الشهداء
حلية الشهاده
ضيفنا اليوم شهيد أحد
مصعب الخير
(( سيدنا / مصعب بن عمير ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيدنا مصعب قبيل إسلامه كان معروفاً عنه أناقته و تعطره و تزينه فكان من شباب مكه الذين ينظر لهم بالبنان
أناقه ، تعطر ، حكمه ، منطق ، رجاحة عقل
فصار و كأنما هو أكبر من سنه بما يتمتع به من صفات أحببت فيه القلوب و العقول و الارواح
و كان من فضل الله عليه أن تخللت أنوار الاسلام قلبه
حيث بدأ فى التردد على الرسول و صحبه فى دار الارقم بن ابى الارقم
يسمع كلام الله يتلوه خير فمِ
يأنس برسول الله يتعلم منه و يتربى على يديه
الى ان أسلم
و لم يشأ ان يعلن اسلامه خشية من امه و كانت إمرأة شديده
خاف ان يغضبها
و لكن عيون مكه أبت إلا ان تعلن سره الى امه و التى رأته يقرأ كتاب الله بحبٍ و ثقه و يقين
فى غضاضة صوت و خشوع قلب
و ارتفعت يدها لتلطمه على وجهه
الا انها تراجعت فى اللحظة الاخيره لأمومتها له و للنور الذى يشع من وجهه
و هو فى الحضرة و المعية الالهيه
فقررت أن تحبسه فى ركن من البيت بمعزل
فلا يخرج من داره قط
الى ان غافل حراسه و أمه و هرب
و هاجر فيمن هاجروا الى الحبشة لينجو بنفسه و يهنأ بإسلامه
بعيداً عن قريش
و عاد لمكه بعد فتره
و حاولت أمه اثناء تلك الفتره إثنائه عن الاسلام الا انه رفض
محاولاتها بل و حاول قبل ان يودعها ان يجعلها تؤمن بالله و رسوله
و لكنها أبت
ثم هاجر من جديد للحبشة فى الهجرة الثانيه
و تحولت حياة الفتى المدلل المتعطر الانيق
الى حياة الزاهد القانع المحب لله و لرسوله و لإسلامه
حتى انه دخل ذات يوم على الرسول و صحبه بثوبٍ مرقع
فغضوا أبصارهم و أشفقوا عليه و منهم من ذرف الدموع
إلا أن الحبيب المحبوب محمدا
أطلقها كلمات تفسر الموقف و تجليه و تبينه و توضحه
فى درس انسانى بليغ
(( لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله ))
يا اللــــــــــــــه
كله يهون من اجل الله و رسوله
فأين نحن من هذا ؟؟؟!!!!!!!
يا رب
...................
** تبدلت حياته من الرفاهيه و البذخ و التعطر و التأنق
الى لبس خشن الثياب
و الأكل يوماً و الجوع أخر
الا انه كان هانئاً سعيداً راضيا
بما ترك من اجل الله و رسوله
** و بعد بيعة العقبه
كان لابد من سفير لرسول الله يتوجه الى المدينه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يفقه أهلها و يعلمهم و يهديهم الى دين الاسلام
و كان ينبغى بالطبع ان يكون هذا السفير خير السفراء
بعلمه و وفقهه و سلوكياته
و حياته التى تطبق عملياً كل ما أمر به ديننا الحنيف
و كان مصعب بن عمير اول سفراء الاسلام
حيث ارسله الحبيب محمد الى يثرب ( المدينه المنورة )
كتمهيد للحدث الاكبر و الاعظم
ألا و هو هجرة الحبيب محمد اليها
و أدى سفير الاسلام رسالته خير أداء
و من أجل هذا اشتاقت المدينه كلها لقدوم الحبيب
و تزينت و غنت و ابتهجت
عند قدومه
ياااااااااه
إذن فخروج اهل المدينة عن بكرة أبيهم بالغناء
( طلع البدر علينا ...... )
لم يأتى من فراغ
إنما بفضل حسن اختيار الحبيب لسفراءه
ثم لما قام به سيدنا مصعب من تربيه و تعليم و إعداد لأهل المدينه
بفضل علمه و اخلاقه و زهده و صفاته و شيمه الرائعه
مما ساهم فى دخولهم الاسلام تباعاً
اللـــــــــــــــــــه
............
و هذا الامر لم يكن بالامر اليسير فقد واجهته هناك العديد من الصعاب
فكان ذات مره أن جاءه ذات مرة
أسد بن خضير
شاهراً سيفه و كله غلظه حتى وجل و خاف كل الحضور
و طلب من مصعب ان يكف عما يدعوا الناس اليه اذا كان يريد ان يبقى حيا
و بكل هدوء و أدب و كياسة السفير
رد عليه
( أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره )
الله
بداية تجذب من امامه برقه
و هو ما نرجوه فى زمننا هذا
حسن الحوار
ان نحسن الادب مع من وافقنا الرأى و أن نكون أكثر أدباً مع من خالفنا الرأى
فالاسلوب فى الحوار من شأنه أن يزيل الفوارق و الدود
و أن يستقطب الاخر
فترك أسد بن خضير سيفه و جلس
...
و قرأ عليه مصعب الخير من كتاب الله ما قرأ
و من أحاديث رسول الله و من تعاليم الاسلام
فقال أسد بن خضير
( ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين )
فهلل و كبر الحاضرون
و أغتسل أسد و بدأ رحلة الاسلام
ياللــــــــــــــه
و نعم السفير يا مصعب
.............................................
