وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الجمعة الى هونولولو وهي البلدة التي نشأ فيها في هاواي، حيث يترأس السبت والاحد القمة السنوية للدول ال21 الاعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادىء (ابيك).
واذا كانت اعمال القمة ستتمحور حول النمو، سيستأثر بالاهتمام السبت مشروع اقامة منطقة للتبادل الحر تضم الولايات المتحدة واليابان وتترك جانبا العملاق الصيني. وستعلن عشرة من البلدان المطلة على المحيط الهادىء (استراليا وبروناي وتشيلي والولايات المتحدة واليابان وماليزيا ونيوزيلاندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام) الخطوط العريضة لمشروع "الشراكة بين دول المحيط الهادىء".
وترى الولايات المتحدة في هذا المشروع "ميثاقا للقرن الحادي والعشرين". وهو يقضي بفرض معايير اجتماعية وبيئية على المشاركين في مقابل التبادل الحر.
وشددت اليابان القوة الاقتصاية العالمية الثالثة على اهمية هذا المشروع باعلانها الجمعة عزمها على المشاركة فيه. وصدر الاعلان عن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الذي وصل هو ايضا الى هونولولو. وياتي انضمام اليابان كثالث قوة اقتصادية في العالم في اللحظة الاخيرة الى المشروع ليزيد من عزلة الصين، ثاني قوة اقتصادية، بسبب تشكيك رعاة المشروع بنواياها وخصوصا من بينهم الولايات المتحدة. كما يعقد انضمام اليابان جدول المفاوضات غير المعلن بعد نظرا لحرصها على حماية سوقها.
واشاد السناتور الاميركي مارك كيرك من جهة اخرى باعلان اليابان محذرا من ان على طوكيو تعديل سياستها التجارية. واشار المسؤول الاميركي الكبير الى ان "على اليابان ان تكون مستعدة للتقيد بمعايير تحرير التجارة الواردة في "الشراكة بين بلدان المحيط الهادىء". وقال ان على طوكيو ايضا "تبديد هواجس الولايات المتحدة على صعيد العوائق التجارية في قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة".
ويستبعد المشروع الذي عرض على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادىء 11 بلدا من ابيك بالاضافة الى كندا وكوريا الجنوبية وروسيا وخصوصا الصين القوة الاقتصادية العالمية الثانية.
وعبر مقالة نشرتها السبت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، اعربت الصين عن اسفها للصلة التي اقامتها الولايات المتحدة بين التبادل الحر وحقوق الانسان وقللت اهمية الشراكة بين بلدان المحيط الهادىء من دون الصين. وكان مسؤول كبير في وزارة التجارة الصينية هو يو جيانهوا اشار الى ان بكين لم تتلق دعوة للانضمام الى الشراكة بين بلدان المحيط الهادىء. وقال "الاذا تلقينا الدعوة سندرسها بعناية". وفي الانتظار، انتقدت الحكومة الصينية مشروعا اميركيا آخر لخفض الرسوم الجمركية لبلدان ابيك على المنتجات "الخضراء" كتلك التي تتيح توفير الطاقة.
وستبدأ قمة ابيك مساء السبت بعشاء يشارك فيه 21 رئيس دولة وحكومة تلقوا دعوات من باراك اوباما. وقرر الزعماء ايضا عقد اجتماعات ثنائية، وسيجري اوباما محادثات مع نظيريه الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا على ان يعقد مؤتمرا صحافيا مساء الاحد قبل التوجه الى استراليا حيث يشارك في قمة اخرى لدول آسيا والشرق في بالي باندونيسيا.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات اولى مع مسؤولين في ابيك "نعتبر ان منطقة آسيا والمحيط الهادىء ستكون مركز الثقل الاستراتيجي والاقتصادي للعالم في القرن الحادي والعشرين".
ويوم غد الاحد، ستلتقط للزعماء الصورة التقليدية بالزي المحلي.
وبرزت المنافسة الصينية الاميركية من جديد قبل القمة، اذ انتقدت كلينتون الخميس القمع السياسي في الصين واعربت قلقها ازاء اقدام رهبان من التيبت على حرق انفسهم. وردت الصين برفض "التدخل" في شؤونها الداخلية.