التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
المعادن الثمينة في آخر يوم من تداولات الربع الثالث
نقترب من إنهاء تداولات الربع الثالث من هذه السنة في الأسواق المالية، فيما نرى بأن سعر الذهب يقترب من إنهاء أسوأ شهر له منذ عام 2008، و رغم أن تداولات الربع كاملاً ما زالت تظهر ارتفاعاً في سعر الذهب، إلا أن تداولات هذا الشهر أظهرت انخفاضاً هائلاً في سعر الذهب، تاريخي من ناحية مدى الانخفاض مقاساً في الدولار الأمريكي. حيث أن الذهب لامس الأعلى له حول مستوى 1920.00 دولار للأونصة، و انخفض ليقترب من مستوى 1530.00 دولار للأونصة.
خلال جلسة نيويورك يوم أمس، استطاع سعر الذهب الارتفاع، وكذلك ارتفع سعر الفضة. أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني الماضي من هذه السنة بأن الاقتصاد الأمريكي استطاع أن يحقق نمواً أكبر من ما كان معلناً في القراءات السابقة، حيث أظهرت البيانات بأن النمو خلال الربع الثاني في الولايات المتحدة الأمريكية كان مقداره 0.7%. في الحقيقة، هنالك إشارات تظهر بأن حتى هذا النمو الأفضل من التوقعات السابقة، ليس كاف لدفع مستوى البطالة للانخفاض، حيث أن الهم الأول للفيدرالي و المتداولين في الأسواق المالية هو مستوى البطالة الذي يؤثر سلباً على النشاطات الاقتصادية.
ارتفعت بعض مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل عام يوم أمس رغم انخفاض الآخر، لكن في الحقيقة، إغلاق المؤشرات على ارتفاع لم يكن إلا بعد افتتاح إيجابي تبعه انخفاض و تداول سلبي قبل العودة لتحقيق بعض المكاسب قبل نهاية الجلسة. حيث أن موافقة البرلمان الألماني على توسعة صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي كان سبباً لدفع بعض الثقة في الأسواق، لكن ما زال القلق يعم الأسواق تجاه احتمالات تعمّق أزمة الديون السيادية الأوروبية و التباطؤ في الاقتصاد الدولي.
أغلق سعر الذهب يوم أمس على ارتفاع مقداره 0.39%، و حقق إغلاقاً عند سعر 1615.90 دولار للأونصة بعد جلسة باهتة و ضعيفة مقارنة في المعتاد لتداولات سعر الذهب بين مستوى 1603.50 و 1630.70 دولار للأونصة خلال جلسة نيويورك. بالنسبة لسعر الفضة، فقد استطاع أن يرتفع بمقدار 2.47% لينهي جلسة نيويورك عند مستوى 30.67 دولار للأونصة مثبتاً بذلك أن المضاربة كان لها الدور الأكبر يوم أمس في أسواق المعادن الثمينة. أما البلاتين، فنراه و قد انخفض بمقدار 0.39% إثر القلق على نمو الاقتصاد الدولي حتى بعد ظهور البيانات الاقتصادية الأمريكية، و نجد بأن سعر البلاتين أغلق جلسة نيويورك أمس عند سعر 1520.00 دولار للأونصة.
مع اقترابنا من نهاية الربع الثالث، تصبح المضاربة أكثر تأثيراً في أسواق المعادن الثمينة، و تشير العديد من الإحصائيات بأن هنالك مضاربون دخلوا أسواق المعادن الثمينة شراءً و ذلك من أجل تغطية مراكز بيع على المكشوف في العقود الآجلة و التداولات الإلكترونية، و هذا ما سبب الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة أمس. كذلك هذا اليوم، نستطيع أن نرى المعادن الثمينة و قد ارتفعت قليلاً، خصوصاً بعد جلسة متقلّبة جداً مالت للسلبية في أسواق الأسهم الآسيوية. مددت الأسهم الآسيوية اليوم من أسوأ أداء شهر منذ شهر تشرين الثاني عام 2008، و هذا انعكس أيضاً على شكل بعض الطلب على المعادن الثمينة لتغطية خسائر أسواق الأسهم.
بالنسبة لتداول أسعار المعادن الثمينة اليوم، نجد أن سعر الذهب اليوم ارتفع و يتداول الآن مرتفعاً بمقدار 0.38% عند سعر 1622.00 دولار للأونصة، فيما نجد بأن سعر الفضة يتداول حالياً على ارتفاع مقداره 0.20% عند سعر 30.73 دولار للأونصة. استطاع البلاتين هذا اليوم تعويض خسائر أمس، حيث ارتفع بمقدار 0.99% ليتداول البلاتين في هذه اللحظات عند مستوى 1535.00 دولار للأونصة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 03:16 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 10:16 بتوقيت غرينتش ).
رغم انخفاض معدّل البطالة في اليابان إلى 4.3%، و كذلك رغم انخفاض معدّل البطالة بحسب بيانات أمس في ألمانيا إلى 6.9%، و كذلك البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أظهرت أمس قيمة أفضل من الإعلانات السابقة عن النمو في الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي مستمر. و رغم موافقة البرلمان الألماني على توسعة الصندوق الأوروبي، إلا أن أزمة الديون السيادية الأوروبية ما زال من المحتمل أن تؤثّر بشكل عميق على الاقتصاد الدولي. هذا كله في العادة يحتاج لتغطية المخاطر باستخدام المعادن الثمينة، لكن في الحقيقة، أصبح المتداولون أقل طلباً للمعادن الثمينة كملاذ آمن بسبب الانخفاض الحاد الذي تعرّضت له، و بسبب التذبذب الحاد الذي يحصل مما يقلل جاذبيتها. لكن اليوم، يجب أن نراقب تحرّك أسعار المعادن الثمينة آخذين بالاعتبار بأننا أمام إغلاق أسبوع و شهر و ربع سنة، و هذا قد يجلب معه عمليات جني أرباح في أسواق المعادن الثمينة، و هنالك مضاربون في أسواق المعادن الثمينة بشكل ملحوظ، مما قد يسبب تذبذباً حاداً في أسعارها