ختام الأسبوع يجمع ما بين تقرير أسعار المستهلكين وبيانات قطاع الصناعة بالإضافة إلى مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين
ها قد وصلنا إلى ختام الأسبوع عزيزي القارئ، بيد أن هذه النهاية لن تكون هادئة بالتأكيد، حيث بداية من المنتظر صدور تقارير على جانب من الأهمية عن الاقتصاد الأمريكي، هذا بالإضافة إلى الأحداث العالمية التي باتت هي المحرّك الرئيسي لمشاعر المستثمرين.
حيث بالنسبة للبيانات الرئيسية الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي اليوم فنبدأها بتقرير أسعار المستهلكين والذي من المتوقع أن يثبت ما جاء في تقرير أسعار المنتجين، وهو انخفاض الأسعار خلال شهر حزيران/ يونيو بتأثير من انخفاض أسعار النفط الخام، إذ من المتوقع أن تنخفض أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% مقابل 0.2% كارتفاع، ولكن من المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلكين الجوهرية بنسبة 0.2% وبأدنى من السابق عند 0.3%.
مشيرين عزيزي القارئ بأن نمو الاقتصاد الأمريكي بات ضعيفاً في الأونة الأخيرة، وذلك مع تراجع الأوضاع الاقتصادية نسبياً في مختلف القطاعات الأمريكية، ناهيك عن هبوط مستويات الثقة لدى المستهلكين متأثرين بالضغوطات الأمريكية الداخلية التي تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة بالإضافة إلى تشديد الأوضاع الائتمانية، ومتأثرين أيضا مما يحدث خارجاً متمثلاً في أزمة المديونية الأوروبية وتوسع العجز في مختلف بلدان منطقة اليورو.
وبالعودة إلى أجندة البيانات الرئيسية الصادرة نجد بأنه من المنتظر صدور مؤشر نيويورك الصناعي عن شهر تموز/ يوليو والذي من المتوقع أن يظهر عودة لتوسع قطاع الصناعة بعد التراجع الذي واجهه القطاع خلال حزيران/ يونيو، مشيرين إلى أن الفدرالي الأمريكي و السيد برنانكي يعتمدون على أن النصف الثاني من هذا العام سيشهد حسناً في نمو الاقتصاد.
كما وسيصدر مؤشر الإنتاج الصناعي عن شهر حزيران والذي من المتوقع أن يظهر تحسناً خلال الشهر بنسبة 0.3% مقابل 0.1% كارتفاع، وهنا نشير بأن هذه البيانات التي تتوالى عن الاقتصاد الأمريكي اتسمت بالتباين مؤخراً، حيث أن نمو الاقتصاد الأمريكي بات معتدلاً وتدريجياً، مما أثر على نشاطات الاقتصاد الأمريكي، في حين من المتوقع أن يرتفع مؤشر سعة الطاقة الانتاجية خلال حزيران بنسبة 76.9% مقابل 76.7%.
مشيرين هنا وبما يخص مستويات التضخم فقد أشار برنانكي منذ يومين أن الارتفاع الأخير في مستويات التضخم بدأ بالتلاشي نسبياً، لا بل ونعتقد عزيزي القارئ بأن هناك احتمالية من تشكل مخاطر انكماش تضخمي من جديد في حال استمر ضعف الأوضاع الاقتصادية مما قد يقود إلى البدء بالتفكير في خطة تحفيزية ثالثة وجديدة، مشيرين إلى أن برنانكي أكد بأن الفدرالي الأمريكي سيواصل تيسير سياسته النقدية من خلال شراء المزيد من الأوراق المالية.
كما وصرًح من ناحيته بأن الفدرالي الأمريكي "سيبقي على أسعار الفائدة" عند مستوياتها المتدنية تاريخياً لفترة من الزمن، مشيراً بأن مسببات تباطؤ عجلة تعافي الاقتصاد الأمريكي تعد "مؤقتة ومرحلية"، مسلطاً الضوء على مسألة الثقة والإنفاق، ليشير بأنهما يشهدان ارتفاعاً نسبياً على المدى المتوسط.
وهنا نشير بأن مجمل الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي لا تزال ضعيفة نوعا ما، وهذا ما يشير بأن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه المزيد من الوقت إلى أن تعود المياه إلى مجاريها كما يقولون، ناهيك عن أن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي فقدت بعضا من عزمها خلال النصف الأخير من العام الماضي، إذ من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي بحلول العام 2012...