سوف تقود بريطانيا جهود إيجاد قواعد دولية لفضاء الشبكة العنكبوتية العالمية، وذلك في أول محاولة على مستوى رفيع من جانب دولة غربية لوضع ميثاق للحرب والسلام في عصر الإنترنت.
وسط المخاوف المتزايدة من الانكشاف أمام هجمات فضاء الشبكة، أعلن وزير خارجية المملكة المتحدة وليم هيغ، عقد مؤتمر في لندن هذا العام، لوضع قواعد قائمة من المعايير حول الكيفية التي ينبغي للدول بموجبها التصرف في فضاء الشبكة الإلكترونية.
من أجل التأكيد على جدية التهديد الذي تتعرض له الحكومات والأنشطة العملية، كشف هيغ عن ثلاث هجمات حديثة على مصالح بريطانية ــــــ بما في ذلك واحدة ضد موظفيه تمت من جانب إدارة خدمات استخبارية معادية.
يمضي العمل بالفعل لدى جهات دولية لتطوير مواثيق حول قضايا فضاء شبكة خفية، ولكن لم يسبق لأي وزير خارجية الدعوة إلى وضع قائمة من المبادئ الشاملة التي تحكم الإنترنت على النطاق العالمي.
حث هيغ في أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن، دول العالم على تطوير معايير تحمي حرية العمل على الشبكة، وتعمل على احتواء ''الجانب الأكثر ظلمة من فضاء الشبكة''. ومما قاله ''هنالك حاجة إلى المزيد من الحوار الشامل والمنظم، من أجل البدء في تكوين توافق بين البلدان ذات العقليات المتشابهة''.
إلاّ أن من غير المتوقع من جانب المسؤولين البريطانيين التوصل إلى اتفاقية على غرار اتفاقيات السيطرة على الأسلحة، بحيث تكون ضمن معاهدة دولية، وذلك بسبب صعوبة التأكيد على صحة شروطها.
تواجه أي اتفاقية عائقاً دبلوماسياً مرتفعاً؛ لأن عليها أن تشكل توافقاً حول تهديد سريع التغير، وغير منسوب إلى جهة محددة في الغالب، كما أنه متداخل مع حقوق سيادية، إضافة إلى ارتباطه بالعمليات العسكرية، وبعمليات أخرى خاصة بخدمات المخابرات.
تعمل التهديدات الخاصة بالإنترنت على تسريع الأجندة الأمنية الوطنية لعدد كبير من الدول الصناعية، وتشجع الولايات المتحدة على إنشاء قيادة لعمليات فضاء الشبكة، كما تحث المملكة المتحدة على إنشاء مجموعة عمليات فضاء الشبكة.
يضاف إلى ذلك أن فيروس ستوكسنت الذي دمر منشآت نووية إيرانية ـــــ الذي يعتقد على نطاق واسع أنه من فعل الولايات المتحدة وإسرائيل ـــــ كشف كذلك عن مدى قوة البرمجيات الخبيثة.
لا يعلن هيغ أسماء البلدان التي تقف وراء هجمات على مصالح بريطانية، ولكن البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي جرى تسريبها تظهر هجمات تفصيلية ضمن فضاء الإنترنت، وتدخلات من جانب الصين وروسيا.