انكماش القطاع الصناعي في منطقة اليورو و المملكة المتحدة يزيد من الضغوط السلبية على مسيرة الانتعاش الاقتصادي
أفاقت الاقتصاديات العالمية اليوم على تباطؤ وتيرة نمو قطاع الصناعة في الصين بوتيرة أسوأ من التوقعات، ثم بدأت العدوى بالانتشار إلى القارة الأوروبية ليظهر مؤشر مدراء المشتريات الصناعي تباطؤا جماعيا بل انكماشا في منطقة اليورو و المملكة المتحدة خلال الشهر الماضي متأثرا بشكل أساسي من التخفيضات العميقة في الإنفاق العام، و مؤكدا على حقيقة واحدة بأن القارة العجوز لن تستطيع العودة إلى المسار الصحيح بوقت قريب.
أظهرت القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منطقة اليورو خلال آب انكماش بمقدار 49.0 مقارنة بالقراءة السابقة 49.7 و جاءت القراءة الفعلية أسوء من التوقعات المقدرة 49.7، و في ألمانيا صاحبة الاقتصاد الأوروبي العملاق فقد نما المؤشر بمقدار 50.8 مقارنة بالقراءة السابقة 52.0 و جاءت القراءة الفعلية أدنى من التوقعات المقدرة 52.0.
شهد القطاع الصناعي في منطقة اليورو موجة من التباطؤ خلال الأشهر القليلة الماضية متأثرة بقيام الحكومات بإقرار خطط تقشفية صارمة لمواجهة الارتفاع في الديون العامة لتجنب ما حصل في كلا من اليونان ، البرتغال، ايرلندا، و هذا ما كان له الأثر السلبي الواضح على الإنفاق الاستهلاكي لدى الأفراد.
تأثر القطاع الصناعي في منطقة اليورو بهبوط الصادرات و الذي كان داعما لمستويات النمو في المنطقة خلال الفترة الماضية، فقد شهدت مستويات الطلب من الولايات المتحدة و الصين و بريطانيا انخفاضا خلال الثلاثة أشهر الماضية بعد الارتفاع الذي شهده اليورو خلال الفترة الماضية و الذي سلب من المنتجات الميزة التنافسية مقابل غيرها من البضائع المنافسة.
كان لتباطؤ وتيرة النمو لدى العديد من الاقتصاديات العالمية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أثر سلبي على مستويات الطلب للمنتجات الألمانية و مما زاد من الضغوط السلبية على القطاع الصناعي الأوروبي.
عزيزي القارئ، أن هذه البيانات الاقتصادية المحبطة من القارة الأوروبية تؤكد بأن الاقتصاديات الأوروبية قد فقدت الزخم الكافي لمواصلة مسيرة الانتعاش الاقتصادي بنفس الوتيرة السابقة، خاصة بعد أن تباطأت وتيرة نمو القطاع بنسبة 0.2% خلال الربع الثاني من 0.8% .
هبط اليورو مقابل الدولار الأمريكي اليوم لأدنى مستوى منذ حوالي أسبوعيين مسجلة مستويات 1.4385 ، و يتداول الزوج حاليا حول مستويات 1.4296 و سجل الأعلى عند مستويات 1.4385، و يتوقع أن يواصل الزوج الانخفاض بتأثير من البيانات الاقتصادية السلبية.
الأوضاع الاقتصادية في المملكة المتحدة ليست بالأفضل، فقد انكمش مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في المملكة المتحدة خلال آب بمقدار 49.0 مقارنة بالقراءة السابقة 49.1 و جاءت القراءة الفعلية مطابقة للتوقعات، و هذا ما يؤكد بأن مسيرة النمو الاقتصادي ستكون أصعب خلال الفترة القادمة، مما يدعم التوقعات بانكماش الاقتصاديات و هذا ما سيزيد من صعوبة الموقف خاصة مع التحديات الأخرى التي تواجهها الاقتصاديات.