و يهاجر الرسول الى المدينه و تنجح هجرته فى بناء الدولة الاسلاميه
و تحاول قريش وأدها فى غزوة بدر إلا أن ان قريشاً تنال فيها درساً كبيرا
و كانت محاولتها فى الثأر بغزوة أحد
و كانت بدايتها نصراً مؤزرا للمسلمين
الا ان الرماة خالفوا أمر رسول الله و تركوا الجبل بعد ما شاهدوا
انسحاب القريشيين
و كانت عودة قريش و هجومهم على المسلمين
و كان يحمل الرايه مصعب بن عمير و الذى قدم خلال غزوة أحد
نموذجاً للفداء و الجهاد
تحرك هنا و هناك يضرب و يقتل و يصرع
و يحاول ان يبعد انظار رجال قريش عن رسول الله
بأن يشغلهم بنفسه
و اخذ يزود عن رسول الله
يحول بين الاعداء و بين الرسول
فتشتد ضرباتهم له
و كان هو حامل راية الاسلام
فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها,
ومصعب يقول:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه
فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه ووقع مصعب, وسقط اللواء
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!
و بعدها بمدة تتنزل كلمات الله قرأناً يتلى
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..
يااللــــــــــه
رحمك الله يا مصعب
كان يجاهد ببساله حتى أخر رمق حتى يحول بين سيوف جحافل الكفر و بين رسول الله
رحلة فداء و إيمان
و بعد انتهاء المعركة جاء الرسول و صحبه يتفقدون ارض المعركه و ما إن رأى مصعب بكى بكاء مريراً و لم يجدوا لكفنه الا قطعه اذا ما غطت رأسه بدت قدماه
و اذا ما غطت قدماه بدت رأسه ............ يا سبحان الله
فاكرين عبد الرحمن بن عوف حينما كان يتذكر مصعب و يقول ان مصعب افضل منى و يذكر ما حدث معه حينما أرادوا تكفينه
ها هو ذا مصعب بن عمير ... ها هو ذا مصعب الخير
.........................
وعلى الرغم من أن أرض المعركة امتلأت بجثث أصحابه وأصدقائه الاطهار
على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..
أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي دفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. "ثم ها ذا شعث الرأس في بردة"..؟!
لا حول و لا قوة الا بالله
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيها الناس زوروهم , وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة, إلا ردوا عليه السلام"..
--
السلام عليك يا مصعب..
السلام عليك يا سفير الحبيب
و سلام منا بيديك الى الحبيب
و الى لقاء جديد و حدوته رمضانيه جديده
Herr.Omar
08-08-2011, 09:40 PM
تسلم يا استاذ سامي ربنا يجعله في ميزان حسناتك
khalooody
09-08-2011, 01:58 AM
جعله الله في ميزان حسناتك وزادك بها رفعة في الدنيا والاخرة
تسلم يا استاذ سامي ربنا يجعله في ميزان حسناتك
جعله الله في ميزان حسناتك وزادك بها رفعة في الدنيا والاخرة
جزاكم الله كل الخير و بارك في حضراتكم
و لنلتقى معاً بعد قليل مع صحابى جليل
و كأنه بيننا الان
نحتاج بالفعل سرد مشواره الان
نتعلم منه
نتأدب منه
نتأسى به
..........................
سأبدأ فى كتابة مشواره حالاً
و ما إن أتمه إلا و سيكون بين أيديكم
و أتمنى أن يقرأ كل الاعضاء سيرة
ضيفنا الليله
أحمد الرويني
10-08-2011, 01:33 AM
بارك فيك يا أستاذنا منتظرين خير الحديث
أحبابنا
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
فى سهره رمضانيه جديده تحيا بها قلوبنا
و ترتقى بها أرواحنا و تنعم بها نفوسنا
أحبابنا
...........
إنتباه
فكلنا اليوم فى حضرة صحابى جليل له مكانه جليلة فى التاريخ الاسلامى كله
تعلمت منه البشرية جمعاء
الحق و الصدق
و المعارضه للسلطان فى الحق و بالحق
و أداب تلك المعارضه
إنه مفجر الثورة
بل إنه مفجر الثورات الاول على السلاطين و الامراء
ممن غرتهم دنياهم و إستهواهم الكرسى و المنصب
إنتباه
فنحن نحتاج سيرته الان لنتعلم منها و نأخذ منها ما نسقطه على واقعنا اليوم
فينفعنا
إنتباه
فنحن أمام صحابى جليل
حدث ذات مرة ان كان الرسول متوجه لغزوة تبوك و طال عليهم الطريق
و بدأ الرجال فى التخلف رويداً رويداً
و أصحابه يقولون له :
يا رسول الله لقد تخلف فلان
فيقول لهم :
دعوه فإن يك فيه خير سيلحقه الله بكم ... و إن لم يكن فقد أراحكم الله منه
و تكرر القول مع كل تخلف لأحد الرجال
إلى أن أعيا الطريق راحلة( دابة ) صاحبنا الليله من شده جوعها و ظمأها و لم تقوى
على حمله و لا على المسير
و حاول معها و لم يستطع
و تخلف عن ركب الرسول
و قال الرسول ما قاله مع من قبله
و ترك رضوان الله عليه دابته و حمل متاعه و سار على الرمال ليحاول اللحاق بمحمد و صحبه
و فى الظهيرة وقف الحبيب محمد و صحبه ليستريحوا قبل ان يواصلوا المسير
و من على بعد يرون رجلاً يسير بمشقه و يعانى و يحاول
و هنا قال الحبيب محمدا
يا ليته يكون ..... أبا ذر
كن أبا ذر ... كن أبا ذر
و يصل الرجل أخيراً
و هو يصيح كعادته
يا رسول الله .. انه و الله أبا ذر ... أنا أبا ذر
اللــــــــــــــه
اتصال روحانى بين قلبيهما
فيفرح الرسول و يقول له
يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده
و رغم انه صلوات الله و سلامه عليه
قال عنه سيموت وحده
إلا انه و ذات مره قال لصحبه و منهم أبا ذر
( ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين )
و سبحان الله فى ترتيب الخالق للامور
و فى صدق ما أخبر به الرسول
إنتباه
فنحن اليوم فى حضرة
( سيدنا / أبا ذر الغفارى )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنحن اليوم فى حضرة صحابى لا يخاف فى الحق لومة لائم
لا يخشى الا الله
زعيم المعارضه الاول
إلا انه كان
عدو الثورات الاكبر
.......................................
