lamo
05-10-2011, 08:17 PM
اليورو في خطر
الاربعاء, 05 أكتوبر 2011
الانخفاض الذي شهده اليورو منذ بداية الاسبوع بالنسبة الى الدولار (العملة الاولى في العالم)، يطرح اسئلة عن قدرة الاتحاد الاوروبي على الحفاظ على الوحدة المالية، التي كانت النجاحَ الكبير في بناء الاتحاد الاوروبي. كبار المسؤولين الاوروبيين مقتنعون الآن انه ينبغي انقاذ اليورو، رغم انها مهمة معقدة، وهناك بعض الاصوات الاوروبية التي تقول ان سعي الدول الاوروبية الى مساعدة اليونان تأخر.
عدد من المسؤولين وبعض الاوساط المالية والاقتصادية في اوروبا يعتبرون انه كانت هناك رغبة في الاوساط المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة في إطلاق الازمة، كي يزول اليورو والاتحاد الأوروبي ولا تكون هناك عملة منافسة للدولار لاستيعاب فائضات الصين واليابان. إلا ان الاوساط السياسية في الولايات المتحدة رأت ان احتمال زوال اليورو يؤدي الى أزمة أعمق مع انهيار كبير في اقتصاد العالم. ولكن، رغم نية قوية من الدولتين الأساسيتين في اقتصاد اوروبا، أي ألمانيا وفرنسا، لإنقاذ الوضع في اليونان، تعطي الدول الأوروبية الانطباع بأنها تريد المساعدة ولكن بتردد، وهذا ظهر في اجتماع وزراء مال أوروبا في لوكسمبورغ يومَ الإثنين، اذ لم يتم اتخاذ القرار بضخ المزيد من الاموال لمساعدة اليونان في مواجهة دينها الباهظ، ففي 21 تموز (يوليو) الماضي، وافق الاتحاد الاوروبي على خطة انقاذ اليونان، ولكن ثلاثة برلمانات اوروبية (هولندا وسلوفاكيا ومالطا) لم توقّع حتى اليوم على الاتفاق، وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الامانية أنغيلا مركل ان يتم التوقيع بأسرع وقت وقبل القمة الاوروبية المقبلة في 17 تشرين الاول (اكتوبر) و18 منه. وبعد ذلك، يمكن ان تطلق سريعاً الخطة الثانية لمساعدة اليونان بـ 160 بليون يورو. الا ان الخطة الاولى لا تزال تشهد تعثراً، إذ إن الدائنين العالميين لليونان، منهم المانيا، غير مرتاحين الى تأخر اثينا في الخصخصة والاصلاح. وهذا ايضاً أرجأ إقرار جزء من المساعدة المقبلة والبالغة 8 بلايين يورو، فهذه المشكلة الصعبة، والقلق من العدوى في دول اوروبية اخرى، تضع ضغطاً قوياً على قيمة اليورو التي تنخفض، إلا أن انخفاض قيمة اليورو هي لمصلحة الدول الاوروبية الصناعية، مثل المانيا وفرنسا وايطاليا، لان صادراتها تصبح ذات قدرة تنافسية اقوى بالنسبة الى الولايات المتحدة والدولار. الخوف هو من خروج دول اوروبية معينة من منطقة اليورو، لان ذلك قد يؤدي الى تفكيك بناء الوحدة المالية الاوروبية التي بدأت في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والمستشار الالماني هلموت كول ورئيس المفوضية الاوروبية آنذاك جاك دولور.
إذا عجز الاتحاد الاوروبي عن انقاذ اليونان، سيعني ذلك نهاية بناء الاتحاد الاوروبي، لان الدول الاوروبية تتخلى عندئذ عن التزاماتها ومشاريعها المشتركة. وتكمن اهمية الدور الفرنسي والالماني في الاتحاد الاوروبي، في ان كلاهما يمثلان 50 في المئة من الناتج الوطني الخام للدول الاوروبية، فاذا تم الاتفاق بينهما حول موضوع معين يصبح خيار باقي دول الاتحاد التبعية واللحاق بهما. ومصلحة المانيا هي مساعدة اليونان، لان الاتحاد الاوروبي مهم لالمانيا، لانه السوق الاول لصادراتها ولان الدستور الالماني ينص على ان توحيد المانيا يتم تحت مظلة اوروبية، اي في حال بدأت المانيا تنفصل عن اوروبا فقد تعود لتقلق وتخوِّف جيرانها من احتمالات غير مرغوب بها، فمصلحة ألمانيا البسيكولوجية والاقتصادية تكمن في إنقاذ اوروبا ومنطقة اليورو مع فرنسا. لا شك في ان الازمة المالية والاقتصادية التي تشهدها اوروبا حالياً تجعل موقع اليورو في خطر، لكن الدولتين النافذتين في الاتحاد لن تتركاه يتفكك، لأن ذلك ليس لمصلحتها.
