هل أثرت ربحية التداول الاجتماعي على سوق الفوركس؟
قطع التداول الاجتماعي شوطاً طويلاً منذ بدأ تقديم حلول النسخ الآلي، أو محاكاة التداولات، في عام 2005. ومنذ ذاك الحين أضيفت العديد من الخدمات المبتكرة وذاع صيت العديد منها، وهو ما قد يدفعنا للتساؤل حول الأثر الحقيقي للتداولات الاجتماعية على الصناعة؟
غيرت التداولات الاجتماعية بكل تأكيد النظام التقليدي القديم من خلال إسقاط حواجز الدخول التي كانت تشكل عائقاً أمام العديد من المبتدئين في سعيهم للتحول إلى متداولين محترفين. وساهم ذلك في جعل الوافدين الجدد متداولين ناجحين من خلال الاستفادة بخبرة المتداولين الأكثر مهارة والذين لديهم القدرة على رصد الاتجاهات الرابحة بطريقة أكثر سرعة وسهولة.
دعنا نلقي نظرة على بعض الأرقام لنعرف بالتحديد الآثار التي ترتبت على الصناعة جراء ظهور التداولات الاجتماعية:
يحقق المتداولون الذين يستخدمون أدوات التداول الاجتماعي أرباح أكبر بنسبة 311% مقارنة مع المتداولين الذين لا يستخدمونها، فيما يحقق المتداولين الذين يستخدمون مزيج يجمع بين التداول الاجتماعي والتداول الفردي أرباح أكبر بنسبة 125% من هؤلاء الذين يقتصر استخدامهم على آليات التداول غير الاجتماعي، وذلك وفقاً لدراسة حديثة أجريت مؤخراً.
يمكن لشركة الوساطة أن تزيد متوسط عمر المتداول، من خلال تطبيق أدوات التداول الاجتماعي، من 129 يوم إلى 150 يوم، كما يمكنها زيادة الأرباح/الخسائر بنسبة 40%وصافي الودائع بنسبة 32%.
يفتح المتداول الذي يستعين بأدوات التداول الاجتماعي عادة عدد أكبر من الصفقات بنسبة تصل إلى 64% عن المتداول العادي كما يزيد حجم تداولاته بنسبة 55% مقارنة بالمتداول الذي لا يستخدم التداول الاجتماعي.
أثبت التداول الاجتماعي قدرته على تحقيق فوائد جمة للمتداولين والوسطاء على حد سواء وهو ما جعله على نحو متزايد جزء لا يتجزأ من إستراتيجيات التداول. يقوم المتداولون عادة بتحليل السوق والأخبار والتقارير والتوقعات بهدف تصميم إستراتيجياتهم. ولكن مع نضوج التداول الاجتماعي بدأنا نشهد قيام عدد كبير من المتداولين بتحليل أنشطة متداولين آخرين وبنفس درجة العمق المستخدمة في تحليل الأسواق. كما أصبح التداول الاجتماعي أداة رائعة للمتداولين للتعرف بصفة مستمرة على توجهات السوق.
وأثبت التداول الاجتماعي في آسيا دوره كأداة رائعة لمديري الأموال حيث ساعدهم في ترسيخ صورتهم كقادة أمام متابعيهم من المتداولين، وذلك من خلال إضفاء الشفافية على عروضهم.
ومع استمرار المنافسة للارتقاء بهذا القطاع، ومواصلة تحسين جودة الخدمات، وفي ظل الدور الهام الذي تلعبه الشفافية في تطوير هذا القطاع بجانب سعي صناعة التداولات الاجتماعية ككل نحو تحقيق المزيد من التقارب والترابط، تصب التوقعات كلها في صالح أن يتسع حجم التداول الاجتماعي مع الارتقاء بالجودة، كما سيتواصل الاستثمار لجعله أكثر سهولة وقدرة على الوصول إليه من الجميع.