قدم سيدنا أبا ذر الغفارى من قبيلة غفار الى رسول الله بمكه بعد ان سمع عن ما أوحى اليه
و كانت مكه تعج بأصنام الشرك و الضلال و يزروها الكثير ممن يحجون الى تلك الاصنام
و من ثم فطبيعياً أن ترى أغراب بمكه من حين لأخر
و لكن أن يأتى أحد من قبيلة بعيده من غفار ( و المشهورة بقطع الطرق على القوافل )
قاصداً الحبيب محمد و دعوته الجديده فهو الامر الجديد على مكه
و أعلن اسلامه بين يدى الحبيب بعد أن سمع ما تلاه الرسول عليه من أيات ربه
فكان خامس او سادس من دخل فى الاسلام
و أبا ذر كان لديه الاستعداد ذاتى للايمان بالله الواحد الاحد
حقاً ان الله يهدى من يشاء
فيسأل الرسول عما يأمره به فقال له الحبيب
إذهب الى قومك حتى يبلغك أمرى
فرد أبا ذر رداً عرف منه الحبيب طباعه القويه الحاسمه الحازمه
(( و الله لا اذهب قبل أن أصرخ بالاسلام فى المسجد ))
و قد كان و شهد بأنه لا اله الا الله و ان محمد رسول الله
و أستغرب اهل مكه من هذا الغريب و هو لا حسب و لا نسب و لا حول له و لا طول بمكه
و يقول هذا بعلو صوته
و كان نصيبه الضرب و الايذاء حتى أغمى عليه
الا ان العباس عم الرسول تدخل قائلاً
((
يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فعادوا الى رشدهم و صوابهم وتركوه. ))
و يعود أبا ذر الى قومه
و تمر السنون و يهاجر الرسول الى المدينه
و ذات يوم يأتيه موكب جليل كبير
من هؤلاء القوم
انها قبيلة غفار ( قطاع الطرق ) أسلمت على يد أبا ذر الغفارى بل و معها قبيلة أسلم
لقد غير أبا ذر مجرى حياتهم و بدلها بعون الله و مدده
فقال الرسول لهم بترحاب
غفار غفر الله لها ..... و أسلم سالمها الله
يا اللــــــــــــــــه
ألم أقل انتباه يا أحباب
لعلكم بدأتم تستشعرون لماذا قلت لحضراتكم
انتباه
و أمام من سنقف سوياً بكل تأدب و احترام
.................
و كان الحبيب المصطفى يقول عنه
" ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"
نعم
صدق الظاهر و الباطن
لا نفاق و لا خداع و لا مغالطه
و الصدق عنده قولا ... فلا صدق صامت عن سيدنا أبا ذر
كلا يجهر بقول الحق و ليكن ما يكون
و أراد الرسول أن يعلمه و أن يهذب هذا السلوك الثورى فى صفاته رضوان الله عليه
فكان هذا الحوار
ألقى الرسول يوما هذا السؤال:
" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء"..؟
فأجاب قائلا:
"اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي".
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام :
"أفلا أدلك على خير من ذلك..؟
اصبر حتى تلقاني".
يا اللــــــــــــــــــــــــه
و كأن الحبيب يعلم من طبيعة صاحبه القضية التى سيحيا من أجلها و يموت عليها و أراد أن يعلمه دون غيره
كيف يتصرف و يعالج الامور
و إن كان نهاه عن حمل السلاح الا انه لم ينهه عن قول الحق بسلاح لسانه البتار
انها قضيه
السلطه و المال و مغرياتهما
و متابعة الحكام و مراجعتهم و تصويب اخطاءهم
و مرت سنوات الرسول و أبا بكر و عمر و ليس بها ما يخالف فكر و منطق أبا ذر
فلم يقع أحد ولاة أمور المسلمين فريسة للسلطه و لا للمال
و لا لم يغير طبيعة أحد منهم لا مال و لا سلطه
و لم يعتريهم ما يعترى غيرهم نشوة بالسلطه و لا فرحاً بالمال
بل كان الزهد فى كل ذلك مع توزيع عادل للمال
رغم الفتوح الاسلاميه و اتساع رقعة الدوله الا ان كل الولاه كانوا يتعاملون
و هم يعلمون ان خليفة المسلمين يراقبهم و من قبله فهم فى رقابة الله عز و جل
فكانوا فى خشية دوماً
و كانت العدالة الاجتماعيه و التى تحول بين الناس و بين الثورات
......
