لا يوجد مستحيل في هذا السوق
هذه القصة ليست من وحي الخيال بل هي قصة ملهمة و هناك الكثير لنتعلمه منها، هي قصة لمجموعة أطلق عليهم "السلاحف"، والذين تعلموا التداول في 14 يوما فقط واستطاعوا جمع مل يزيد عن 100 مليون دولار في أربع سنوات!
نعم 100 مليون في 4 سنوات فقط
بدأت أحداث هذه القصة في عام 1983 عندما قرر أسطورة التداول ريتشارد دينيس "Richard Dennis" إثبات أن أي شخص يمكن أن يكون متداولا، لو كانت لديه القدرة على التفكير، والقدرة على التعلم والقدرة على تصميم نظام تداول وتطبيقه بثبات.
فقد قام بجمع مجموعة من الأشخاص لم يسبق لهم التداول من قبل، وتتألف هذه المجموعة من كلا الجنسين وبأعمار مختلفة ومستويات تعليمية متغايرة، وبمهن مختلفة من حارس الأمن وحتى طالب مدرسة، ثم قام بتعليمهم استراتيجية تداول في 14 يوما فقط.
ثم قام بإعداد وفتح حسابات تداول وكانت النتائج مذهلة. واستمرت هذه المجموعة لجني 100 مليون دولار والعديد منهم استمر ليصبح من أساطير تداول لاحقاً.
ما العبرة من هذه القصة أو التجربة الحقيقية ؟
العبرة الأولي أن أي شخص يمكن أن يصبح متداولا ناجحا، وأن كل شي عن تداول العملات يمكن تعلمه بسهولة.
العبرة الثانية لو توفر لديك التعليم الصحيح لتداول العملات يمكنك أن تنجح بسرعة، حيث أن 14 يوما ليست فترة طويلة لتعلم استراتيجية أو نظام تداول.
يمكن السؤال هنا مادام كل شخص يستطيع تعلم التداول، فلماذا 95% من متداولي العملات يسحقون حساباتهم؟
استخدم دينيس طريقة بسيطة في تعليم السلاحف، لكنه ركز على نقطتين:
يجب أن يكون لديك الانضباط العقلي لإتباع أي نظام تداول، حيث أنه لو لم يكن لديك نظام تتبعه فلن يكون لك طريقة أو منهج تسلكه. فقد تأكد دينيس من أن متداوليه السلاحف قد فهموا وعرفوا تماما لماذا وكيف يعمل هذا النظام، مما أعطاهم الثقة والانضباط لتتبعه.
معظم المتداولين ليس لديهم الثقة فيما يفعلون، أو يتبعون الآخرين أو حتى ليس لديهم استراتيجيات تداول مدروسة وإنما يتداولون بعواطفهم التي تؤدي الى سحق الحسابات.
دينيس علم المتداولين أولا اللعب باستراتيجية الدفاع، مما يعني إدارة صارمة للأموال لحماية الأرصدة قبل كل شيء.
مثله مثل فريق كرة الذي يعزز لعبه بتقوية الدفاع، ليس هناك مجال للهجوم والفوز ما لم يكن هناك خطوط دفاعية في الخلف لتعزيز خطوط الهجوم وهكذا الحال في التداول.
الفكرة الرئيسية:
علمنا دينيس أنه يمكن تعليم أي شخص أي نظام تداول، لكن ذلك غير كافي، حيث أنه يجب أن يربط ذلك بالانضباط العقلي وهذا بيت القصيد.
لقد كتب الكثير حول الانضباط في التداول حتى الآن والفت الكثير من الكتب، لكن القليل من المتداولين يدركون كم هو صعب التحقيق واتجهوا الى التركيز على كيفية تعزيز انضباطهم دون انفاق الكثير من الوقت في البحث عن استراتيجيات يضعونها على الرف فور الحصول عليها ثم يبحثون عن نظام آخر وهكذا.
الاستمرار في تنفيذ نظام التداول عندما تكون الخسارة قاسية.
بالطبع، كل الأنظمة تخسر في لحظات معينة لكن يجب أن يكون هناك ثقة وانضباط وإدارة أموال لاجتياز تلك المرحلة.
هل يمكن النجاح في الفوركس؟
قصة السلاحف حدثت في الثمانينيات وهي فترة جافة من ناحية المصادر التعليمية المجانية قياسا بما هو متاح اليوم. السبب الوحيد أنها ملهمة جدا بالنسبة لنا لأنها تؤكد أن أي شخص يمكنه جني الأموال طالما كانت لديه قدرة على التفكير والقدرة على التعلم الصحيح وتعلم استراتيجية
تداول بمدة زمنية قصيرة نظراً لسهولة الوصول الى كثير من المصادر التعليمية والانضباط في تطبيق استراتيجية التداول.
بالتأكيد لن يصبح الجميع أثرياء كالسلاحف لكن الفرص لاتزال موجودة وأي شخص يمكنه جني دخلا كبيرا أكثر من الجهد المبذول.
المغزى من هذه القصة هو العمل الذكي واتباع نظام تداول بسيط والثقة به وتطبيقه بانضباط، لو كان بإمكانك القيام بذلك في تداول العملات ستنجح بلاشك.
اتخذ خطوات فورية وحثيثة باتجاه الانضباط في تطبيق استراتيجية بسيطة ومربحة باستخدام الإدارة الصارمة للأموال حتى تحقق النجاح.