انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الرئيسية هذا اليوم، لكن في الحقيقة، نرى بأن هذا الانخفاض لم يكن قادراً على تحقيق تداولات مستقرة ما دون مستويات إغلاق يوم الجمعة الأسبوع الماضي، فنرى مؤشر الدولار الأمريكي و قد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأعلى عند 81.69 نقطة وصولاً إلى الأدنى عند 81.38 نقطة. لكن، الانخفاض الذي حصل هو مجرّد تغطية للفجوة السعرية التي نشأت مع افتتاح تداولات هذا اليوم، فالدولار افتتح على فجوة سعرية نحو الأعلى، و ما زال مؤشر الدولار الأمريكي يتداول فوق إغلاق الأسبوع الماضي عند 81.41 نقطة في هذه اللحظات.
ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي العام هو نتاج القلق الكبير في الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية، فقد قامت وكالة ستاندر آند بورز بتخفيض التصنيف الائتماني لعدد من الدول الأوروبية منها فرنسا التي فقدت تصنيفها الائتماني السابق عند AAA و أصبح تصنيفها الآن AA+، و بذلك زاد القلق في الأسواق المالية تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية، خصوصاً و أن البنك المركزي الأوروبي و صانعي القرار في أوروبا لم يستطيعوا الحفاظ على الثقة في الأسواق المالية، بل نرى بأن المتداولين في الأسواق يقومون بجني الأرباح و الاتجاه نحو الأصول الآمنة عند أول ملامح للخطر من أزمة الديون السيادية أو التباطؤ الاقتصادي الدولي.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
القلق العام في الأسواق المالية الذي يتجّه نحو الاتحاد الأوروبي دفع في سعر صرف اليورو للانخفاض هذا اليوم وصولاً إلى أدنى مستوياته عند سعر 1.2624 دولار لليورو الواحد، و هذا المستوى قريب من الأدنى الذي تحقق يوم الجمعة الماضي، و يعتبر هذا المستويات الأدنى للزوج منذ شهر آب عام 2010. بعد أن لامس سعر صرف اليورو الأدنى له هذا اليوم، ارتفع محاولاً تعويض خسائره ليحقق الأعلى عند مستوى 1.2681 دولار لليورو الواحد، و يحاول الزوج حالياً تحقيق استقرار فوق مستوى 1.2665 الذي يعتبره التحليل الفني فاصلاً هاماً أمام الزوج، و الذي بالتداول فوقه قد يكون أمام اليورو فرصة أخرى ليثبت قدرته على الارتفاع مجدداً، لكن فشل الاستقرار فوق هذا المستوى يعتبر سلبي جداً على الزوج بحسب التحليل الفني و قد يدفع في سعر صرف اليورو للانخفاض نحو مستويات قد تصل إلى الدعم التالي 1.2535 دولار لليورو الواحد.
ينتظر المتداولون في الأسواق المالية اليوم طرح فرنسا لسندات سيادية جديدة، و هذا الطرح جاء بعد خفض التصنيف الائتماني لفرنسا، و بذلك سوف يراقب المتداولون ذلك هذا اليوم بحذر شديد، و فشل فرنسا في تحقيق مبيعات جيدة، أو أن يرتفع العائد بشكل واضح، قد يكون سبباً لتشاؤم جديد في الأسواق المالية يعيد اليورو للانخفاض مقابل الدولار الأمريكي مجدداً.
سبب القلق تجاه تخفيض التصنيفات الائتمانية لدول اليورو هو أن صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي قد انخفضت كفاءته للإقراض بمقدار 180 مليار يورو، و هذا يبقي على الحمل الأكبر على ألمانيا التي قد لا تكون قادرة على تغطية كافة المساعدات إن احتاجتها دول أوروبية جديدة متأثرة في أزمة الديون السيادية.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
بسبب قوّة الدولار الأمريكي، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بشكل حاد هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي ليلامس الأدنى مع الافتتاح عند سعر 1.5275 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، لكن هذا الانخفاض كان من خلال فجوة سعرية هابطة، و عاد بعدها الزوج للارتفاع محاولاً تعويض الخسائر ليحقق الأعلى عند سعر 1.5328 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
إن التشاؤم في الأسواق المالية هو من يبقي على الدولار الأمريكي في الجهة الأقوى، و هذا ما يضر في الجنيه الإسترليني أيضاً، فاستمرار التشاؤم و القلق تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية قد يبقي على استمرار الاتجاه الهابط على الزوج.
بالنسبة للتحليل الفني، فهو يظهر بأن استمرار تداول الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في مستويات ما دون سعر 1.5555 يبقي على احتمال استمرار الاتجاه الهابط وارداً، فيما الثبات تحت 1.5360 يبقي على فرصة الاستمرار في الاتجاه الهابط وصولاً لمستوى 1.5075 أكبر.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
في ظل العطلة الأمريكية هذا اليوم، نستطيع أن نرى بأن الين الياباني ارتفع بشكل قوي مقابل الدولار الأمريكي خصوصاً بعد بيانات أوامر الآلات التي صدرت اليوم بإيجابية كبيرة، و هذا ما أعطى المتداولين سبباً للاعتقاد بأن ارتفاع الين الياباني قد لا يكون مؤثراً بشكل عميق على الاقتصاد في الوقت الراهن. نستطيع أن نرى بأن الدولار الأمريكي هذا اليوم افتتح على ارتفاع كبير مقابل الين الياباني لامس عنده الأعلى 77.05، لكن تدفّقت طلبات كبيرة على الين الياباني إثر الاتجاه نحو الأصول المنخفضة العائد في ظل التوتّر في الأسواق المالية مما دفع سعر صرف الين الياباني للارتفاع مقابل الدولار الأمريكي وصولاً إلى مستوى 76.70 ين للدولار الأمريكي الواحد.