و تبدلت الاحوال بعد ذلك
فظهرت الطبيعة الثوريه لسيدنا أبا ذر
عندما هبت رياح المال على السلطه
و ظهرت أمارات الثراء على الامراء و تغيرت طبيعة
من كانوا منذ مدة يتميزون بالزهد و الورع
ياااااااه
و كان يردد بين الناس دوماً
بشّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة
كلمات كان يرددها فى كل مكان
امام الكبير و الصغير
امام الولاه و الامراء و الاثرياء
بلا خوف و لا وجل و لا تردد و لا مواربه
و صار أبا ذر حديث الفقراء و المستضعفين و زعيمهم الروحى
و توجه الى معاويه بن أبا سفيان فى قصره يواجهه بل يحاسبه بقوة و ثبات
و كانت بينهما مناظرة رائعه بهذا الصدد
كانت الغلبه فيها لصوت الحق لسيدنا أبا ذر
.....................
و كان يصرخ فى الفقراء
عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الانس شاهرا سيفه
إلا أن يتذكر رسول الله و ما قاله له
ثم يذكر وصية رسول الله أن يضع الأناة مكان الانقلاب، والكلمة الشجاعة مكان السيف..
فيترك لغة الحرب هذه ويعود الى لغة المنطق والاقناع،
فيعلم الناس جميعا أنهم جميعا سواسية كأسنان المشط.. وأنهم جميعا شركاء في الرزق..
وأنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى..
وأن أمير القوم ووليهم، هو أول من يجوع اذا جاعوا، وآخر من شبع اذا شبعوا..
لقد قرر أن يخلق بكلماته وشجاعته رأيا عامّا فى كل بلاد الاسلام
يكون له من الفطنة والمناعة، والقوة ما يجعله شكيمة لأمرائه وأغنيائه،
وما يحول دون ظهور طبقات مستغلة للحكم، أو محتكرة للثروة.
اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
انه واقعنا اليوم
سبحان الله فلنتعلم من دروس الماضى
..............
و أرسل معاويه الى الخليفه عثمان بن عفان يشكو أبا ذر له
و أنه سيؤلب الناس و سيفسد الرعيه
رغم ان أبا ذر ما دعى يوماً لحمل سلاح ضد الحكام
و لو دعى لإستجاب لدعوته الكثير
...................
و إستدعى سيدنا عثمان بن عفان
سيدنا أبا ذر الى المدينه الى جواره
و ودعت دمشق أبا ذر بل ودعه الشام كله وداعاً لا يُنسى
و وصل الى الخليفة عثمان
الذى عرض عليه ما عرض
فقال له أبا ذر
( ليس بى حاجة الى دنياكم )
و طلب من الخليفه أن يأذن له فى التوجه الى مكان يسمى الربذه
.................
و خلا بنفسه و ربه هناك
و ما زال على معارضته للخليفه الا انه ما زال حافظاً لوصية الرسول الاعظم
و أتاه الناس من كل صوب
يؤيدونه و يطلبون ان يرفع راية الثورة ضد عثمان
و لكنه ما كان ليجعل دعوته سبباً لإشباع رغبة هواة الفتنه
و كان رده حاسماً كعادته
والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي.."
" ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي..
" ولو ردّني الى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي"..
اللـــــــــــــــــــــــــــــه
اللــــــــــــــه
يا أبا ذر
..................
و رغم هذا كان ذات مرة
قابل أبا هريره فإحتضنه ابا هريره
فإذا بأبا ذر يقول له
إليك عني.. ألست الذي وليت الامارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا
ان أبا ذر
يأبى إلا أن يتصف بما كان عليه الرسول و أبا بكر و عمر
و عاش ما عاش وحيداً فى الصحراء مع زوجته فى معزل عن الناس
محققاً حديث رسول الله
أتتذكرونه
الذى قلناه فى بداية الحديث
يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده
الى أن تحل عليه نسمات الموت و لقاء مولاه
و تبكى زوجته
أهكذا تموت وحيداً فريداً يا أبا ذر
أهكذا نهايتك يا صحب الرسول
أهكذا يا من أسلمت على يديك غفار و أسلم
و تبكى و تبكى
و هى لا تجد ما ستكفنه به
ياللــــــــــــــــــــــه
فيقول لها مهوناً عليها
لا تخافى سيشهد وفاتى عصابة من المؤمنين فقد قالها رسول الله ذات مرة لى و لبعض صحابته كانوا معنا
ليموتن رجل منكم بفلاه . أى بصحراء .. تشهده عصابةٌ من المؤمنين
و كل من كان معنا مات فى قريه او فى جماعه و لم يتبقى الا انا
و هأنذا فى صحراء و لن أموت إلا و جماعه من المؤمنين حولى
فلا تخافى
اللـــــــــــــــــــــه
ما كذب رسول الله و لا كذبت
و هو ما قد كان
مات و امرأته بجواره تبكى وحيده إلا و قافله من المؤمنين تقترب على رأسها
عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله
و ما أن رأى جثمانه الطاهر الا و بكى
و قال قول رسول الله فيه
يرحم الله أبا ذر ... يمشى وحده ... و يموت وحده ... و يبعث وحده
و غسلوه و كفنوه و صلوا عليه و دفنوه وحيداً فى مكانه ليبعث وحيدا
صدقت يا سيدى يا رسول الله
.................................................. ......
و انتقلت روح الثائر الاعظم
و مهذب الثوار
سيدنا ابا ذر الغفارى
الى بارئها
راضية مرضية ان شاء الله تعالى
..................................................
و نختم وقوفنا امامه اليوم
بقول سيدنا على ابن ابى طالب عنه
"لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر"..!!
عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..
عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..
عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..
يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا، ويقول لمانعيه:
" والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها"..!!
