ارتفع العائد على السندات الإيطالية إلى أعلى مستوى منذ عام 1997، و هذا يعتبر الأعلى تاريخياً بالنسبة للاتجاه الأوروبي، حيث أن العائد على السندات ارتفع إلى مستوى 6.29% و هذا ما قد يزيد تكاليف الاقتراض لإيطاليا التي تحتاج الآن للتمويل من أجل الوفاء في ديونها. بالرغم من أن إيطاليا استطاعت النفاذ مراراً إلى أسواق السندات الثانوية، إلا أننا نرى قلقاً في الأسواق قد يسبب هذا الارتفاع في العائد و الذي يعتبره الكثيرون مؤشر مشكلة مالية في البلاد. و رغم أننا نرى تحسّنا في السياسة الإيطالية و الموافقة على خطط التقشّف، إلا أن المتداولون قلقون جداً تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية و وضع إيطاليا و اليونان المالي و غيرها من الدول.
البيانات الاقتصادية الأوروبية هذا اليوم أظهرت انكماشاً في الإنتاج الصناعي، و هذا ظهر بحسب مؤشر الإنتاج الصناعي لشهر أيلول الماضي الذي أشار إلى انكماش في الإنتاج مقداره 2.0% و هذا ما زاد القلق حول وضع الاتحاد الأوروبي و احتمالات الركود فيه أو على الأقل بضعة دول منه بما فيها إيطاليا و اليونان و ربما إسبانيا.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بالرغم من الافتتاح الإيجابي الذي حصل، فقد انخفض اليورو بعد ملامسته للأعلى عند سعر 1.3810 و ليتداول بعدها و في هذه اللحظات قريباً من مستوياته الأدنى لهذا اليوم و الواقعة عند سعر 1.3634 دولار لليورو الواحد.
إن استمرار تداول سعر صرف اليورو ما دون مستوى 1.3665 يبقي على الميل السلبي على الزوج، و قد نرى الزوج يستمر في مواجهة الضغوط السلبية. لكن، لو استطاع اليورو العودة للثبات فوق مستوى 1.3665 لأي سبب من الأسباب، فقد نرى الاتجاه الصاعد يعود من جديد.
الأوضاع الاقتصادية في الاتحاد الأوربي، كذلك التوتّر جراء أزمة الديون السيادية و التي ما زالت تقلق المتداولين، أسباب تدفع المحللين الأساسيين في التشاؤم أكثر حول العملة الموحّدة، إذ أن عدم ظهور حلول جذرية لأزمة الديون السيادية قد يبقي على الميل الهابط لسعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي، و بذلك فقد معظم مكاسب يوم الجمعة الماضي التي تحققت، و الدولار الأمريكي هو الذي ارتفع في الأسواق المالية هذا اليوم بسبب حالة التشاؤم التي سادت الأسواق بارتفاع العائد على السندات الإيطالية. كذلك، تبدو الظروف الاقتصادية في المملكة المتحدة غير مستقرة، و أزمة الديون السيادية تؤثر في الاقتصاد الملكي بشكل مباشر و أيضاً بشكل غير مباشر، و هذا ما يبقي على الجنيه الإسترليني ضعيفاً عموماً مقابل الدولار الأمريكي الذي يستفيد من حالة التشاؤم في الأسواق المالية، إذ يتجّه المتداولون نحو الدولار الأمريكي في سبيل التخلّص من الأصول المرتفعة العائد، و هذا ما يرفع سعر صرفه و أثر هذا سلباً على الجنيه الإسترليني هذا اليوم.
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني خلال هذا اليوم بعد أن حقق الأعلى له عند سعر 1.6090 دولار للجنيه الإسترليني الواحد و نراه الآن يتداول قريباً من مستوياته الأدنى لهذا اليوم مقابل الدولار عند سعر 1.5921 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
تشير التحليلات الفنية بأن أي تداول على الزوج ما دون مستوى 1.6165 يبقي على السلبية العامة للزوج، فيما كسر مستوى 1.5905-1.5890 قد يكون سبباً لاندفاع هابط واضح على الزوج.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
أظهرت بيانات اليابان اليوم انكماشاً في الإنتاج الصناعي لشهر أيلول الماضي بمقدار 3.3% في اليابان، كذلك انكمش معدّل استغلال الطاقة بمقدار 3.6%، و هذه أسباب دفعت المتداولين للقلق أكثر حول وضع الاقتصاد الثاني في العالم من الاقتصاديات المتقدمة و الاقتصاد الثالث من ناحية الحجم.
لكن، أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني للربع الثالث نمواً مقداره 1.5% في الناتج المحلي الياباني، حيث استفادت اليابان من إعادة الإعمار التي حصلت بعد الزلزال المدمّر الذي حصل في وقت سابق من هذه السنة.
يتجّه المتداولون نحو الأصول المنخفضة العائد في ظل حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية تجاه النمو في الاقتصاد الدولي و أزمة الديون السيادية، و الين الياباني يستقبل طلباً جيداً، و هذا ما دفعه للارتفاع هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بالرغم من أن الدولار ارتفع مقابل سلّة العملات الأجنبية.
انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من مستوى 77.26 إلى 76.79 ين للدولار الأمريكي الواحد، لكن حالياً، عاد الزوج ليتداول فوق مستوى 77.00 ين للدولار، لكن ما زالت الكفّة ترجح لصالح الين الياباني الذي اكتسب العزم الصاعد بفعل طلبه في ظل ابتعاد المتداولين عن أصول العائد المرتفع.