نوع جديد من التداول تحت سيطرة الصينين – مع اقتراب الساعة التاسعة مساءً من كل ليلة من أيام الأسبوع في الصين ، يقوم جيش صغير من المستثمرين الأفراد من جميع أنحاء البلاد بتسجيل الدخول إلى تطبيقات التداول على هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
قد تكون وول ستريت على وشك الافتتاح ، ولكن هذه البومات الليلية تهتم بالتداول بشيء أقرب إلى الوطن – العقود الآجلة للنفط الخام في شانغهاي الجديدة التي تم إطلاقها في أواخر مارس.
إيداع مبلغ يصل إلى 500 ألف يوان
ومن المعروف إن هذا السوق ليس ليس لذوي القلب الضعيف – حيث يبلغ سعر عقد واحد من ألف برميل حوالي 476 ألف يوان (75.160 دولارًا) ويطلب من التجار إيداع مبلغ يصل إلى 500 ألف يوان قبل السماح لهم بالتداول.
في المتوسط ، يتراوح حجم التداول ما بين الساعة 9 مساء وحتى منتصف الليل لما يقرب من 60 في المئة من قيمة التداول اليومية ، أي ما يعادل حوالي 22 مليون برميل من النفط تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليار يوان.
وقال التنفيذيون لمنصات الإقراض عبر الإنترنت ، والمديرين في شركات الوساطة الكبرى ، والتجار الذين أجرت رويترز مقابلات معهم جميعهم إن معظم الطلبات في تلك الفترة تأتي من المستثمرين الأفراد – والكثير منها ينطوي على أموال مقترضة.
الطبقة المتوسطة المزدهرة في الصين
إن هيمنتهم هو انعكاس لمصلحة الطبقة المتوسطة المزدهرة في الصين للاستثمارات في سوق السلع الهائلة في البلاد – العديد من تجار النفط الخام يشتغلون في سلع أخرى مثل خام الحديد والصلب. هذا هو الحال خاصة بعد أن نجحت السلطات في السنوات الأخيرة في تثبيط نشاط المضاربة في الأسهم والعقارات.
وهو أيضاً علامة على نوع الهوس الذي لا يخلو من مخاطر كبيرة ، ليس فقط بالنسبة للمستثمرين الأفراد – الذين يمكن أن يفقدوا بسرعة الكثير من الأموال المقترضة على الهامش – ولكن أيضاً بالنسبة لآفاق سوق النفط الآجلة في الصين على المدى الطويل.
يستطيع مستثمروا التجزئة المبالغة في تضخم تقلبات الأسعار – فهم يميلون إلى إغلاق المراكز كل يوم ، على سبيل المثال ، لتجنب تحمل التكاليف – وقد يفقد السوق السيولة بسرعة إذا دفعت عملية البيع إلى تدفق مفاجئ لأموالهم.
رقم قياسي للتداولات
بلغت السيولة ، التي تقاس بفائدة مفتوحة ، 15 ألف عقد ، أي ما يعادل 15 مليون برميل ، يوم الخميس الماضي ، وهو رقم قياسي ومستويات مضاعفة تقريبًا في بداية مايو بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني وتجديد العقوبات على الدولة المصدرة للنفط. هذا يشير إلى جذب اهتمام المستثمرين من المؤسسات في الأيام الأخيرة.
غير أن عدم اليقين بشأن دور شركات البيع بالتجزئة قد يؤدي في المدى الطويل إلى ردع المستثمرين من المؤسسات الأجنبية ، مما قد يقوض محاولات الصين أن تصبح قوة رئيسية في تجارة النفط ، التي ينظر إليها حتى الآن على أنها نجاح كبير.
جلسه التداول الليلي هى المفضلة
يفتح السوق أيضًا لجلستين قصيرتين بين الساعة 9 صباحًا و 3 مساءً. لكن حشود البيع بالتجزئة تفضل الوقت الليلي لأن العديد منهم لديهم وظائف يومية ولأنهم يستطيعون أيضاً التجارة في عقود شنغهاي جنباً إلى جنب مع المعايير المحددة لمستقبليات النفط الخام
يغلق سوق شانغهاي في الساعة 2.30 صباحا لكن يتراجع الحجم بعد منتصف الليل حيث يتجه المتداولون بدوام جزئي إلى السرير.
وقال لوف بنغ وهو مستثمر يبلغ من العمر 35 عاما ومقره مدينة تشنغتشو وهي مدينة من الدرجة الثانية في مقاطعة خنان بوسط الصين “تميل أسواق النفط الخام الى مزيد من التذبذب في الليل مما يتيح فرصة لنا للتداول.” “غالباً ما يجد مستثمرو التجزئة المحليون إشارات للتداول من أسعار النفط العالمية”.
يقول بنغ ، وهو محلل بيانات في صندوق تحوط ، إنه يقوم في المتوسط بما بين 8 و 15 صفقة كل أسبوع – وقد كان يصل معظم الليالي حتى الساعة 1 صباحًا منذ إطلاقه في 26 مارس.
يستخدم ماله الخاص. ولكن هذا ليس هو الحال مع الكثير من التجار الليليين الآخرين.
على سبيل المثال ، قال موظف في بنك في نانجينغ في مقاطعة جيانغسو الجنوبية ، والذي لم يقدم سوى لقبه ، ليو ، إنه تكدس على الحرف في السوق الناشئة بأموال مستعارة من منصات التمويل عبر الإنترنت.
لكن ليو الذي في منتصف الاربعينيات من عمره خسر مليون يوان (157.900 دولار) في أول أسبوعين بعد رهانه على أن الأسعار ستقف ضده. بدلا من ذلك انخفضت الأسعار بنسبة 11 في المئة.
وقال إنه استنتج أن “مستثمري التجزئة غير قادرين على كسب المال في سوق العقود الآجلة الخام” ، وسددوا قروضه ، وتركوا السوق يشعرون بالإحباط.
تحذير المقرضين من المخاطرة فى التداول
وقالت بورصة شانغهاي للعقود الآجلة في بيان مرسل عبر البريد الإلكتروني إنه يجب على المستثمرين عدم استخدام قروض السوق الرمادية التي حظرتها الحكومة على تداول منتجاتها ، ويجب أن يكونوا على دراية بمخاطر القيام بذلك.
المصدر : Reuters