ويا ليت المسلمين استمعوا يومئذ لقوله ونصحه..
اذن لما ماتت في مهدها تلك الفتن التي تفقم فيما بعد أمرها واستفحل خطرها، وعرّضت المجتمع والاسلام لأخطار، ما كان أقساها من أخطار.
..................
سيدنا / أبا ذر
كما دخلنا عليك بأدب
فلتأذن لنا بالانصراف عنك بأدب
سلام الله عليك و رحمته و بركاته
يا معلمنا
و أقرئ حبيبك منا السلام
سيدى أبا ذر
كلما حاولت الكتابه اليوم
عن صحابى جديد
توقفت
قد يكون
لإعطاء المزيد من الوقت للمزيد من الاحباب
لقراءة سيرتك يا سيدى
و قد يكون لأن يدى لا تقوى على الكتابة
عن غيرك بعدك
بعدما أسالت لحظاتك الاخيره بالدنيا
دموعى بالامس حتى انى لم اقوى على استكمال
قراءة سيرتك لأولادى و والدتهم
كم أثرت فىَ يا سيدى
بل أجهدتنى بالفعل بالامس و اليوم
و أنا اتصفح سيرتك مرة تلو الاخرى
بل انك تجهد كل من يأتى بعدك من مسلمين
فمن يمكنه ان يكون مثلك
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان شاء الله نلتقى باكر مع صحابى جديد
مع لقاء جديد
و صحابى من صحابة الحبيب
نتشرف بأن نتعرف عليهم و على ما قدموه
ليصل الدين إلينا على طبق من ذهب
قدموا الكثير و الكثير من التضحيات
........................
اليوم
مع سليل العائلة التى
بايعت الرسول و أسلمت على يديه
اليوم مع شهيد غالى
اليوم مع ضحية
الغدر و الخيانه و إنعدام المروءة
اليوم مع
(( سيدنا / حبيب بن زيد ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيعة العقبة الثانية قدم الى الحبيب محمد سبعون رجلا وسيدتان من أهل المدينةلمبايعته
و قد كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم رضي الله عنهما من السبعين رجلاً ..
وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتان اللتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أم السيدة الثانية فكانت خالته..!!
يا اللـــــــــه
فعائلة ضيفنا الليله كلها أسلمت و بايعت الرسول
الاب و الام و الخاله بالاضافة اليه و هو الابن
هو اذن مؤمن عريق جرى الايمان في عائلته مجرى الدم بالعروق
** ولقد عاش الى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة،
ولا يقعد عن واجب..
**
*** وذات يوم شهد جنوب الجزيرة العربية كذابين عاتيين يدّعيان النبوة ويسوقان الناس الى الضلال..
خرج أحدهما بصنعاء،
وهو الأسود بن كعب العنسي..
وخرج الثاني باليمامة،
وهو مسيلمة الكذاب..
فقد بدأت تهل أكاذيب الكذابين
وراح الكذابان يحرّضان الناس على المؤمنين الذين استجابوا لله، وللرسول في قبائلهما،
ويحرّضان على مبعوثي رسول الله الى تلك الديار..
وأكثر من هذا، راحا يشوّشان على النبوة نفسها، ويعيثان في الأرض فسادا وضلالا..
**
*** وفوجئ الرسول يوما بمبعوث بعثه مسيلمة يحمل منه كتابا يقول فيه
"من مسيلمة رسول الله، الى محمد رسول الله.. سلام عليك.. أم بعد، فاني قد أُشركت في الأمر معك، وان لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها، ولكنّ قريشا قوم يعتدون"
ودعا رسول الله أحد أصحابه ، وأملى عليه خطاب رد على مسيلمة:
" بسم الله الرحمن الرحيم..
من محمد رسول الله، الى مسيلمة الكذاب.
السلام على من اتبع الهدى..
أما بعد، فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين"
وحمل مبعوث مسيلمة رد الرسول عليه السلام الى مسيلمة الذي ازداد ضلالا واضلالا..
**
ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه
وازداد أذاه للمؤمنين وتحريضه عليهم
فرأى الرسول أن يبعث اليه رسالة ينهاه فيها عن حماقاته..
ووقع اختيارالحبيب محمدا على
حبيب بن زيد
ليحمله الرسالة الى مسيلمة..
وسافر حبيب مؤدياً مهمته الجليلة التي ندبه اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحاً بها و ممنّيا نفسه بأن يهتدي الى الحق، قلب مسيلمة فيذهب حبيب بعظيم الأجر والمثوبة.
**
وبلغ المسافر غايته..
و وصل حبيب الى مسيلمه فما إزداد ألا غضبا و حنقا
و كانت المأساه الكبرى
!!!!!!!!
كانت لدى العرب مروءة و شهامه
لا تتيح لهم أن يؤذوا حامل رساله أو يقتلوه
و لكن مسيلمه الكذاب كان متجردا من كل مروءة و من أى شهامه بل و أى رجوله
**
جمع الكذاب مسيلمة قومه، وناداهم الى يوم من أيامه المشهودة..
وجيء بمبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبيب بن زيد،
يحمل آثار تعذيب شديد أنزله به المجرمون، مؤملين أن يسلبوا شجاعة روحه،
فيبدو امام الجميع متخاذلا مستسلما، مسارعا الى الايمان بمسيلمة حين يدعى الى هذا الايمان أمام الناس..
وبهذا يحقق الكذاب الفاشل معجزة موهومة أمام المخدوعين به..
لا حول و لا قوة الا بالله
**
قال مسيلمة لـ حبيب:
" أتشهد أن محمدا رسول الله..؟
وقال حبيب:
نعم أشهد أن محمدا رسول الله.
وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة وعاد يسألأ:
وتشهد أني رسول الله..؟؟
وأجاب حبيب في سخرية قاتلة:
اني لا أسمع شيئا..!!
وتحوّلت صفرة الخزي على وجه مسيلمة الى سواد حاقد مخبول..
لقد فشلت خطته، ولم يجدى تعذيبه،
وتلقى أمام الذين جمعهم ليشهدوا معجزته.. تلقى لطمة قوية أسقطت هيبته الكاذبة في الوحل..
هنالك هاج كالثور المذبوح، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد سيدنا / حبيب بسنّ سيفه..
ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة، وبضعة بضعة، وعضوا عضوا..
و لا حول و لا قوة الا بالله
والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها اسلامه و يعلنه للسماء :
" لا اله الا الله محمد رسول الله"..
**
لو أن سيدنا / حبيب أنقذ حياته يومئذ بشيء من المسايرة الظاهرة لمسيلمة،
طاويا على الايمان صدره، لما نقض إيمانه شيئا، ولا أصاب إسلامه سوء..
فالله أعلم بالنوايا
ولكن الرجل الذي شهد مع أبيه، وأمه، وخالته، بيعة العقبة،
والذي حمل منذ تلك اللحظات الحاسمة المباركة مسؤولية بيعته وايمانه كاملة غير منقوصة،
ما كان له أن يوازن لحظة بين حياته ومبدئه..
ومن ثمّ لم يكن أمامه لكي يربح حياته كلها مثل هذه الفرصة الفريدة التي تمثلت فيها قصة ايمانه كلها..
ثبات، وعظمة، وبطولة، وتضحية، واستشهاد في سبيل الهدى والحق
**
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأ استشهاد مبعوثه الكريم،
فحزن عليه حزناً كبيرا
و صبر الحبيب محمد
أما نسيبة بنت كعب أم حبيب فقد ضغطت على أسنانها طويلا،
ثم أطلقت يمينا مبررا لتثأرن لولدها من مسيلمة ذاته، ولتغوصنّ في لحمه الخبيث برمحها وسيفها..
وكأن القدر الذي يرمق آنئذ جزعها وصبرها وجلدها فى ذات الوقت
، يبدي اعجابا كبيرا بها، ويقرر في نفس الوقت أن يقف بجوارها حتى تبرّ بيمينها..!!
ودارت من الزمان دورة قصيرة..
جاءت على أثرها الموقعة الخالدة،
موقعة اليمامة
وجهّز أبو بكر الصدّيق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الاسلام الذاهب الى اليمامة حيث أعدّ مسيلمة أضخم جيش..
وخرجت نسيبة أم حبيب مع الجيش..
وألقت بنفسها في خضمّ المعركة، في يمناها سيف، وفي يسراها رمح، ولسانها لا يكفّ عن الصياح:
" أين عدوّ الله مسيلمة".؟؟
ولما قتل مسيلمة، وسقط أتباعه كالعهن المنفوش، وارتفعت رايات الاسلام عزيزة ظافرة..
وقفت نسيبة وقد ملىء جسدها الجليل، القوي بجراح و طعنات القتال
بعد أن شاء لها الله أن تشهد ثأر ابنها من هذا الكذاب
الان فقط تستطيع أن تستريح أم حبيب
و أن يستريح بطلنا لهذه الليله
ليس للثأر ممن عذبوه عذاباً لا يطاق
و لكن لأن الله أثبت قيوميته
و أهلك من أدعى كذباً أنه لرسول الله
............
رحمك الله يا سيدنا حبيب
و سلامٌ متصل بين قلوب الأمة التى ترنو لمن هم على شاكلتك
و بين قلبك الغالى النفيس
سلام على روحك الطاهره
و أقرئ حبيبك محمدا منا السلام
(http://www.jaralqamr.net/men_prophet/print.php?start=42)
فى لقاء جديد
نحيا سوياً بالأنس فى رحاب
صحابى جليل
إنه أمين الامه
كما قال عنه الحبيب المصطفى
إنه أمير الامراء
و لما لا
؟؟
و قد كان أميراً على جيش به أبا بكر و عمر
قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب
( لو كنت متمنياً لتمنيت بيتاً مملوء برجال من أمثال ..... )
من أمثال أبى عبيده
نحن اليوم سنكون ضيوفاً على
(( سيدنا / أبو عبيده بن الجراح ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هو من أوائل من دخلوا الاسلام حيث أسلم على يد سيدنا ابى بكر و هاجر الى الحبشة مرتين
و عاد منها ليبدأ رحلة نضال و جهاد مع الحبيب محمد فى غزواته
فى بدر و أحد و غيرها و هكذا كان حاله مع ابى بكر و عمر بن الخطاب
زاهد .. قوى .. أمين .. تقى .. بذل .. تضحيه .. فداء
.............
قال عنه الرسول
( لكل أمةٍ أمينا و أمين هذه الامه أبو عبيده بن الجراح )
اللـــــــه
يا لها من شهاده و يا لها من مكانه و يا لها من مسئوليه
و قال عنه ابن الخطاب و هو يلفظ انفاسه الاخيرة مودعاً دنياه و مستقبلاً أخراه
( لو كان أبو عبيده حياً لإستخلفته فإن سألنى ربى عنه قلت : استخلفت أمين الله و أمين رسوله )
يا سلاااام
.........................
