هوى اليورو الى قاع 1.3229 بعد أن سلّطت وكالة موديز الضوء على تنامي مخاطر "انزلاق عدد من أعضاء منطقة اليورو في دوامة العجز" بالإقتران مع خروجها من الإتّحاد النقدي.
اليورو: من المرجّح أن تعمد وكالة موديز الى مراجعة التصنيف الإئتماني لدول الإتّحاد الأوروبي، في وقت يقدّر أن يتمسّك البنك المركزي الأوروبي بسياسته المألوفة
هوى اليورو الى قاع 1.3229 بعد أن سلّطت وكالة موديز الضوء على تنامي مخاطر "انزلاق عدد من أعضاء منطقة اليورو في دوامة العجز" بالإقتران مع خروجها من الإتّحاد النقدي، ومن المرجّح أن تواجه العملة الموحّدة رياحًا معاكسة خلال الأيّام القادمة، إذ تهدّد الوكالة بتخفيض التصنيف الإئتماني لمنطقة اليورو. في الواقع، يبدو وكأنّ المشاركين في الأسواق باتوا أكثر تشاؤمًا أزاء المنطقة، إذ يعزّز الإتّفاق الجديد مخاطر نشوء ركود عميق، وقد تصبح الحكومات العاملة تحت لواء معدّل الصرف الثابت أكثر اعتمادًا على الدعم النقدي، إثر تدهور الإنتعاش الاقتصادي في أوروبا.
مع ذلك، قلّل رئيس البنك المركزي الألماني جنس وايدمن من تخمينات توسيع البنك المركزي الأوروبي دوره القاضي في معالجة أزمة الديون السيادية، ويبدو وكأنّ مجلس الإدارة سيتابع الإبتعاد عن التدابير غير المعيارية، إذ يتنامى الشرخ في صفوف المصرف المركزي. في المقابل، من المحتمل أن يقلّص رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي معيار معدّلات الفائدة دون 1.00% في العام 2012، بيد أنّه لن يبقى أمام المجلس سوى خيار توسيع برنامج شراء الأصول أكثر، إذ يناضل الساسة الأوروبيون لإعادة إحلال ثقة المستثمرين. وبما أنّ زوج اليورو/دولار يخسر ارتداده المسجّل اعتبارًا من 1.3145، قد يؤدّي التدهور الذي طرأ على ثقة الأسواق الى تراجع معدّلات الصرف الى ما دون مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% لهبوط الأسعار من ذروة العام 2009 وصولاً الى قاع العام 2010 على مقربة من 1.3100، وقد ينخفض اليورو/دولار خلال ما تبقى من العام، إذ بات المشهد الأساسي لأوروبا قاتمًا للغاية.
الجنيه الاسترليني: قلّل بنك التسويات الدولية من أهمّية تداعيات التيسير الكمّي، وترقّب تباطؤ التضخّم
شهد الجنيه الاسترليني ارتدادًا من قاع 1.5536 ليلة أمس، بيد أنّه قد يناضل للتماسك خلال ساعات التداول الأربع والعشرين السابقة، إذ يتوقّع أن يظهر الجدول الاقتصادي تدنّي ضغوطات الأسعار في المملكة المتّحدة. كما يتوقّع أن تتزايد القراءة الرئيسية للتضخّم وفق وتيرة سنوية تصل الى 4.8% في نوفمبر عقب توسّعها بنسبة 5.0% في الشهر السابق، وقد تلقي الوتيرة الضعيفة لنمو الأسعار بثقلها على معدّلات الصرف، إذ يقدّر المشاركون في الأسواق أن يعمد بنك انجلترا الى توسيع برنامج شراء الأصول أكثر في العام القادم. مع ذلك، صرّح بنك التسويات الدولية بأنّ التيسير الكمّي قد تكون له تداعيات محدودة في تحفيز الاقتصاد، إذ تتواجد عائدات السندات "عند مستويات متدنّية للغاية"، وحذر من أنّه قد يكون من الصعب بالنسبة الى بنك انجلترا تقليص ميزانيته العمومية "بطريقة لا تزعزع صفو الأسواق"، إذ لا تزال ثقة المستثمرين هشّة. هذا وترسّخ تخمينات اعتماد المزيد من التيسير الكمّي ضعف آفاق الاسترليني، ونتوقّع أن يتراجع زوج الاسترليني/دولار أكثر خلال الأيّام المقبلة، إثر تعثّر الآفاق الاقتصادية للمملكة المتّحدة.
الدولار الأميركي: بلوغ المؤشر ذروة جديدة للشهر وترقّب صدور قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي
تسارع الأخضر صعودًا خلال تجارات يوم الإثنين، مع تقدّم مؤشر الدولار داو جونز- أف.أكس.سي.أم الى ذروة جديدة للشهر عند 9956، وقد تتداول عملة الإحتياطي على ارتفاع خلال ما تبقى من العام، إذ يقلّص المشاركون في الأسواق شهيتهم للمخاطر. وبما أنّ الجدول الاقتصادي يفتقر الى البيانات خلال ساعات التداول الأربع والعشرين المقبلة، من المحتمل أن تواصل ثقة التّجار قيادة تحرّكات أسعار العملات الرئيسية، بيد أنّ الدولار من شأنه اختبار تصحيح طفيف، إذ لا يزال متواجدًا ضمن منطقة مقاومة قويّة. مع ذلك، وفي ظلّ ترقّب صدور قرار فائدة مجلس الإحتياطي الفدرالي يوم الثلاثاء، من المحتمل أن تولّد تعليقات الرئيس بن برنانكي موجة من التذبذبات، وقد يقلّل الحاكم من تخمينات تطبيق برنامج شراء أصول مكثّف أكثر، إذ يقدّر الساسة استجماع الأنشطة الاقتصادية الزخم بشكل تدريجي خلال الشهر القادمة. وبما أنّ انتعاش النمو يقوّض فرص اعتماد المزيد من الدعم النقدي، من المرجّح أن يصبح تجّار الفوركس متفائلين أزاء الدولار الذي يتوقّع أن يتزايد في العام 2012، إذ يتفادى أوسع اقتصاد في العالم الإنزلاق داخل دوامة ركود مزدوج.