الاربعاء, 05 أكتوبر 2011
الانخفاض الذي شهده اليورو منذ بداية الاسبوع بالنسبة الى الدولار (العملة الاولى في العالم)، يطرح اسئلة عن قدرة الاتحاد الاوروبي على الحفاظ على الوحدة المالية، التي كانت النجاحَ الكبير في بناء الاتحاد الاوروبي. كبار المسؤولين الاوروبيين مقتنعون الآن انه ينبغي انقاذ اليورو، رغم انها مهمة معقدة، وهناك بعض الاصوات الاوروبية التي تقول ان سعي الدول الاوروبية الى مساعدة اليونان تأخر.
عدد من المسؤولين وبعض الاوساط المالية والاقتصادية في اوروبا يعتبرون انه كانت هناك رغبة في الاوساط المالية والاقتصادية في الولايات المتحدة في إطلاق الازمة، كي يزول اليورو والاتحاد الأوروبي ولا تكون هناك عملة منافسة للدولار لاستيعاب فائضات الصين واليابان. إلا ان الاوساط السياسية في الولايات المتحدة رأت ان احتمال زوال اليورو يؤدي الى أزمة أعمق مع انهيار كبير في اقتصاد العالم. ولكن، رغم نية قوية من الدولتين الأساسيتين في اقتصاد اوروبا، أي ألمانيا وفرنسا، لإنقاذ الوضع في اليونان، تعطي الدول الأوروبية الانطباع بأنها تريد المساعدة ولكن بتردد، وهذا ظهر في اجتماع وزراء مال أوروبا في لوكسمبورغ يومَ الإثنين، اذ لم يتم اتخاذ القرار بضخ المزيد من الاموال لمساعدة اليونان في مواجهة دينها الباهظ، ففي 21 تموز (يوليو) الماضي، وافق الاتحاد الاوروبي على خطة انقاذ اليونان، ولكن ثلاثة برلمانات اوروبية (هولندا وسلوفاكيا ومالطا) لم توقّع حتى اليوم على الاتفاق، وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الامانية أنغيلا مركل ان يتم التوقيع بأسرع وقت وقبل القمة الاوروبية المقبلة في 17 تشرين الاول (اكتوبر) و18 منه. وبعد ذلك، يمكن ان تطلق سريعاً الخطة الثانية لمساعدة اليونان بـ 160 بليون يورو. الا ان الخطة الاولى لا تزال تشهد تعثراً، إذ إن الدائنين العالميين لليونان، منهم المانيا، غير مرتاحين الى تأخر اثينا في الخصخصة والاصلاح. وهذا ايضاً أرجأ إقرار جزء من المساعدة المقبلة والبالغة 8 بلايين يورو، فهذه المشكلة الصعبة، والقلق من العدوى في دول اوروبية اخرى، تضع ضغطاً قوياً على قيمة اليورو التي تنخفض، إلا أن انخفاض قيمة اليورو هي لمصلحة الدول الاوروبية الصناعية، مثل المانيا وفرنسا وايطاليا، لان صادراتها تصبح ذات قدرة تنافسية اقوى بالنسبة الى الولايات المتحدة والدولار. الخوف هو من خروج دول اوروبية معينة من منطقة اليورو، لان ذلك قد يؤدي الى تفكيك بناء الوحدة المالية الاوروبية التي بدأت في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والمستشار الالماني هلموت كول ورئيس المفوضية الاوروبية آنذاك جاك دولور.
إذا عجز الاتحاد الاوروبي عن انقاذ اليونان، سيعني ذلك نهاية بناء الاتحاد الاوروبي، لان الدول الاوروبية تتخلى عندئذ عن التزاماتها ومشاريعها المشتركة. وتكمن اهمية الدور الفرنسي والالماني في الاتحاد الاوروبي، في ان كلاهما يمثلان 50 في المئة من الناتج الوطني الخام للدول الاوروبية، فاذا تم الاتفاق بينهما حول موضوع معين يصبح خيار باقي دول الاتحاد التبعية واللحاق بهما. ومصلحة المانيا هي مساعدة اليونان، لان الاتحاد الاوروبي مهم لالمانيا، لانه السوق الاول لصادراتها ولان الدستور الالماني ينص على ان توحيد المانيا يتم تحت مظلة اوروبية، اي في حال بدأت المانيا تنفصل عن اوروبا فقد تعود لتقلق وتخوِّف جيرانها من احتمالات غير مرغوب بها، فمصلحة ألمانيا البسيكولوجية والاقتصادية تكمن في إنقاذ اوروبا ومنطقة اليورو مع فرنسا. لا شك في ان الازمة المالية والاقتصادية التي تشهدها اوروبا حالياً تجعل موقع اليورو في خطر، لكن الدولتين النافذتين في الاتحاد لن تتركاه يتفكك، لأن ذلك ليس لمصلحتها.