سيدنا ابو عبيده
قيل عنه انه أثرم ( أى ينطق السين ثاء بسبب كسر ثنيتين له )
و لهذا الامر قصه
ففى غزوة أحد أستشعر ابو عبيده ان المشركين هدفهم بخلاف الثأر من المسلمين
من هزيمة بدر
لهم هدف اخر و هو اغتيال الحبيب محمد صلوات الله و سلامه عليه
و لذا كان ابو عبيده يقاتل و عينيه لا تفارق الرسول
و كلما وجد خطراً يقترب منه شق الارض ليصل اليه و يحميه
و بينما كان ابو عبيده يقاتل مجموعة من المشركين
فإذا به يرى سهماً مشرك ينطلق ليصيب وجه الحبيب المصطفى
يا حبيبى يا رسول الله
فإنطلق ابو عبيده يضرب من يحيطون به بلا هواده يمنةً و يسرى حتى
تفرقوا عنه و طار الى الرسول
و كان ابو بكر فى ذات التوقيت ينطلق نحو محمد هو الاخر و لكن أبو عبيده كان الاسرع
و وصل الى الحبيب محمد ليمسح الدم من على من على وجهه الشريف
و هو يقول
( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم و هو يدعهم الى ربهم ؟؟؟ )
و وجد أبو عبيده ان حلقتين من مغفر رسول الله الذى كان يلبسه على رأسه فى القتال قد دخلا
فى وجنتى الرسول فمسك الحلقه الاولى بأسنانه و نزعها فسقطت من اسنانه ثنيه
ثم أقبض على الحلقه الثانيه بأسنانه و نزعها فسقطت منه ثنيه اخرى فأثر ذلك على حديثه
و صار أثرم من تلك الواقعه
....
أحب الحبيب محمد أبا عبيده كثيراً و أرسله الى اليمن مع وفد جاء الى الحبيب
طالباً ان يرسل معهم من يعلمهم و يفقههم و يفصل بينهم
فقال لهم الحبيب محمد امام جمع من اصحابه
( سأرسل معكم رجلاً أميناً ... حق ٌ أمين ... حقٌ أمين ... حقٌ أمين )
و تمنى كل الصحابه ان يكون هو هذا الامين
حتى ان عمر بن الخطاب قال عن هذا اليوم
( لقد كنت أتطاول فى جلستى حتى يرانى محمد و اكون انا هذا الامين )
الا ان الرسول اختار يومها أبا عبيده
طالباً منه أن يذهب معهم و ان يقضى بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه
اللـــــــــــــــــــــــه
انها الثقه الغاليه من رسول الله
..................
و هكذا كانت حياة أبو عبيده مع الرسول الاعظم
و مع خلفائه من بعده أبا بكر و عمر
خادماً للدعوه و رافعاً راية الاسلام بلا غرض و لا هوى
و كيف لا
؟؟؟؟؟
و هو يوم أن كان فى جيش يقاتل تحت إمرة خالد بن الوليد
و عندما تولى عمر الخلافة
ارسل للجيش بأمر من الخليفه بأن يتولى إمارة الجيش
ابو عبيده مكان خالد
و لكن ابو عبيده استقبل مبعوث سيدنا عمر و كتم الخبر تماماً حتى انتهى القتال
و أتم خالد فتحه العسكرى فتقدم اليه
بأدب
ليسلمه رسالة خليفة المؤمنين
فتعجب خالد
( و لماذا لم تخبرنى )
فقال له ابو عبيده
( كرهت ان أكسر عليك حربك ... و ما سلطان الدنيا نريد ... و لا للدنيا نعمل .. و كلنا فى الله اخوة )
اللــــــــــــــــــــــــــــــــــه
و الله كم نحتاج تدبر هذه الكلمات الان
كم تحتاج منا الامه ان نكون هكذا الان
يا اللــــــــــــه
......................
و صار أبا عبيده أمير أمراء الشام
فما زاده ذلك إلا تواضعاً و قربا من الله و زهداً فى الدنيا
فلم تغير منه الامارة من شئ
و هو ما رفع من قدره عند خليفة المسلمين عمر
.....................
و هكذا كانت حياته عامرة بكل ما يرفع قدر صاحبها
رضوان الله عليه
حتى إختاره الله الى جواره و الى جوار النبيين و الصديقين و الابرار
ان شاء الله
انتقل الى ربه ليدفن بالشام
و تحديداً بالاردن
تلك الارض التى طهرها من الفرس و الرومان
و وصل خبر وفاته الى سيدنا عمر فبكى عليه ما بكىو ترحم عليه و قال
( لو كنت متمنياً لتمنيت بيتاً مملوء برجال من أمثال أبا عبيده )
..................
رحمك الله يا أمين الامه
رحمك الله يا أمير الامراء
و سلامٌ لا حد له و لا انتهاء
من قلوبٍ أحبتك الى قلبك الطاهر
و بلغ حبيبك منا السلام
..................
و الى لقاء مع حدوته رمضانيه جديده
إن كان فى العمر بقيه
أحمد الرويني
16-08-2011, 02:37 AM
الله عليك يا أستاذ سامي جزاك الله كل خير و جعل ذلك العمل في ميزان حسناتك
نعاود اليوم معاً رحلتنا مع أحباب الحبيب
........
مع صحابى جليل
من أولئك الذين لا يستهويهم منصب و لا جاه
لا يتطلعون الى جاهٍ و لا سلطان
مع إنهم الاولى بالمناصب و الجاه و السلطان
مع إنهم الاجدر على حمل أمانتها
إلا إنهم للعطاء بدون مقابل نذروا دنياهم
و على طريق الزهد سارت حياتهم
مع القائل
( غداً سترون الحكام من بعدى )
!!!!!!!!
