توجد علاقة وثيقة جدا بين الحرب التجارية و اسعار الذهب فمع اشتعال الصراع بعد انتهاء الهدنة سجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعا قياسيا تجاوز مستوي 1300 دولار للأوقية يوم الاثنين الماضي مسجلة أعلى مستوى لها خلال شهر واحد تقريبًا .
بينما عانت مؤشرات الأسهم الأمريكية من انخفاضات حادة بسبب التوترات التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين. وهو ما يوضح سعي المستثمرين للملاذ الامن وتراجع شهية المحاطرة
الحرب التجارية و اسعار الذهب
ولقد صرح شينتان كارناني، كبير محللي السوق لماركت واتش
بأن حالة عدم اليقين التي تسيطر علي المشهد الحالي سواء فيما يتعلق بمستقبل المفاوضات والحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين أو فيما يتعلق بمدي التأثير الحقيقي لتلك التوترات علي كلا من الإقتصادين الأمريكي والصيني هي المحرك الرئيسي الذي دفع أسعار الذهب لأعلى.
واستطرد بأن التجار والمستثمرون اتخذوا مواقف محايدة من الذهب في عطلة نهاية الأسبوع الماضي على أمل التوصل إلى صفقة تجارية مرضية بين الولايات المتحدة والصين تنتهي تلك التوترات المتصاعدة.
إلا أن إعلان الصين عن عزمها لفرض تعريفة جمركية مشاكسة علي الورادات الأمريكية كان بمثابة شرر النيران والوقود المحرك لارتفاع سعر الذهب.
إلا أن السعر الفوري للذهب بحاجة للتداول فوق مستوي 1300 دولار حتى يوم غد لجذب مستثمرين وتجار جدد.
وأضاف كارناني، بأنه اسعار تسوية عقود تسليم الذهب خلال شهر يونيو ارتفعت بنسبة 1.1% أي ما يعادل إضافة 14.40 دولار علي سعر تداولها السابق عند 122.40 دولار، ليستقر بذلك عند مستوى 1301.80 دولارا للأوقية.
ووفقًا لبيانات فاكتست لنظم البحوث، تعد تلك التسوية هي الأولى لعقود الذهب فوق مستوي 1300 دولار ليصبح أعلى العقود نشاطا منذ 10 أبريل 2019،.
وذلك حيث استمرت العقود الآجلة للذهب ارتفاعها للجلسة الثانية على التوالي يوم الجمعة، مدعومة برفع إدارة ترامب لضرائب الاستيراد على السلع الصينية المختارة من 10٪ إلى 25٪. زعما منها بأن نظرائها الصينيين تراجعوا عن الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها خلال المفاوضات و المحادثات السابقة.
سوق الأسهم
وبالمثل، أصاب تصاعد التوترات التجارية المسيطرة علي المشهد العالمي سوق الأسهم، حيث تراجعت اسعار الأسهم في مستهل تعاملات يوم الجمعة، ولعلها كانت تأبي بعطلة اسبوعية مخيبة للأمال .
حيث إنها انتعشت قبيل نهاية الجلسة. لتواصل تراجعها علي نطاق أوسع في مستهل تعاملات بداية الأسبوع يوم الاثنين، وذلك تأثرا بإعلان الصين عن عزمها هي الأخري لرفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية والتي تبلغ قيمتها ما يقرب 60 مليار دولار لتصل لنسبة 25٪.
سوق العملات
وفقًا لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، فإن الدولارالأمريكي تداول دون تغيير يذكر رغم ارتفاع عقود الذهب الآجلة. إلإ إنه تم ملاحظة أن المستثمرين والمضاربين بسوق العملات يفضلون بنحو متزايد الملاذات الآمنة مثل الين الياباني على الدولار.
وصرح ريتشارد بيري محلل السوق لدى هنتيك ماركت، بإنه من المرجح أن تمضي الأسواق بنقطة مفترق الطرق خلال الأسابيع المقبلة، حيث أن المعنويات الإيجابية للمخاطرة والتي بنيت خلال الأشهر الأولى من عام 2019 أصبحت الآن موضع تساؤل.
ولعل الملاذات الآمنة كانت هي أكبر المستفيدن من التوترات الحالية، حيث انخفضت عائدات سندات الخزانة، وكان الين والسويسري هما الرابحان الرئيسيان في سوق الفوركس.
وعلي صعيد أخر، صرح المحللون بإن القوة النسبية للدولار هي التي حدت من تقدم الذهب، فعلي الرغم من إنزلاق الدولار في بداية خضم صدمة التوترات الأخيرة، إلا أن الجلستين الأخيرتين بدأتا في بناء دعم له مرة أخري ذلك من جهة. ومن جهة أخري، فإن ثراء الدولار مازال يجعل المعدن النفيس أقل جاذبية للمستثمرين الذين يستخدمون العملات الأخرى والعكس.
إلا أن كارناني أقر في أخر تصريحه بأن الاتجاه العام للذهب “صعودي” طالما أن المعدن الثمين يتداول في نطاق 1292– 1294 دولارا للأوقية.
سوق المعادن النفسية
ولم يسلم سوق المعادن النفسية هو الأخر من عواصف التوترات التجارية التي تجتاح العالم، وعلي الرغم من أن الفضة قلصت من خسائرها السابقة بإعتبارها سلعة معدنية ثمينة كالذهب، إلا إنها مازلت تسجل انخفاضا قدر بـ 1.3 سنتًا أي ما يعادل من 0.1٪، لتستقر عند سعر 14.777 دولارًا للأوقية، لتسجل خسارة أسبوعية قدرت بنسبة 1.3٪ خلال يوم الجمعة.
أما عن البلاتين تسليم يوليو، فلقد انخفض هو الآخر بمقدار 10.70 دولار، أي ما يعادل 1.2 ٪ ، ليستقر عند مستوي 854.90 دولارا للأوقية. ليعاني من خسارة أسبوعية قدرت بنسبة 1.1 ٪ خلال تداولات الجمعة.
بينما خسر البلاديوم تسليم يونيو 33.90 دولار، أي ما يعادل نسبة 2.5 ٪ ،ليستقر هو الأخر عن مستوي 1316.80 دولار للأوقية.
وأخيرا، انخفض النحاس تسليم يوليو بمقدار 5.6 سنت أي ما يعادل 2٪، ليصل لسعر 2.719 دولار للرطل، بعد انخفاض أسبوعي قدر بنسبة 1.6٪.
وذلك في ظل مواصلة التصاعدات و التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في إثارة المخاوف حول تباطؤ محتمل في الطلب العالمي على ذلك المعدن الصناعي.
المصدر marketwatch
