حذر خبراء ومتخصصون في أسواق التداول من مغبة التداول العشوائي الذي يقدم عليه المتداولون الجدد، إضافة إلى استخدام منصات جديدة تطلقها الشركات من دون تسجيل تحت مظلة هيئة أو مؤسسة رسمية في نطاق الدولة .
وأشار هؤلاء خلال فعاليات الدورة الثانية عشرة "فوركس شو 2013" المنعقد في دبي يوم أمس، إلى أن على المتداولين اكتساب المعرفة والخبرة الكاملة في هذا القطاع قبيل الدخول في أي تداول مالي لتجنب أي خسائر مادية يمكن أن يتعرض لها المستثمر في منصات التداول .
جاءت الدورة الثانية عشرة من فوركس 2013 بعنوان "التداول الذكي في فضاء الإنترنت والتواصل الاجتماعي" بعدما أصبحت الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة الحديثة مزودة بتطبيقات للتداول عبر منصات خاصة بهذه السوق لتوفّر المرونة والحرّية بتتبع البيانات والأخبار الاقتصادية وأسعار السوق في كل وقت ومكان، ما يضاعف عدد المهتمين حتماً بهذه التجارة من المستثمرين ورجال الأعمال .
وقالت كاتيا طيار المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "عربكوم" خلال المعرض "شهدت منصات تداول "الفوريكس" تطوراً ملحوظاً وبالرغم من التوسع بمقدار 40% منذ سنتين، تضاءل عدد المتداولين في أوروبا وأمريكا إثر الأزمة المالية، وفي المقابل ارتفعت النسبة في منطقة الشرق الأوسط ليصل حجم التداول في هذا القطاع إلى أكثر من 3 .5 تريليون دولار يومياً ما بين المعادن الثمينة والعملات والسلع، حيث يهتم كبار الأثرياء بهذه التجارة لوفرة السيولة فيها وحرية التحكم بأموالهم . والجديد هذا العام التداول بأسهم الشركات العالمية والمشتقات المالية عبر منصة تداول العملات والذهب الأمر الذي سيضاعف رغبة المستخدمين لهذه السوق في المنطقة .
ووصلت نسبة النمو في عدد الشركات في منطقة الخليج إلى نحو 50%، في حين بلغ عدد المتداولين في المنطقة نفسها إلى نحو 400 ألف متداول ما بين العملات والسلع والمعادن الثمينة والأسهم .
وأشارت طيار إلى أن الفترة الحالية شهدت تضاعف عدد المتداولين بسبب تذبذب الأسواق لمصلحة المتداول وزيادة الثقة بين الأفراد والشركات، وتطور الخدمات المتصلة بالمنصات، إضافة إلى توفر هيئة رقابية على الشركات القانونية المسجلة، خاصة الشركات المسجلة في سلطة دبي للخدمات المالية .
ودعت المتداولين الجدد إلى تجنب التعامل مع شركات فوركس غير مسجلة، لأن بعض الشركات تقوم بتقديم عروض وهمية، ومميزات فقط من اجل جذب متداول جديد وبالتالي زيادة حجم حصتها، إلا أن هذا الأمر يسبب الكثير من الخسائر للأفراد .
ويتطابق مع اختيار دبي لهذه الفعاليات بدور هذه المدينة الرائد في شتى القطاعات والتي بفضل الرؤية الثاقبة والتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحولت إلى مدينة مالية عالمية .
وأضافت "إن الفرق كبير بين الهواية والاحتراف بين منصات التداول التقليدي والتداول عبر الإنترنت بمرونة لتتبع العمليات في كل وقت والتدخل المباشر في العمليات دون وسيط باستخدام الحاسوب والهواتف الذكية" .
ويسلط المعرض الضوء في كل دورة على الجديد في هذه الصناعة ويقدم الخبراء والفنيون أهم التجارب للاستفادة منها، كما يشكل المعرض المتخصص واجهة إقليمية لأهم شركات الوساطة والبنوك الرائدة في سويسرا والعالم، ومن الملفت ازدياد عدد الشركات الجديدة المشاركة لأول مرة في المنطقة في الفوركس بنسبة 40% إلى جانب العديد من المشاركين عاماً بعد عام .
وقال أشرف العايدي كبير استراتيجي الأسواق في "سيتي اندكس": إن هناك نمواً مستمراً في منصات التداول في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، بسبب زيادة الخبرات ونمو الثقافة والمعرفة حول قطاع التداول بمختلف أنواعه عبر المنصات، حيث ارتفع عدد المتداولين إلى مستويات جيدة في الفترة الحالية .
وأشار إلى أن نمو قطاع التكنولوجيا الحديثة وظهور منصات تداول جديدة، إضافة إلى البيانات الاقتصادية الأولية السريعة، ساعدت في زيادة تجاوب الأفراد نحو هذا القطاع وزيادة حجم التداول المدروس والمتقن وغير العشوائي .
وذكر العايدي أن على كل متداول جديد أن يأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الشركة قانونية ومسجلة في هيئة رسمية، إضافة إلى اخذ تدريب مناسب، ليضفي طابع المهنية على عملية التداول وتجنب أي خسائر تلحق به جراء تداولات غير مدروسة .
وجاء المعرض من منطلق تحذير العملاء من المخاطر التي تسببها الشائعات والمعلومات غير الصحيحة ومدى تأثيرها في مصداقية عملية التداول التي يقدم عليها الوسطاء، حيث يتم هذا الأمر بسبب عدم امتلاك المتداول الخبرة والمعرفة، والإقدام على الشراء أو البيع عبر المنصة دون دراية تبعات هذا الأمر . -