اليوم سنكون ضيوفاً على سابع من هداه الله للاسلام
مع
سابع من اسلم
اليوم مع رامى السهام الفذ فى غزوات الرسول لرفع راية الاسلام
اليوم نحن بصحبة
( سيدنا / عتبه بن غزوان )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسلم عتبه فى اوائل ايام الاسلام و تحمل ما تحمل من صنوف العذاب مع المسلمين الاوائل
و كان ممن هاجروا الى الحبشه ثم عاد و استقر بجوار الحبيب الى ان هاجر مع المسلمين الى المدينه
ليكون خادماً من خدام الاسلام
و رافعاً لرايته بوهد و ورع ببطوله و إقدام
بين الناس
بخلقه و صفاته و سلوكه
و فى الغزوات
بسيفه و رمحه و نباله
و كانت له مع الرسول صولات و جولات فى غزوات الحبيب
و استمر هكذا بعد وفاته مع خلفائه الاطهار
ارسله سيدنا عمر بن الخطاب لفتح الابله ( البصرة حالياً )
ليطهر أرضها من الفرس
و ودعه عمر قائلاً
( انطبق انت و من معك ...حتى تأتوا اقصى بلاد العرب و ادنى بلاد العجم .. و سر على بركة الله و يمنه
و إدع الى الله من أجابك .... و من أبى فالجزيه ... و إلا فالسيف .... كابد العدو ... و اتق الله ربك )
اللــــــــــــــــــــــه
و اتق الله ربك .... ختم بها عمر وصيته لسيدنا عتبه
و تقدم عتبه قواته و هو يقول
الله اكبر .... صدق وعده
و قد كان ..... و قد كان
فقد أذاق هو و جنوده بمددٍ من الله جيش الفرس صنوف الهوان
و حرروا الابله و اطلقوا عليها اسم البصرة
............
و أراد العوده الى المدينه هروباً من الامارة و الولايه
لكن عمر بن الخطال استبقاه هناك ... أمره بالبقاء أميراً هناك
و ظل فيهم ما ظل يصلى بالناس و يفقههم و يحكم بينهم
و يطبق فيهم مبادئ دينه و سنه الرسول الاعظم
و كان يقول لأهل البصرة
( لقد كنت سابع سبعه مع رسول الله و ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا )
يا اللــــــــــــــــه
فما بالنا اليوم
و أمامنا من صنوف نعم الله ما لا يعد و لا يحصى
و كان يقول لهم
( رزقت يوماً ببرده فشققتها نصفين ... .. اعطيت نصفها لسعد بن مالك .. و النصف الثانى لبسته )
يا سلااااام
يؤثرون على انفسهم
ألا نتعلم من هؤلاء الكوكبه الاطهار
............
هكذا كان يعظ الناس
و كانوا كثيراً ما يحاولون ان يغير من طبيعة الزهد التى تملكت حياته
فهو أمير و للامارة حه و زهوه
و كما نقول الان ( برستيج )
الا انه كان يقول
( انى اعوذ بالله ان اكون فى دنياكم عظيماً و عند الله صغيرا )
فكان صارماً جاداً فيما اتخذ من نهج مما سبب ضيقاً للرعيه
فقال لهم
( غداً سترون الحكام من بعدى )
يا اللــــــــــــــه
و كأن كلامه ليس بالموجه لأهل البصرة
بل لنا الان
و فى زماننا هذا
...............................
و يأتى موسم الحج
و يتوجه لأداء الفريضه و ما إن فرغ منها
إلا و طلب من عمر ان يبقى هنا و أن يعفيه من الامارة
و لكن و لأن عمر ينتقى الامراء
و سيدنا عتبه بن غزوان تتوافر به كل الصفات التى يبغيها عمر فى امرائه
من زهد و صدق و ورع و تقوى
رفض طلب عتبه
فما كان من عتبه الا ان ركب راحلته ليعود الى البصرة من جديد
و قلبه لا يريد الامارة
الناس تبحث عن السلطان
و هو يفر منه
الناس تبحث عن السلطه
و هو يهرب منها
من حملها و من امانتها و من مسئوليتها
فى وقت بدأت تتغير فيه القلوب
و تتبدل فيه الصفات
يا اللـــــــــــــــــه
و قبل ان يركب سيدنا عتبه راحلته رفع يده الى السماء
و دعى ربه ألا يرده الى البصرة و لا إلى الامارة أبدا
و استجاب رافع السماء بلا عمد
الى دعائه
فقد أدركه الموت و هو فى طريقه الى البصره
و صعدت روحه الطاهره الى بارئها
معلنةً أن الله لا يخيب رجاء عبده أبدا
سبحانه
فتحت ابواب السماء لتستقبل روح عتبه بعد حياةٍ من الكفاح و البذل و العطاء و الجود
من الزهد و العفاف و الطهر و النقاء
هنيئاً لك يا سيدى ما أعده الله لك
سلام متصل منا الي حضرتك
و أقرئ الحبيب محمد منا السلام
معاذ عودات
20-08-2011, 11:09 PM
اللهم صلي على سيدنا محمد
استمتعت كثيرا في هذا الموضوع
موضوع مفييييد جدا عمي سامي
شكرا لك
يرفع للمطالعة خلال ايام و ليالى الشهر الكريم فمنا اخوة و اعضاء جدد لم يطالعوا معنا هذه الصفحات خلال العام الماضى
و كل عام و حضراتكم بكل الخير
mohaa12
21-07-2012, 04:47 AM
كل عام انتم بخير