عادت الأضواء مجددا على تطورات أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو
بعد الحماسة التي سيطرت على الأسواق المالية بالأمس، بدأ التشاؤم بالتفشي شيئا فشيئا مع قرار القادة الأوروبيين تأجيل قمة أزمة الديون حتى نهاية الشهر الجاري، و ترقب المستثمرين تصويت سلوفاكيا على توسيع صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بعد أن وافقت مالطا بالأمس على هذا التوسيع، في الوقت الذي تنهي اليونان محدثاتها مع ترويكا.
قرر القادة الأوروبيين تأجيل قمة مباحثات الأزمة الأوروبية وسط معارضة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتخفيضات أعمق في قيم السندات اليونانية عم كان مخططا بالسابق، فقد تم تأجيل القمة إلى 23 تشرين الأول من الموعد المُسبق 18 تشرين الأول،
صرح وزير مالية منطقة اليورو جون كلود يانكر اليوم بأنه من المحتمل أن تخفيض قيم السندات السابقة بأكثر من 60%، و هذا ما أكده بوقت متأخر أمس على التلفاز الاسترالي قائلا بأنه من المحتمل أن يخسر المستثمرين ما بين 50% إلى 60% من قيم سنداتهم.
من المتوقع أن تتضمن القمة خطة شاملة للتعامل مع أزمة الديون في اليونان التي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة إلى جانب منعها من الانتشار للدول الأوروبية الأخرى مثل اسبانيا و ايطاليا، كما سيتطرق القادة إلى الحديث عن سيولة البنوك لطرح خطط تُنقذهم و تحميهم من مشاكل نقص السيولة.
في الوقت نفسه ، أصبحت اليونان قريبة جدا من إنهاء محدثاتها مع ترويكا( البنك المركزي الأوروبي، صندوق النقد الدولي, الاتحاد الأوروبي) تجنبا للوقوع في إفلاس اختياري(تخلف اختياري مؤقت عن سداد الديون) ، وسط الآمال باستيفاء الشروط المرتبطة بالحصول على الدفعة السادسة من قرض الإنقاذ بقيمة 8 مليار يورو، خاصة بعد أن وافق قادة الاتحاد الأوروبي على قرض إنقاذ ثاني بقيمة 159 مليار يورو في تموز الماضي.
يتوقع بدون حصول اليونان على الدفعة السادسة أن تقع في إفلاس اختياري بمنتصف تشرين الثاني، و هذا بدوره ما سوف يؤدي إلى تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو بشكل أعمق، و يصيف مزيدا من الإرباك إلى الأسواق المالية.
جميع الأضواء اليوم مسلطة على تصويت سلوفاكيا على توسيع الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي خاصة بعد موافقة مالطا أمس على هذا التعزيز، فقد قر البرلمان في مالطا بالإجماع في وقت متأخر أمس على توسيع نطاق صندوق الأوروبي للاستقرار المالي الذي تقرر إنشاؤه في 21 تموز خلال قمة قادة منطقة اليورو، ومع هذا التصويت تكون كل الدول قد أقرته باستثناء سلوفاكيا التي سيصوت برلمانها اليوم الثلاثاء على هذا المشروع. ولكي يصبح ساري المفعول.
ترتفع مساهمة مالطا في الصندوق من 398 مليون يورو الى 704 ملايين يورو، و أن وتعزيز الصندوق سيتيح له خصوصا شراء قسم من الديون العامة، وهو إجراء مهم لمنع انتقال أزمة الديون.
سيتمكن الصندوق( الذي تقدر قيمته 440 مليار يورو )فور المصادقة على توسيعه أن يمنح الدول خطوطا ائتمانية وقائية كما يفعل صندوق النقد الدولي.
في 2013 ، سيحل محل الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي الآلية الأوروبية للاستقرار، سيتمكن من منح قروض مالية لدول بهدف إعادة رسملة مصارفها حتى ولو لم تتقدم بخطة مساعدة.
أخيرا و مع تخافت الأضواء عن البيانات الاقتصادية ، جاءت بيانات الإنتاج الصناعي البريطاني أفضل من التوقعات مشيرة إلى ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي في بريطانيا خلال شهر آب ليصل إلى 0.2% من -0.2% للقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى -0.4% فيما كانت التوقعات تشير إلى 0.1% ، و على المستوى السنوي تراجع إلى -1.0% من -0.7% للقراءة السابقة و التي تم تعديلها إلى -0.9% بينما جاء أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى -1.1%.
أما بالنسبة لمؤشر الإنتاج التصنيعي خلال آب فقد سجل -0.3% وأدنى من التوقعات التي تشير إلى -0.2% وكانت القراءة السابقة بنسبة 0.1% و التي تم تعديلها إلى -0.2%، و على المستوى السنوي انخفض إلى 1.5% من 1.9% للقراءة السابقة و التي تم تعديلها إلى 2.6% بينما كانت التوقعات بنسبة 1.6%.
عزيزي القارئ، يتوقع أن تواصل حالة المد و الجزر سيطرتها على الأسواق مع استمرار سيطرة أزمة الديون على القارة الأوروبية و المخاوف من تباطؤ وتيرة الاقتصاد العالمي، مع الآمال بقرب حل الأزمة و عودة الاقتصاديات العالمية للمسار الصحيح.